عندما ينقطع الكاتب عن الكتابة، فهو يخسر كلماته شيئاً فشيئاً. وعندما يخسر الكاتب كلماته فهو يخسر ذاته بلا شك. الكاتب لا يستطيع التعبير عن نفسه من دون كلمات. لا يستطيع أن يجد مكانه وسط المجتمع، إلا بالكلمات التي تعبّر عنه وعن أفكاره وروحه، الحياة التي يعيشها لا يعيشها فعلاً إلا بالكلمات، حتى وإن كانت الكلمات التي يكتبها بينه وبين نفسه ولنفسه.
وأنا أكتب ما أكتب أشعر باسترجاع ذاتي، أشعر به بشكل ملموس، وكأنني أحجية تكتمل بالكتابة، تتضح معالمها وتبرز هيأتها بالكلمات التي أنا هي وهي أنا.
الكتابة ليست عبثاً وليست وسيلة لتحقيق الذات وحسب، هي وسيلة للإثراء مهما كان ما يقدمه الكاتب بسيطاً، إلا أنه جزأ من عملية الانتاج المعرفي والثقافي الذي تحتاجه الشعوب لتتطوّر.