في حب مصر

القراءة للجميع... والتاريخ لن يضيع

تصغير
تكبير
| الشيخ عاطف مرسي |
ما من شك في انه نجاح بكل المقاييس يحسب للفاضلة «سوزان مبارك» حرم السيد الرئيس، من منطلق نشاطها الحثيث والمتميز، قرابة ربع قرن بمجالات «النفع العام» وتنوع صور خدماته، للجماهير على طول البلاد وعرضها، كان لها الفضل - وفقها الله - في ايقاظ انشطة المجتمع المدني، باكورة حركتها بدأت بجمعية مصر الجديدة وجمعية الرعاية المتكاملة، ظن البعض بداية ان الخدمات والرعاية سوف تقتصر على النخبة وابناء الصفوة، لكن والحق يقال، ان النصيب الاعظم والاكبر لبرامج خدمات الجمعية، كان - ولا يزال - موجها إلى الطبقة الفقيرة، وذوي الدخل المحدود ثم لعلنا لا ننسى بصمات «سوزان مبارك» الخاصة برفع المستوى الثقافي والاجتماعي اضافة إلى «الترويحي» للمناطق «الشعبية» «زينهم» بالسيدة زينب، ومساكن «النهضة» «السلام» حلوات - عرب المحمدي إلى آخره ثم تتابع ذلك النشاط - الفاعل - حتى شمل كل انحاء مصر المحروسة جنوبا وشمالا مكتبات - مدارس - مستشفيات - حدائق - رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، اهتمامات بالامومة والطفولة وهكذا... مشروع «القراءة للجميع» يعد صرحا مضيئا للعودة بنا، إلى «الزمن الجميل» حيث غذاء العقل والروح، وهما عاملان مهمان لتكوين البنية الصالحة للبشر، بعد انتشار «امية المثقفين» ثم تساقط مبادئ الذوق العام واصابة المشاعر والأحاسيس «بالانيميا» الذي نتج منه كما قال النابغة «توفيق الحكيم» هيمنة عصر «القدم» وانتهاء عصر «القلم»، مشروع «القراءة للجميع» بوابة الأمل لبناء جيل جديد - منذ صغره - محبا لدينه عاشقا «لمصيره» متفوقا خدمة «لوطنه» خلال فترة الستينات، وحتى مرحلة تكوين الاحزاب، كرست منظمة الشباب الاشتراكي كل جهودها لتلقين اعضائها مجموعة شعارات وافكار لقضايا تؤصل لنظام الحكم الشمولي كما تتضمن برامج التثقيف لديها على حتمية الحل الاشتراكي، حقوق العمال واساليب تدريبهم للقفز على السلطة، كل ذلك دون ما تنمية حقيقية لروح الوطنية والولاء لله، ثم لتراب مصر الطاهر بعيدا عن التبعية، يجلبون الشباب للمخيمات ليحدثوهم عن معنى «الحتمية» وفلسفة التحالف، وقد يكون بعضهم لا يجيد القراءة والكتابة! سئل يوما بعض الدارسين عن معنى الاشتراكية فأجاب «كفاية وعدل فسألوه ثانيا، ما المقصود «بالكفاية والعدل» فقال الدارس كفاية «تكفوني انكفي» وعدالة يعني تعدلوني «اتعدل» عفوا - للتبسط، فكما يقول اولاد البلد الأفية ما تعذرش، القارئ العزيز، لم يقتصر نشاط الفاضلة «حرم الرئيس» على جانب واحد، بل تنوع كحقوق المرأة وثقافتها، ادراكا للمعنى العظيم في مقولة امير الشعر «احمد شوقي»:
اذا النساء نشأت في أمية
رضع الرجال جهالة وخمولا
اما عن الفكرة العملاقة لمشروع «توثيق ذاكرة مصر المعاصرة» والذي «تبنته» - اخيرا - السيدة الفاضلة، فسوف يكون حديث الاسبوع المقبل.
ان شاء الله تعالى
إمام وخطيب بوزارة الاوقاف
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي