سعاد الصباح: الفن ذاكرة الوطن والجزء النقي من الحياة

اختتمت فعاليات ملتقى الكويت الدولي للفن التشكيلي- الذي أقامته الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية- برعاية وحضور الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، وذلك في إطار احتفال الجمعية بمرور 50 سنة على تأسيسها.
وشارك في الملتقى نخبة من الفنانين التشكيليين من الكويت ومختلف الدول العربية والأجنبية، وتضمن في فعالياته ورش عمل، إلى جانب معرض احتوى على الكثير من الأعمال الفنية التي جاءت حصيلة هذه الورش.
وفي حفل الختام قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية رئيس اتحاد التشكيليين العرب نائب رئيس الرابطة الدولية للفنون الفنان عبدالرسول سلمان: «تفخر الجمعية بحضور نخبة من مبدعي التشكيل في الوطن العربي، ودول اوروبا بفضل ما تمثله تجاربهم البصرية من تنوع ثري ومتفرد ونادر».

وأضاف سلمان: «ان المحاولة التي قام بها الرواد منذ تأسي الحركة التشكيلية العربية، لم تكن بمعزل عن تصاعد الوعي السياسي والاجتماعي، فلا غرابة إذا ارتبط النتاج العربي في كل أشكاله بالتركيب الفني، من خلال نظرته تجاه الموضوع بروحية ليس من السهل إهمال علاقتها بتراثه القديم».
وأوضح سلمان أن الاتجاهات الفنية لمعظم المشاركين تشكل جانبا من الأساليب الفنية التي تزدهر ضمن حركة الفن التشكيلي العربي المعاصر والأوروبي، وهي مع تنوع مستواها التقني وموقفها الفكري تعكس خبرات الفنانين إزاء مسألة الفن ليس كمظهر شكلي، وإنما كتجربة روحية معايشة.
وقال سلمان: «إن مشاركة 30 فناناً وفنانة من الدول العربية والأوروبية، إلى جانب فناني الكويت، يخلق حالة تفاعلية بينهم لإنتاج أعمال تبعا لأساليبهم المختلفة، بهدف إتاحة الفرصة للتبادل الثقافي والفني بين الجميع... ولا شك أن في هذه الدورة قررنا أن ندعو الفنانين المشاركين العرب والأجانب للعمل في ورشة فنية مباشرة، لنرسم ونبدع جميعا التجربة بعيدا عن النقل والتسجيل، لتأتي كمنجز جديد نتجاوز به الحركة نفسها ما يعد خطوة واسعة للإبداع على المستويين العربي والأوروبي».
الكويت وتشجيع المبدعين على تقديم المزيد من العطاء من أجل إنماء الفن التشكيلي والتأكيد على النهضة الثقافية التي تشهدها الكويت في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه ورعاه الله.
وفي كلمته المطبوعة قالت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح: «مرور خمسين عاما على إنشاء الجمعية، هو دليل على أن الكويت كانت وستظل شجرة وارفة تحط عليها طيور الإبداع من كل العالم... وأن موسم الهجرة إلى هذا الوطن الجميل ممتد إلى نصف القرن أو أكثر... فهي صاحبة الريادة في الفنون والآداب والحرية والانجاز، والأخذ بيد المواهب إلى مكانها ومكانتها التي تطمح».
وأضافت: «سعيدة برعايتي لهذه الاحتفالية المهمة، وجمعية الفنون التشكيلية بيت دافئ لنا جميعا نشعر تجاهها باعتزاز... ونفخر جميعا بانجازاتها ونشاطها».
وأحيي مجلس إداراتها على الجهود الكبيرة... كما اشعر باعتزاز أن أكون جزءا من هذا النشاط من خلال مهرجانات المسابقات، التي تشرّفت بإقامتها ورعايتها لتشجيع المبدعين من الأطفال والشباب منذ سنوات عدة وستستمر بإذن الله. كما أشد على يد الجمعية في إحياء ذكرى الفنانين الرواد... فالفن هو ذاكرة الوطن... والجزء النقي من الحياة.
وألقت مدير الجمعيات الأهلية في وزارة الشؤون الاجتماعية هدى الصالح كلمة شكرت فيها الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح لرعايتها وحضورها الملتقى، كما شكرت ضيوف الكويت من الفنانين الذين حضروا الملتقى خلال فعالياته وحفله الختامي: وأضافت الصالح: «إن ما شاهدته من أعمال رائعة للفنانين المشاركين في الملتقى يدل على المستوى الإبداعي الراقي، الذي وصل إليه وكلمة الفنانين المشاركين ألقاها الفنان علي الرشيدي ومؤكدا على أن اللقاء مع الفنانين كان مثمرا وبناء، ثم شكر الكويت على ما تقدمه من دعم للفنون التشكيلية.
وشاهد الحضور عرضا مرئيا لقصيدة«يا فارس الفرسان»من تأليف وإلقاء الشاعرة الدكتورة سعاد الصبا؛ فيما استمع الحضور لماجدة الرومي وهي تشدو بقصيدة«لا تسأل» للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح.
ثم كرمت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح وسلمان الفنانين المشاركين في الورشة الفنية التي أقيمت ضمن فعاليات ملتقى الكويت للفن التشكيلي.
الفنانون المشاركون في الملتقى
شارك 30 فنانا تشكيليا في ملتقى الكويت من مختلف الدول العربية والأجنبية وهم: من هولندا علي رشيد، ومن بلجيكا عادل حواته، ومن أذربيجاني عادل يوسف، ومن روسيا الجونا شابوفالوفا، ومن مصر أسماء النواوي والدكتور طاهر حلمي والدكتور إبراهيم سلام والدكتور هشام عطية والدكتور يونس ناصف، ومن الإمارات فاطمة لوتاه، ومن الأردن حازم نمزراوي، ومن فرنسا ماهر البارودي، ومن الجزائر محمد بو كرش، ومن المغرب حسان بو رقية، ومن البحرين سيد حسن الساري، ومن الكويت عبد الرسول سلمان وسعد البلوشي وأميرة أشكناني ومحمود القطان وعبد الله العتيبي وعبد الرضا باقر وعبد العزيز آرتي ومحمد الرئيس وعمر الظفيري.