بعد عهد النبوة الشريفة، أتت الخلافة الراشدة، وبعدها تحولت إلى ملك عضوض، وصراع على السلطة، بدءا من الخلافة الأموية، التي لم تستمر طويلا، وبعدها الخلافة العباسية، والتي دامت قرابة سبعة قرون، وبعدها أتت الخلافة العثمانية، التي لم يستقم من خلفائها إلا القلة القليلة، وأما البقية فقد جنحوا بالخلافة، إلى الظلم، والاستعباد، والقهر.
فكان حكما قاسيا، لاهوادة فيه، ولا رأفة، فالتاريخ لم يترك شاردة ولا واردة إلا وضمها إلى أرشيفه المتخم بما يشيب له شعر الولدان، وتذهل من هوله العقول.
فالحكم العثماني في مجمله حكم ظالم، وأول ضحاياه هم العرب، نعم العرب، وهذه الحقيقة، والتي يحاول البعض في هذه الأيام، تجنبها، أو طمسها بالكلية، لمآرب سياسية، وهنا يحق لنا، ولكل عربي، أن نسأل: ما هي انجازات الحكم العثماني في الجزيرة العربية وفي الشام، ومصر، والمغرب العربي... إلخ من بلدان العرب، التي قاست، وعانت من أدنى الاحتياجات الإنسانية، وعلى رأسها التعليم، الذي لم يكن على رأس أولويات بني عثمان في بلاد العرب، هذا عدا الخدمات المتردية، وتجنيد أبناء هذه البلاد، لخدمة السلطان العثماني وجعلهم حطبا ووقودا لحروبه الكثيرة، تارة مع الشرق وتارة مع الغرب؟!