ما من تغيير جذري يطرأ إلا وتجد في المقابل حملة مناهضة له، وتبدأ الأطراف غير القابلة للتغيير بسن رماحها تجاه حملة التغيير نحو الأفضل.
هذا ما علمناه في التغيير بالنسبة للعمل في أي منظومة إدارية? وكذلك الحال للعمل السياسي، وإن كانت الأدوات وتأثير التغيير وردود الفعل المعاكسة تختلف كونها مرتبطة في عملية بناء العمل المؤسسي الذي يطول التغيير فيه معظم مكونات المجتمع.
يا سيدي: «الأيام دول»... هذا ما قلته لزملاء يسألون عن التغيير الحاصل وعما إذا كان للأفضل أم لا!
التغيير جزء من منظومة الحياة الإدارية المعنية بجميع شؤوننا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تقييم الوضع من دون معايشة للقرارات التي ستعقب التغيير، ويأتي على رأسها اختبار فاعلية القيادات وتغيير غيرالصالح والمؤثر فيها.
قد ترى أن التغيير جيد إذا كنت مصنفا بشخص متفائل وقد تراه العكس إن كنت متشائما... لكنها تبقى هي دورة الحياة وسبق أن تابعنا الكثير من التغييرات على مرعقود من الزمن، لكنها إلى الآن لم تصل إلى طموح البسطاء.
هل تغيير وزير بوزير يحل الأزمة؟
طبيعي الإجابة بلا... فالإصلاح ثقافة يشترك في تنفيذ إجراءاتها قياديون على طراز خاص، لأن الفساد المستشري والمتشبع ما هو إلا منظومة مترابطة الأطراف بينها عوامل تحركها المصلحة المشتركة التي تعتبر أساسا لنهجها، ولهذا فالقرارالإصلاحي يبدأ من اختيار قرارات وفق إجراءات محددة تبدأ من إصلاح الوضع القيادي لمؤسسات ابتليت بداء «الواسطة والمحسوبية»، ومن ثم التعليم والصحة والخدمات والإقتصاد كوحدات قياس نستطيع عبرها الخروج بتقييم عادل!
الزبدة:
مقال «تعرف ناصر صباح الأحمد ؟!»... كتبته من باب المناصحة والمكاشفة التي اعتدت عليها واستغربت من رد وصلني يقول: «مقالك فيه تملق وتسلق»... هذه النوعية المتشائمة من كل ما تقرأ إنما هي ترسم انطباعاتها حسب مضمون ثقافتها ولسنا معنيين بهذه المجاميع، التي لا تريد الصلاح والمضي نحو مستقبل أفضل.
يحق لنا الشعور بالأمل وهذا حق أصيل لنا جميعا... وينبغي منا جميعا الوقوف وقفة رجل واحد في وجه رموز الفساد وأن نختار البطانة الصالحة من القياديين والمستشارين، فهم من يستطيعون نقل الصورة عن واقع الحال من دون «شخبطة» هوى النفس.
تبقى «الأيام دول»... وندعو المولى عز شأنه أن يلهم ولاة الأمر التوجه الأنسب الذي يقرب ولا يبعد، ويفتح الأفق أمام كل قيادي صالح لم يجد المخرج لوصول منصب يتناسب مع كفاءته وقدراته وخبرته التي جرفتها أداة الواسطة التي أسقطت كثيرا من القياديين عبر «البراشوت»، وهم لا يملكون المؤهلات والخبرة المناسبة.
المراد: تفاءلوا بالقادم من الأيام... والله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi