«المعلمين» رفضت قرار الوزارة حرمان الغاش من كافة الاختبارات وطالبتها بالرجوع إلى الآلية السابقة
بين الحزم والغشّ... «قشّة» قد تقصم ظهر «التربية» !
فاطمة الكندري: لا استخدام لأجهزة التشويش في الاختبارات
مديرو المناطق: جاهزون لاختبارات الفترة الأولى ولا معوقات في كافة اللجان
مصدر تربوي لـ«الراي»: كلنا قمنا بمحاولات غش عندما كنا طلبة وليس هكذا تُحل الأمور
تربويون: إجراء صحيح لكبح الغش طالما أن الطالب ارتكب جُرماً
بين حزم وزارة التربية وإجراءاتها المشددة في ملف الغش والانفلات التقني السائد في لجان الاختبارات كما في كل عام «قشة» قد تقصم ظهر الوزارة بالرفض والاستنكار والتظلم إن تضاعفت حالات الحرمان وزادت نسبة الرسوب، فيما رفضت جمعية المعلمين الآلية الجديدة التي تقضي بحرمان الطالب من جميع الاختبارات وتكون درجته فيها «صفراً» إن ثبت غشه في أحد المواد، مطالبة بالعدول عنها والرجوع إلى ما كان معمولاً به في السابق تلافياً لأي سلبيات محتملة.
وأعلنت الوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري لـ «الراي» أن «ما تم اعتماده أخيراً بشأن الغش هو قرار وزاري حتى يدرك الطالب الغشاش حجم الخلل المترتب على غشه»، كاشفة في الوقت نفسه عن آلية جديدة لنقل الاختبارات سيتم بموجبها متابعة الصناديق بأجهزة (جي بي إس) وتحديد مسار كل صندوق عبر الشاشات الإلكترونية منعاً لتسربها وتحديد اللجان التي تخالف الوقت المحدد لفض المظاريف.
وقالت الكندري إن «اجتماعاً سيضمها مع وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري لحسم الآلية الجديدة للغش والنظر في تحفظ جمعية المعلمين الذي رفع لنا بمسودة كتاب تطلب من خلاله التأني بتطبيق الآلية الجديدة للغش والعودة إلى الآلية السابقة»، مؤكدة في الوقت نفسه «أن الآلية الجديدة لن تفتح باب التظلمات ويجب أن يدرك الطالب الغشاش أنه يخل بالنظام في ظل كثرة التقنيات والأجهزة المتداولة حالياً».
وذكرت أن حظر الهواتف مستمر على جميع المتواجدين داخل لجان الاختبارات معلمين وطلبة وإداريين، منوهة إلى أن آلية نقل الاختبارات الحالية لم تختلف عن السابق حيث يتوجه مندوبون من كل منطقة تعليمية إلى مبنى الكنترول المركزي قبل موعد الامتحان بيوم واحد لإعداد الصناديق وتغليفها ومن ثم يتم النقل فجراً عبر سيارات «هاف لوري» إلى مبنى المنطقة التعليمية وبمرافقة سيارات الشرطة ومن ثم تقوم كل منطقة بتوزيعها على مدارسها الثانوية كافة وفق السيارات المتوفرة من قبل إدارة الخدمات العامة لهذا الغرض.
وكشفت عن عزم الوزارة عدم استخدام أجهزة التشويش في اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية، مؤكدة أنه سيتم الاكتفاء بأجهزة الكشف على المعادن والذبذبات والتي تظهر البلوتوث ومصرح بها صحياً.
وحددت الكندري ثلاثة مسؤولين فقط يسمح لهم بدخول لجان الاختبارات، وهم مدير عام المنطقة ومدير الشؤون التعليمية ومراقب المرحلة عدا ذلك يقف بقية المسؤولين لمواجهة أي مستجدات.
وفيما وصفت الكندري طرق الغش الحالية بـ «غير التقليدية» حيث يأخذ الطلبة حقاً ليس لهم عبر السماعات والبلوتوث ومختلف الوسائل الحديثة نبهت إلى عدم فتح المظاريف إلا في لجان الاختبارات، مشددة على أهمية تطبيق الاختبارات المريحة لتلافي أجواء الرهبة عند الطلبة وفي الوقت نفسه نكون حازمين في وسائل الغش وتعقبها.
إلى ذلك تباينت ردود الفعل بين مسؤولي وزارة التربية إزاء تطبيق الآلية الجديدة للغش إذ اعتبرها البعض بأن «بها ضرراً على الطالب وفيها من الظلم الشيء الكبير ولم تعرض علينا وشكلت لجنة خاصة لتطبيقها لم ندر من هم أعضاؤها وليس هكذا تحل الأمور»، فيما رآها آخرون بأنها «وسيلة ناجعة للقضاء على مظاهر الغش التي انتشرت بشكل مرعب عبر الوسائل والتقنيات ومختلف الأجهزة المتداولة في السوق وهذا النظام مطبق في الجامعة وليس فيه ظلم طالما أن الطالب ارتكب جريمة الغش».
وقالوا إن «هناك توعية تمت مطلع العام الدراسي للطلبة ولأولياء الأمور في شأن الآلية الجديدة ولم تكن مفاجئة لأحد ولا بد من ضبط مسار الاختبارات ومكافحة آفة الغش في جميع اللجان»، مؤكدين أن الآلية لن تطبق في اختبارات الفترة الدراسية الأولى وإنما في نهاية العام الدراسي.
وأوضح مسؤول تربوي آثر عدم ذكر اسمه أن «الآلية الجديدة تقضي بحرمان الطالب من جميع الاختبارات إن ثبت غشه في أحد المواد وهذا ظلم وإجحاف بيّن فكلنا قمنا بمحاولات غش عندما كنا طلبة، والشيطان حاضر ولكن أن يحرم الطالب من جميع الاختبارات لمجرد هفوة فهذه عقوبة قاسية جداً أتمنى من الوزارة إعادة النظر بشأنها، راجياً أن يكون لوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي موقفاً بشأنها».
من جانبهم أكد مديرو المناطق التعليمية لـ «الراي» استعداد مناطقهم لاختبارات الفترة الدراسية الأولى التي تنطلق اليوم في الصفوف من الخامس إلى التاسع و17 ديسمبر الجاري في الصفوف الثانوية مؤكدين تشكيل لجان الاختبارات وتحديد أسماء الملاحظين والمشرفين في كل لجنة وتحديد فريق العمل المخصص للتنسيق مع الكنترول المركزي لتسلم صناديق الاختبارات وتوزيعها على المدارس الثانوية.
وكشف مديرو المناطق عن استخدام أجهزة الكشف العادي عن الأجهزة النقالة والإلكترونية وإجراء التفتيش الذاتي على الطلبة لا سيما طلبة المراكز المسائية للحد من مظاهر الغش إضافة إلى استخدام أجهزة كشف الذبذبات في اللجان الثانوية،مؤكدين أن هذه الأجهزة مسموح باستخدامها من قبل وزارة الصحة وليس لها أي تأثير على صحة الطلبة أو أعضاء الهيئة التعليمية والإشرافية في اللجان، مشيرين إلى أن صناديق اختبارات الثانوية سوف تكون في المدارس في تمام السابعة صباحاً وتفتح في وقت واحد في جميع اللجان وهناك فريق متخصص لمتابعة النواقص، مؤكدين تشكيل فرق من قياديي مناطقهم لمتابعة الاختبارات وإعداد تقارير مكتوبة عن سير العملية وإن وجدت أي نواقص فسوف نعمل على تلافيها.
وعن الإجراءات المستحدثة للحد من ظاهرة الغش أفادوا بأن للإدارات المدرسية كل الصلاحيات في ضبط الاختبارات والحد من هذه المظاهر ومنع دخول الهواتف وأي أجهزة إلكترونية وذلك وفق الصلاحيات المتاحة ووفق القانون، مؤكدين «أن محضر الغش لا يتم إلا من قبل رئيس اللجنة وفق شروط أهمها ثبوت أداة الغش على درجة من اليقين وتدون وترفق بمحضر الغش ويرفع المحضر في النهاية بتوقيع رئيس اللجنة والملاحظين»، مشددين على «أن الإجراءات المتبعة واحدة في مدارس البنين والبنات على حد سواء خصوصاً التدقيق على هويات الطلبة قبل دخولهم اللجان والعمل بخطة واحدة لا تختلف في التفتيش والمتابعة».
وطمأنوا الطلبة أن الاختبارات ستكون في نطاق ما درسوه، مؤكدين حرصهم على توفير أفضل الأجواء قبل بدء الاختبارات وتوفير سبل الراحة من خلال تقديم الاختبار المريح وجميع مستلزماته.
لا تغشوا
لم تلهه تجارة الغش على مواقع الغشاشين ولم ينكس علم الطموح على سارية المستقبل ولكنه يرنو إلى عبور ضفة النهر وكله أمل ويحلم بقلب المشوق أن يمضي وجهته بسلام طاوياً بساط الثانوية بما فيه طي السجل للكتاب.
وعلى درب الكفاح المسلح بالقلم وثورة النفس التي يصول بأرجائها حلم الطفولة وبعد أيام قلائل فقط يبدأ طالب الثانوية بدخول تلك الحقبة ويمسح بكف النسيان دمع الأيام حين «يبكي على ما فات منه صبابة ويندب أيام الدروس الذواهب»، ويردد على أطلال الذكريات «وداعا للمدارس».
وبمنأى عن السنوات التي واجهت وزارة التربية فيها أمطار الغش بسقف من قصب، وبعيداً عن سيف الفوضى والإقالات، حذرت الوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري الطلبة على اختلاف مراحلهم التعليمية من نسف جهود عام كامل ناصحة إياهم بتجنب محاضر الغش والحرمان موصية أبناءها في لجان الاختبارات كافة «لا تغشوا» وذروا تقنيات الغش لئلا تقودكم إلى غير الطريق القويم.
وشددت الكندري والحديث إلى الطلبة «لا تتركوا لحظة طيش تقودكم إلى سلم الإخفاق فاللجان مراقبة والهاتف المحمول محظور على المعلمين والملاحظين والمشرفين والطلبة... ركزوا في دراستكم واستعينوا بالله».