نسمات

قبل فوات الأوان!

تصغير
تكبير

استطاعت الحكومة بتدبير بسيط الالتفاف على موضوع التقاعد المبكر حيث ضمنت أربعة أعضاء من اللجنة المالية يعارضون إدراج الموضوع للنقاش مقابل ثلاثة مؤيدين، وبذلك تم سحب التقرير من الإدراج على جدول أعمال المجلس!
هذا التحرك من المجلس والحكومة هو أقوى رسالة للرد على أربعين نائباً كانوا يخططون لفرض قانون تقليل السنوات المطلوبة للتقاعد إرضاء لقاعدة شعبية عريضة وكسباً لأصوات الناخبين!
هذا الاقتراح الذي يأتي في وقت تعيش فيه الكويت واحدة من أقسى مراحل العجز المالي والتقشف، وتطرح فيه سندات بمليارات الدنانير لتمويل العجز، والذي قدر بـ 7.5 مليار دينار لميزانية عام 2016/‏2017!


ومع أن حساب الميزانية يتم تقديره بـ 45 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع سعر برميل النفط الكويتي إلى أكثر من 67 دولاراً، لكن الأخطر هو أن نواب القرارات الشعبية يشتمّون تلك الزيادة النفطية لكي يتفننوا في تبديدها رغبة في إرضاء ناخبيهم!
وقد تم تقدير العجز المتوقع في ميزانية التأمينات الاجتماعية خلال سنوات قليلة بأكثر من 400 مليار حتى مع تحسن أسعار النفط نظراً للاستعداد المطلوب لأكثر من 400 ألف وظيفة جديدة خلال الـ 15 سنة المقبلة، ثم ماذا ستفعل الكويت بصدد تنامي العجز المتوقع خلال سنوات قليلة، لاسيما وأنه لا يوجد حالياً أي مصادر بديلة للدخل؟!
لقد تكلم خبراء الاقتصاد عن «حتمية الاصطدام بالحائط» حتى في ظل ارتفاع أسعار النفط، ولكن النواب الشعبويون لا يهمهم هذا الكلام لأن جل تفكيرهم في كيفية كسب الشعبية وأصوات الناخبين خلال السنتين أو أقل المتبقية لهم في المجلس!
لقد سبقت الحكومات المتعاقبة منذ العام 2006 أولئك النواب وفتحت الخزينة على مصراعيها لإرضاء الناخبين، ولكن لم تستطع الحكومة إرضاء الشعب إلا جزئياً ثم جاءت الانخفاضات في أسعار النفط لكي تضع البلد في مأزق ولتفاقم من اتساع كرة الثلج، بينما لم تستطع الحكومة ايقاف تدحرج هذه الكرة إلا ببعض الإجراءات المتواضعة مثل رفع أسعار البنزين والكهرباء، وحتى هذه الإجراءات المتواضعة واجهت - ولازالت تواجه - معارضة شديدة قد تعصف بجميع الإصلاحات البسيطة التي حققتها الحكومة!
المطلوب من الحكومة هو الاستمرار في رفض القرارات الشعبوية التي تؤدي إلى تدمير الاقتصاد، واستقطاب النواب الإصلاحيين الذين لا يبالون برضى القاعدة الشعبية على حساب المبادئ!
كذلك، لا بد من زيادة التوعية للمواطنين عن طريق تسخير وسائل الإعلام لصياغة عقول النشء وتربيتهم على معاني الوطنية والولاء للوطن!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي