بوح صريح

خبز عدونا

تصغير
تكبير

لماذا يحتكر رجال الدين وظيفة خطيب الجمعة. لماذا لايخطب بالناس طبيب مثلا. فيحدثهم عن خلاصة تجاربه والمواقف المثيرة والمهمة التي مر بها، لينقل للناس حكمة عمله ودرر خبراته الوظيفية والإنسانية، وكذلك يخطب بالناس معلم ومحام وعامل وموظف... وهكذا؟ إذا كان المسجد ملتقى للناس مع خطيب يبثهم خبرته وينقل إليهم خلاصة علمه وثقافته وفكره في شأن يخصهم ويحسن أحوالهم ويصلح أمرهم، فلماذا إذا يكون حكرا على رجل الدين، ولا يكون خطيب المسجد من عامة الشعب، انسانا ذا خبرة وعلم يفيدان الناس؟
خطرت لي هذه الفكرة وأنا استمع مصدومة الجمعة الماضية لخطيب مسجد يصرخ كالعادة ويقول: «أبناؤنا يتكلمون بلغة عدونا...» ودهشت لهذا العدو الذي يزودنا بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، من مواد بناء أكملت بيوتنا، لسيارات وأجهزة. فكل تفاصيل أساسية وثانوية اخترعها وصنعها «عدونا»... فلماذا لانتكلم لغته، وهل من المعيب تطور الأبناء وتطور علمهم وثقافتهم فيجيدون اللغة الانكليزية؟ ثم أليس هذا تقصيرا منك، فعدم اهتمامك باللغة العربية وعدم إتقان تصديرها لهم بصورة مناسبة ومحببة هو ماجعلهم يتكلمون لغة أخرى ويتخذونها لغتهم المفضلة؟!
أردت أن أقول لذاك الخطيب: إن الميكروفون الذي تتكلم منه صنعه عدوك، والقلم مع الموبايل في جيبك من صنع عدوك، والسيارة التي جئت بها للمسجد من صنعه. فبأي منطق تتكلم؟ لكن الرقابة في وطني سيف مسلط على رقاب الكتاب والأدباء وليس على خطباء المسجد.


وأيضا لماذا لا يقول رجل الدين كلمة واحدة عن التجار والمسؤولين الفاسدين والسارقين لقوت وحقوق الشعب، بينما يتدخل في حرية المرأة وسلوك الشباب وحقوق كاتب أو صاحب رأي رغم أنهم لم يسرقوا أحدا؟!
وعجبي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي