2017 يودّع الساحة التربوية مخلفاً آثاره في «بصمة المعلمين وآلية الغش»
اعتصامات وكثافات في «التربية» !
- رؤساء الأقسام العلمية تداعوا للاعتصام في الوزارة 3 مرات احتجاجاً على «طول الانتظار»
مدارس «صباح الأحمد» فاضت بالطلبة مع نقص المعلمين قبل أن يتدارك الوزير السابق الأمر بحزم
من إيجابيات العام فتح فرص لحاملات «المتوسطة» للعمل مرافقات طلبة
يلملم عام 2017 أوراقه ويرحل عن وزارة التربية، بعد أن وصف بأنه «عام الاعتصامات» كما أطلق عليه أهل الوزارة أنفسهم، بعد أن شهدت الوزارة فيه 3 اعتصامات نفذتها شرائح وأطياف التربوية، احتجاجاً على طوابير الانتظار في الوظائف الإشرافية «رؤساء الأقسام» واستياء من قانون ديوان الخدمة المدنية بتطبيق البصمة على أعضاء الهيئة التعليمية، أضف إلى ذلك أزمة مدارس منطقة صباح الأحمد والكثافات الطلابية غير العادية فيها.
وشهد العام الذي أوشكت شمسه أن تغيب أيضاً تدفق مجموعات من خارج الجسد التربوي وقفت احتجاجاً إزاء قانون تطبيق البصمة على أساتذة الفنون المسرحية، حيث بلغ عدد المعتصمين 60 معتصماً من حملة الماجستير والدكتوراة نددوا بالقرار الذي يعارض طبيعة عملهم، وطالبوا وزير التربية وزير التعليم العالي السابق الدكتور محمد الفارس، بالنظر في ظروفهم الخاصة ومراعاة طبيعة عملهم التي تتطلب ألا يشملها القرار.
وربما يعتبر الحدث الاكبر الذي ألقى بظلاله على الساحة التربوية في العام المنصرم، ولكن من وجهة نظر كثير من التربويين لـ«الراي» «تعودنا عليه» هو التشكيل الوزاري الجديد الذي أفضى إلى تغيير الوزير السابق الدكتور محمد الفارس، بعد فترة قصيرة لم تبلغ العام، وإسناد حقيبة التربية لخلفه الدكتور حامد العازمي الذي كان وكيلا لوزارة التعليم العالي، والذي كشف عن رؤيته المستقبلية في النهوض بالوزارة وتطويرها من باب المناهج الدراسية، والوقوف عند محطة انتظار لتقييم كل مشاريع الوزارة ودراستها بالتنسيق مع وكلاء الوزارة، فيما حمل الدكتور العازمي التركة التربوية بملفات عدة كانت ساخنة في العام 2017 أهمها بصمة المعلمين الذي لقيت رفضاً كبيراً من قبل جمعية المعلمين، وآلية الغش الجديدة التي تمنح الطالب الغشاش صفراً في جميع المواد، ولا تزال أيضاً محل تحفظ الجمعية ورفضها.
وعودة إلى الوراء قليلاً شهد العام 2017 مطلع العام الدراسي الجديد أزمة تربوية كادت ان تجعل وزيرها السابق الدكتور محمد الفارس في مرمى السهام النيابية، وهي أزمة الكثافة الطلابية في مدارس صباح الأحمد وما واجهته منطقة الأحمدي التعليمية من مفاجآت عدة في هذا الصدد، أهمها ارتفاع عدد الطلبة المسجلين في المدارس على نحو مفاجئ فاق توقعات قسم التخطيط في المنطقة، إضافة إلى مشكلة أخرى تمثلت في وعورة الطريق المؤدي إلى مدارس المنطقة، ونقص كثير من الخدمات فيها، الامر الذي جعلها محل عزوف كثير من المعلمين والمعلمات عن النقل إلى هذه المدارس البعيدة، حتى تداركت الوزارة هذا الخلل المفاجئ بقرارات سريعة وحازمة تحسب للوزير الفارس، وأهمها مخاطبة ديوان الخدمة المدنية لإقرار بدل منطقة بعيدة بقيمة 120 دينارا للوافدين العاملين في هذا المدارس من معلمين وإداريين، وتوفير وسائل النقل للمعلمين والإداريين والإشرافيين عند نقاط محددة وتكليف قطاع المنشآت التربوية بفتح فصول إضافية في المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية، والعمل على سرعة تجهيز المدارس الجديدة في المنطقة لتكون سنداً لبقية المدارس في إعادة توزيع الطلبة وتخفيف الكثافة من خلال تجهيز 5 مدارس جديدة سيتم إفتتاحها مطلع الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي في منطقتي صباح الأحمد وجابر الأحمد.
وعلى صعيد آخر أوجدت وزارة التربية ممثلة في إدارة الموارد البشرية فرص عمل لكثير من المواطنات من حملة الشهادات المتوسطة في وظيفة مرافقة طلبة، حيث تم قبول أكثر من 1000 مواطنة في مدارس المناطق التعليمية كافة، فيما لقي القرار إشادة وثناء كبيرين على جميع الأصعدة بعد أزمة عقود التغذية التي تم إلغاؤها، وما تم على إثرها من فقد كثير من المواطنات وظائفهن في شركات التغذية خلال العام 2013.
ويبقى السؤال الأهم في هذا الملف: ماذا سيحمل العام الجديد 2018 لوزارة التربية ومنتسبيها من مفاجآت، خاصة في ظل التشكيل الوزاري الجديد الذي أفضى إلى تعيين الدكتور حامد العازمي وزيراً للتربية؟ لننتظر ومعنا الآلاف من العاملين في حقل المؤسسات التربوية والاهالي والطلبة، ونرَ كيف سيرسم الوجه الجديد للوزارة وماذا سيحمل شجر الميلاد من ثمار.