كلمات من القلب

رموز الدولة خط أحمر

تصغير
تكبير

في الحقيقة، محزن ومخجل مقطع الفيديو الذي تم نشره وبثه في وسائل التواصل الاجتماعي، والمسيء جدا لمقام حبيب قلوب الكويتيين سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وكم صعقت عندما علمت ان المتهمين هم أشخاص أعمارهم تتراوح بين 30 و40 عاما، ومنهم من يعمل في مؤسسات عنوانها حماية الوطن! كيف يجرؤون على هذا العمل؟ ما مفهوم المواطنة لديهم؟ ماذا تعني الكويت وحمل الجنسية الكويتية لديهم؟ في الحقيقة اسئلة كثيرة تتبادر الى ذهني بعدما تابعت هذا الموضوع عن قرب مع وزارة الاعلام، وأهم هذه التساؤلات من أوصل مشاعرهم الوطنية إلى حالة التبلّد وعدم الاحساس بالوطنية؟ ما الرسالة التي يريد هؤلاء الأشخاص توصيلها، وهم الذين يشغلون وظائف حكومية مختلفة لدى مؤسسات مهمة في الدولة من خلال نشر مثل هذا الفيديو؟ ولماذا أعد هؤلاء المسيئون العدة وبيتوا النية لتصوير وقائع افتتاح كأس الخليج 23 وهم بالديوانية من خلال، كما ذكرت الصحف، استخدام برامج مونتاج ذات تقنية عالية؟ يعني هناك نية مسبقة لعمل فيديو مسيء لرموز الدولة، او تصوير لقطات عفوية او تصيّد أخطاء وارد حدوثها في مثل هذا التجمع الرياضي الخليجي الكبير، لمصلحة من تخريب فرحة الكويتيين في هذا اليوم الرياضي والذي اعتبر عرساً وطنياً؟
إن هذا التصرف يجب ألّا يعتبر مجرد خطأ وإساءة تستحق العقوبة فقط، ان هذا التصرف يجب ان يقف عليه المسؤولون في الدولة والجهات المعنية بالدراسة والبحث عن الأسباب التي أوصلت هؤلاء الأشخاص وغيرهم الى حد الإساءة الى رموز البلد، والى التبلّد في الشعور والاحساس الوطني، هل هو غياب الدور الأسري في غرس المواطنة والولاء الوطني؟ هل هو غياب الدور التربوي في المؤسسات التربوية؟ ام هو غياب الدور التوعوي الديني في المساجد والخطب الدينية؟ أم هو غياب الرادع وعدم الخوف من العقوبة كما يقول المثل «من أمن العقوبة أساء الأدب»؟ أم هو نتيجة طبيعية للواقع السياسي وللخطابات السياسية في الشارع الكويتي لشخصيات سياسية مؤثرة في المجتمع، يراها هؤلاء الاشخاص وغيرهم أنهم قدوتهم ورمزهم الوطني، والتي للأسف جيَّشت الشباب الكويتي بما يسمى الحراك السياسي وألهبت الشارع الكويتي بخطابات سياسية أساءت فيها إلى رموز البلد وثوابته الوطنية، فعندما تخرج شخصية سياسية لها مكانة وثقل سياسي وتنادي بالتجمعات السياسية وتتطاول على مقامات الرموز،  ماذا نتوقع من الشباب المقتدين بهم ان يكون شعورهم تجاه رموز الدولة؟! وعندما تجتمع شخصيات سياسية تتمتع بالحصانة البرلمانية وتجيش الشباب الكويتي وتشجعهم على اقتحام منشأة وطنية هي أحد أعمدة الثوابت الوطنية كمجلس الأمة، كيف نتوقع من الشباب ان يحترموا رموز السيادة والاستقلال والديموقراطية؟! ان لكل دولة في العالم رموزها الوطنية التي تمثلها، وتعبر عنها، تعتبر هذه الرموز عنوان السيادة والاستقلال للدولة وتكون محل احترام وتقدير أبناء الوطن جميعاً. وأيضا هناك شخصيات بمثابة الرموز الوطنية في الدولة حيث تحرص  طوائف المجتمع كافة على احترامها.


لا توجد دولة في العالم تسمح بإهانة «رموزها الوطنية»، وتفرض القوانين والعقوبات الرادعة في مثل هذه الجرائم بحق الوطن ورموزه.
نحن نريد أن نعيش على أرض هذا الوطن بسلام وأمن وأمان، فقد نفد صبرنا من تصرفات البعض الطائشة والتي تهدد أمننا واستقرار وحدتنا الوطنية. إن مثل هذه الممارسات دخيلة على مجتمعنا الكويتي الأصيل، ولا نسمح بها ونرفضها عرفاً وأخلاقاً وشرعاً وقانوناً، وأن ما يجب أن تعيه الجماعات المخربة والمسيئة في الكويت أننا في وطن يعتبر نعمة تستحق ان نحمد الله عليها، وفي ظل قيادة إنسانية أبوية حكيمة وصبورة جدا، وأن للوطن ثوابته، ورموزه تعتبر خطا أحمر لا نقبل أن تُمس أو ان يُتطاول عليها، ولذلك نطالب بإنزال أشدّ العقوبة في حق المتهمين لكي يكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه القيام بمثل تلك الممارسات المسيئة للبلد ولرموزها الكرام.
 وأخيرا كلمة شكر لوزارة الداخلية، وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ خالد الجراح الصباح، وعلى الجهود التي بذلت من أجل السرعة في إلقاء القبض على هذه الفئة المستهترة، والشكر موصول أيضا لمعالي وزير الإعلام محمد الجبري لمتابعته الشخصية لهذا الموضوع والتي أسفرت عن سرعة القبض على المتهمين.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي