نسمات

أين حكامنا من ذلك؟!

تصغير
تكبير
بابا الفاتيكان المسؤول عن أكثر من مليار ونصف المليار كاثوليكي يزور ميانمار في بورما وبنغلاديش لبحث مأساة مسلمي الروهينغا مع المسؤولين البورميين ومع رئيستهم اونغ سان سو الحاصلة على جائزة نوبل للسلام!

وقد حذر الكثيرون البابا من صعوبة طرح موضوع الروهينغا أمام العسكر البورمي الذي يرفض الاعتراف بذلك الشعب المضطهد ويرفض إعطاءهم أي حق من حقوقهم كونهم من البدون الذين لا ينتمون الى الميانمار، بل ويطالب بطردهم من البلد، كما ارتكب الجيش مجازر وانتهاكات كثيرة بحق ذلك الشعب المسكين وسط صمت دولي مريب!


أما بنغلاديش - ذلك البلد الفقير- فقد اضطر لاستقبال أكثر من 600 ألف من المهاجرين الروهينغا بالرغم من ضعف إمكاناته وعدم قدرته على توفير المستلزمات الاساسية لهم!

والسؤال هو: وماذا عن قيادات العالم الإسلامي الكثر الذين يتشدقون بحماية حقوق المسلمين بينما لم يتصد أحد منهم لتلك الانتهاكات ولم يجمعوا فلساً واحداً لدعم مسلمي ميانمار، بل لم نسمع عن زيارة واحدة لمسؤول عربي أو مسلم دعما لمسلمي ميانمار؟!

هل هذه هي الاخوة الإسلامية والنخوة التي تعلمناها من ديننا الاسلامي؟ وهل ننتظر من أولئك البوذيين الحاقدين أن ينصفوا تلك الفئة المضطهدة؟ وهل تمزق العالم الإسلامي اليوم إلا بسبب تخلي الجميع عن قضاياه وتسليمه لعدوه؟

قد يعتذر البعض عن ذلك بأن القيادات الإسلامية مشغولة بما هو أهم، ولكن دعنا ننظر الى توافد عشرات القيادات المسلمة على دول الغرب وإنفاق الملايين على البقاء والسياحة في تلك الدول، ألم يكن الأولى هو زيارة مناطق الاضطراب التي يعاني منها المسلمون في العالم ومد يد العون لهم؟!

مستصغر الشرر!

ما تناقشت مع أحد حول الأحكام الصادرة بحق مقتحمي مجلس الامة والتي يعتبرها الجميع أحكاماً قاسية لم تتعود عليها الكويت وأهلها الطيبون، إلا وكان رد أغلبهم بأنه لا يعتقد بأن تلك الاحكام سيتم تطبيقها كما صدرت من المحكمة، إذ إن حكم «التمييز» قد يلغي تلك الأحكام او يخففها، كما أن سمو الامير قد يعفو عن المسجونين أو يخفف حكمهم، لاسيما وأن تلك الجريمة لا تخلّ بالشرف والأمانة للمسجونين، ولا نعتقد بأن مرتكبيها كانوا يهدفون إلى زعزعة نظام الحكم في الكويت وتقويض أمنها ونظامها، لكنهم أرادوا إيصال رسالة بعدم رضاهم عن مسار السلطة التنفيذية ورغبتهم بتغيير الحكومة!

ندرك بأن استجابة ذلك العدد الكبير لتلك النداءات التي جعلتهم ينجرفون لارتكاب فعل يجرمه القانون كان غلطة كبيرة، لأن الكويت لا تتحمل ذلك الضغط وقد كانت تلك الهزة كفيلة بانفلات الأمن وحدوث ما لا تحمد عقباه!

ولقد نصحنا الاخوة يومها بالتوقف عن فعلتهم وتجنب الانسياق وراء الوهم الذي أحدثه ما يسمى بالربيع العربي، وشاهدنا ما فعله ذلك الانسياق من كوارث بحق العديد من الدول العربية، ولكن الحماس كان طاغيا، والانجراف وراء العاطفة كان غالباً. أتمنى ان نستوعب الدروس من تلك الأحداث وأن نستدرك ما فات وان نشعر بحجم النعمة التي نتنعم بها ولله الحمد!

وأتمنى أن يبادر سمو الامير - حفظه الله - بإصدار العفو الشامل عن المسجونين مع أخذ التعهدات منهم بالابتعاد عن ذلك المسار الخطر والمنزلق الكبير. وقديماً قالوا: ومعظم النار من مستصغر الشرر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي