ولي رأي

الحركات الإسلامية في الكويت

تصغير
تكبير

في رسالته للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة «إكستر» البريطانية، تحدث الدكتور علي فهد الزميع عن الحركات الإسلامية الرئيسية الخمس في الكويت: جماعة الإخوان المسلمين، جماعة التبليغ، الحركة السلفية، حزب الدعوة الإسلامي، منظمة العمل الإسلامي.
وقد سبق الحديث عن هذه الحركات سرداً لصورة الحياة السياسية والقضائية في الكويت مع بدايات القرن الماضي، وكيف كان الحكم شبه قبلي والقضاء شرعياً يعتمد على مشايخ الدين والاستعانة بما أسماهم أصحاب السالفة، وهم ما يوازون الآن إدارة الخبراء للفتوى في النزاعات بين أصحاب المهن والحرف.
كذلك أشارت الرسالة إلى أنه لم تكن أي مطالبة للانضمام إلى العراق بل كان المطلوب إبدال الحماية البريطانية بالحماية العراقية ممن سموا بأعضاء المجلس.


نعود للحركات الإسلامية ذات الصفة السياسية، فنجدها جميعاً نشأت خارج الكويت ودخلت مع وفود مشايخ ومعلمين ورجال دين من الدول العربية وإيران وبدأت بالانتشار من المساجد والمدارس، ثم تطورت وتحولت لشبه أحزاب وانضم إليها بعض المثقفين والتجار الكويتيين، ثم انتشرت بين الشباب.
ولكن وللأسف - وهذا رأيي وليس رأي الدكتور علي - أنه بعد اكتمال وتطور هذه الحركات، إلا أنها فشلت في تكوين كيان سياسي، وظهر نوع من الصراع الداخلي بين قياداتها وصراع خارجي بينها وبين الحركات الأخرى، ثم أصبحت جمعيات نفع عام بأسماء دعوية لا أكثر ولا أقل، مثل: الإصلاح الاجتماعي، إحياء التراث، جمعية الثقافة الاجتماعية.
ودخلت السياسة من باب المشاركة في الانتخابات لمجلس الأمة، وأنشأت مجلات مثل «المجتمع» و«الفرقان». وفي حين كان هناك ابتعاد عن الطائفية عند النشأة وكان السيدان فاضل خلف وحسين الصايغ يكتبان في منشورة الرشاد الإخوانية، ولكن بسبب الصراع على الكرسي السياسي، أصبح هناك نوع من الطرح الطائفي البغيض، وانتقلت هذه الحركات من الجانب المعارض للحكم إلى طرف موال بل وحكومية أكثر من الحكوميين، وصار منها أصحاب وكالات وشركات تحصل على المناقصات المليونية.
كتاب شيق، صيغ بأسلوب رائع، كشف فترات من تاريخ الكويت لم تكن معروفة، نجح من خلاله الدكتور الزميع في إعطاء المهتم بالشؤون السياسية والتاريخ الكويتي، كنزاً من المعلومات الثمينة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي