OFFSIDE
مجدٌ... غير منتظَر
لم يكن الفرنسي زين الدين زيدان يتوقع الوصول الى 8 ألقاب في غضون سنتين من توليه تدريب فريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم، وقد وجد نفسه، من دون مقدمات، في موقع يؤهله لتجاوز الإسباني جوسيب غوارديولا الذي حقق مع برشلونة الإسباني 14 لقباً ما بين 2008 و2012.
مرّ «زيزو» بالكثير من الاختبارات كلاعب وبنى نجوميته مع يوفنتوس الايطالي ثم ريال مدريد، بالإضافة الى المنتخب الفرنسي الذي قاده، مع مجموعة من اللاعبين الأكفاء، الى التتويج بكأس العالم 1998 وكأس أوروبا 2000، بيد أن ذلك لم يؤشّر الى «ولادة» مدرب من الطينة ذاتها خصوصاً بعد «النطحة الشهيرة» في حق الايطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي كأس العالم 2006 حيث أُخذ عليه فقدان السيطرة على الأعصاب، أضف إليها فشله في مهمته الأولى مدرباً لفريق ريال مدريد كاستيا (الفريق «ب»).
في 2010، عيّن زيدان مستشاراً خاصاً للفريق الأول في ريال مدريد بطلب من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ومن ثم تسارعت الأحداث حيث تحوّل في يوليو 2011 الى منصب المدير الرياضي في النادي، قبل أن يعود الى معمعة الفريق مساعداً للمدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي في 2013، ويعيّن بعدها بعام مدرباً للفريق «ب».
في مطلع 2016، أعلن النادي إقالة المدرب رافايل بينيتيز وتعيين زيدان مدرباً لمدة سنتين ونصف السنة، والبداية جاءت رائعة حيث قاد الفرنسي رجاله الى انتزاع لقب دوري ابطال اوروبا على حساب اتلتيكو مدريد بركلات الترجيح في النهائي.
وبعدها كرّت سبحة البطولات لتصل بمجملها الى ثمانية بينها لقب آخر في دوري الأبطال ولقب الدوري المحلي وكأس السوبر الاسبانية وكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين، آخرهما قبل ايام في أبوظبي على حساب غريميو البرازيلي.
لا يحمل زيدان عصاً سحرية ولا يمكن اتهامه بعد اليوم بـ «المدرب المحظوظ»، فالحظ قد يزورك مرة، مرتين، ثلاث مرات، ولكن ليس في كل المباريات النهائية التي يخوضها فريقك.
وخلافاً لسلوكه «المفاجئ» كلاعب، بدا «زيزو» هادئاً على دكة الاحتياط، لا يستعرض ولا «يتدخل» كثيراً.
وفي المؤتمرات الصحافية، يركز في الحديث على لاعبيه، ولا يتوانى عن تقديم الدعم الى من يحتاجه، وآخرهم مواطنه كريم بنزيمة حيث قال: «سأبقى أدافع عن بنزيمة حتى الموت»، في مواجهة الانتقادات التي طالته في الآونة الأخيرة.
حتى عندما دخل فريقه نفق النتائج السيئة، لم يرجع السبب الى رفض الادارة التعاقد مع عناصر جديدة لتعويض رحيل الاسباني الفارو موراتا والكولومبي خاميس رودريغيز وغيرهما.
تنتظر ريال مدريد، بعد غد السبت، مباراة حاسمة في الدوري الاسباني امام برشلونة في إطار المرحلة 17 على ملعبه «سانتياغو برنابيو»، إذ يشغل «الملكي» حالياً المركز الرابع برصيد 31 نقطة من 15 مباراة متخلفاً عن «العملاق الكاتالوني» المتصدر بـ 11 نقطة من 16 مباراة.
الفوز على «الغريم» ومن ثم انتزاع ثلاث نقاط في المباراة المؤجلة لاحقاً سيقلص الفارق الى 5 نقاط، وفي اليد مباراة عودة امام برشلونة في «كامب نو».
هذا هو السيناريو الذي يتمناه زيدان، بيد أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لا يستعجل المدرب في شيء، وهو لن يتخلى عنه في المدى المنظور وإن فشل على جبهة الدوري المحلي وعلى جبهة دوري ابطال أوروبا، خصوصاً أن «ريال» مدعو لمواجهة باريس سان جرمان الفرنسي المرعب في ثمن النهائي.
تبدو الحياة «ربيعية» بالنسبة الى ريال مدريد حالياً بعد انتزاع ثلاثة ألقاب (كأس السوبر المحلية، كأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للاندية)، بيد أن المدرب الفرنسي لا يبدو مكتفياً بما تحقق لدرجة تبدو معها رؤية «الملكي» متوّجاً بالـ «ليغا» ودوري الابطال في نهاية الموسم الراهن مجرد موعد روتيني جديد ضربه زيدان مع «مجد غير منتظر».
SOUSPORTS@