No Script

نفسياسي

حول مشروع الجزر والمدن الكبرى... حتى لا تكون تنميتنا في المباني فقط!

تصغير
تكبير

لا أدعي اطلاعي الكافي على ما نسمعه من مشاريع كبرى قادمة للبلاد متعلقة بتطوير الجزر الكويتية وإنشاء المدن العملاقة كمدينة الحرير وغيرها، إلا أن أي بارقة أمل تتعلق بتطوير واقعنا الاقتصادي والثقافي، لا بد لنا من تلقفها والتعلق بإمكانية تحولها لحقيقة نتلمسها على أرض الواقع.
نعلم جيدا مقدار تأخرنا عن أشقائنا في دول الخليج، ناهيك عن أماكن أخرى في العالم، في مؤشرات اقتصادية كثيرة صادرة من مؤسسات عالمية وتم نشرها في الاعلام. ونعلم أن أي محاولة للحاق بركب المنافسة الاقتصادية وتوفير الأرضية اللازمة لتحويل البلاد لمركز مالي عالمي، يتطلب جهدا جبارا ذا أبعاد تشريعية واقتصادية وخلق بيئة سياسية واجتماعية تتفاعل إيجابيا مع أي تحول في الفكر الاقتصادي الهادف لتنويع مصادر الدخل في البلاد.
رغم تلك التحديات، فعناصر التطوير في واقعنا متوافرة رغم كل الاحباطات، فالبلاد تحتوي من العنصر البشري الوطني ذي الكفاءة التعليمية العالية، الكثير، وهذا تحديداً ما قد نحتاج للتركيز عليه في أي نقلة اقتصادية. ولعلي لا أبالغ في قولي أن توافر العنصر الوطني المؤهل يشكل ميزة نتفوق بها حتى على الكثير من جيراننا الذين نعتز بتجربتهم بالتأكيد، ولكنهم أنفسهم يعلمون تلك الحقيقة وبدأت الكثير من دول الجوار في استقطاب الكفاءات الكويتية للعمل فيها في مختلف المجالات.


وفي الحقيقة، فإنني كلما زرت دولة متقدمة من دول الجوار، لا أنكر أبداً مقدار انبهاري بالتقدم العمراني والسياحي فيها، بالإضافة لتطور القطاعات المالية والمصرفية وسلاسة النظام البيروقراطي فيها. لكن ما كان يثير دهشتي هو عدم اقتران كل ذلك بتطور مماثل في قطاعين رئيسيين، أراهما ركائز للتنمية المستدامة والاستثمار البشري، وهما قطاعا الصحة والتعليم، وإن وجد، فإنه على الأقل لا يقارن أبدا بالتطور الحاصل في القطاعات الأخرى.
كل هذا وغيره، دروس يجب أن نستفيد منها عند التفكير في المشاريع الكبرى المطروحة على الساحة، كمشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير وغيرها، فما نريده بالإضافة لما رشح من تصورات سياحية ومبان تجارية وسكنية هو أن نعتمد جزءا من تلك الجزر والمدن لمشاريع التوسع في القطاعين الصحي والتعليمي بأفكار خلاقة تتضمن كمثال عملية التوأمة بين مؤسسات صحية أو تعليمية كويتية ومثيلاتها العالمية، أو افتتاح فروع لتلك المؤسسات الدولية بشكل مباشر في الكويت.
إن التنمية الحقيقية هي تنمية في الواقع البشري، وما المباني الشاهقة والمزخرفة إلا انعكاس لتطور الاستثمار في العنصر البشري أو هكذا يفترض أن تكون الأمور.
هل هذا صعب؟
بالتأكيد...
هل هو مستحيل ؟
بالقطع لا...
هل هو مجرد أمنيات حالمة؟
ولم لا. فكل شيء كبير، بدأ... بحلم!
وعلى قولة الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا... «حلم يبا حلم... بتحاسبوني على حلم».

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي