حروف باسمة

قسوة

تصغير
تكبير
مفردة تبعث على الاضطراب وتجعل القلوب الرحيمة ترجف عندما تحس بسمة من سمات القسوة، والقلوب تتنوع في سماتها وصفاتها، فمنها رحيم يرجف... اذا حس بمنظر من مناظر البؤس او مشهد من مشاهد الشقاء، فإنه يرتعش ويخفق ويعيش في لوعة وألم وحسرة حتى يحقق الله الكريم الاطمئنان والهدوء والسكينة له ولمن حوله ولكل البشر.

وقلوب قاسية كالحجر، بل هي اشد قسوة، وان من الحجر لما يتفجر منه الانهار وان منه لما يخرج منه الماء.


والقلوب القاسية صماء لا تنشر إلا رماداً اسودا ونيرانا ملتهبة تحرق الاخضر واليابس، هي لا تود للانسانية الخير ولا الطمأنينة ولا السلام.

عصابة، الإسلام منهم براء، لا يدعون الى الحكمة ولا الموعظة الحسنة ولا الجدال بالتي هي احسن. كم ارهبوا الدنيا وشردوا اطفالاً عن بيوتهم وقرروا بهم وفجروهم وآثارهم لم تزل باقية.

قادوا أمهات الأطفال وسيروهم اماء في اسواق النخاسة... ويلهم من عذاب الله.

اغرقوا الناس في هجراتهم خوفاً على انفسهم من الظلم والطغيان، فكان مصيرهم الغرق.

لم يجعلوا الناس آمنين في اسواقهم ولا منتزهاتهم ولا في سفرهم ولا في بيوتهم... نشروا الرصاص في كل مكان، لم يأمن بيوت العباد من بطشهم.

كم من كنيسة فجرت؟

وكم من بريء سفك دمه؟

وكم من مسجد فجر في اليمن والسعودية والعراق والكويت وكثير من اصقاع الدنيا! شهداء كثر تقاطرت دماؤهم من بطش الارهاب وقسوة الارهابيين. انهم لا يودون ان يعيش الناس في اطمئنان وهدوء وسكينة، ولعل جمعة الاسبوع الماضي الدامية اعطت صورة اكثر بشاعة لقلوب سوداء حاقدة على الاسلام والمسلمين.

مآساة عظيمة هي تفجير مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء... فرقعوا قنبلتهم الصوتية فأحس الناس بالهلع واخذوا يتدفقون للخروج من المسجد فامطروهم بوابل من الرصاص العشوائي فأردوهم شهداء.

ناهزوا 300 شهيد... حتى الذين يحاولون الاسعاف لم يسلموا من وابل رصاصهم، فجرحوا ما يقارب 200. هلع واضطراب بين الناس نتيجة لأعمال جنونية من اناس قست قلوبهم، فلم تمل لهداية... تبا لهاتيك القلوب القاسية، تلك القلوب كالنبات الخبيث او الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار وان دماء الابرياء ودموع الثكلى ودعاء اليتامى لن تذهب سدى انما يحقق الله الكريم النصر للذين يتحدون في سبيل التفكير من اجل كرامة الانسان وحفظ البشرية واستقرار الامم من براثن الفساد والبطش وسفك الدماء. ولا يكون ذلك إلا باتحاد القلوب والاتحاد على كلمة سواء من اجل القضاء على الارهاب واجتثاث العقول المأفونة التي لا تفكر إلا بالبطش والسفك والتشتيت والتبعيض ونشر الهلع والفوضى في ربوع الناس.

اللهم بارك لشهداء مسجد الروضة في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازل لهم، واخلف على اهليهم وذويهم وجميع المسلمين في انحاء المعمورة بالصبر والسلوان.

انك ولي ذلك والقادر عليه وما لنا إلا ان نقرأ ما قاله ابو ماضي:

وطريقي ما طريقي

أقصير ام طويل

أأنا أهبط ام أصعد فيهِ

أم أغور

أأنا قائد دربي

في مسيري أم مقود

أتمنى إنني أدري

ولكن ليست أدري

في أمان الله يا أحبتنا

من أرض الكنانة
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي