معظمنا يتذكر الأحداث جيداً بعد مرورها بفترة وجيزة... لكن أيضاً معظمنا يبدأ ينسى هذه الأحداث مع مرور الزمن... ومع مرور الزمن بالطبع تهدأ النفوس وتعفو... وأيضاً مع مرور الزمن تتغير المواقف.
هكذا هي الحياة... يلعب الزمن بها عاملاً أساسياً... قد يكون النسيان نعمة للبعض، والبعض الآخرعكس ذلك.
إذاً لنرجع الزمن ونذهب إلى قرية خابوخي...
لمدة خمسة أعوام أو أكثر، وسكان قرية خابوخي من مواطنين ومقيمين يشتكون من أن مطبات الشوارع تؤذي الجميع، والأهم بالنسبة للجميع هو أن هذه المطبات غير مصبوغة ويصعب رؤيتها في النهار، وطبعاً لا يمكن رؤيتها في الليل.
اشتكى أهل القرية وأبدوا تذمرهم من هكذا وضع.
برلمان قرية خابوخي استوعب أن أهل القرية لم يعد يهمهم تخليص المعاملات وإنما اهتمامهم الأول والأخير هو المشاريع الإنمائية، لذلك قرر البرلمان أن يستجوب الوزراء وأيضا قرر أن يستوجب رئيس الوزراء، فصبغ المطبات التي آذت الجميع أصبح مطلباً أساسياً، وهو من المشاريع العملاقة.
سقطت حكومة خابوخي بهذا الاستجواب وتم طرح الثقة في جميع الوزراء.
استقالت الحكومة في قرية خابوخي معلنةً أنها لا تستطيع التعامل مع برلمان يطالب بصبغ المطبات.
ذهبت الحكومة، وعاشت قرية خابوخي من دون حكومة لمدة من الزمن بعدها أتت حكومة جديدة استبشر الجميع بهذه الحكومة القادمة.
اجتمعت الحكومة... ومع أول اجتماع لها كان موضوع صبغ المطبات هو الأهم.
قررت تشكيل لجنة لمعالجة الموضوع، لكن بشرط ألا يقدم لها أي استجواب حتى تنتهي هذه اللجنة من عملها.
بالطبع تشكل عن هذه اللجنة لجان فرعية أخرى لدراسة الموضوع ووضع الحلول المناسبة، فصبغ المطبات ليس بالموضوع السهل.
بعد مدة ليست بالوجيزة انتهت اللجنة من عملها.
وبُدئ في العمل لحل هذه المشكلة الكبيرة والصعبة.
بدأت الحكومة أخيرا بصبغ المطبات، لكنها صبغتها باللون الأسود...
وهكذا تم وضع القيادي المناسب في المكان المناسب...