سرد

أبولو 9

تصغير
تكبير
بدأ كل شيء في عام 1955 في ملجأ للأيتام في مدينة صغيرة داخل إنكلترا تحديداً، بتاريخ الخامس والعشرين من شهر يناير عندما انضم ولد صغير يدعى «داني» إلى الملجأ.

كان «داني» طفلاً في عمر العامين عندما وصل إلى الملجأ.

وقد كان كل الذين يعملون في الملجأ يعلمون بحلم «داني» الكبير... الفضاء.

فكبر «داني» وظل حبه للفضاء يكبر معه.

وكان ينتظر اللحظة التي تغير حياته كلياً... وقد أتت هذه اللحظة.

بعد رحلة أبولو 8- والتي نجحت للذهاب للقمر من دون الهبوط والرجوع للأرض- أعلنت شركة «ناسا» الكبيرة عن رحلة أبولو 9، وهي رحلتها الأولى من نوعها للذهاب إلى المريخ من دون الهبوط أيضاً وأنها بحاجة لمتطوعين اثنين.

ذهب «داني» إلى مكتب البريد فور انتهائه من قراءة إعلان الشركة ليرسل لها طلباً مملوءً ببيانته.

وظل «داني» يعد الليالي لليوم الذي سيتم فيه عرض المقبولين... إلى أن جاء ذاك اليوم... فأُعلن عن الأول فإذا به شخص «سويدي» الجنسية اسمه «بياس» ولكن يكتب «P.S»... أما المقبول الثاني- وأعلم أنكم لن تصدقوا لأنه غير قابل للتصديق فعلاً- فقد كان «داني»... انقبل (داني) من بين ستة آلاف مشارك.

لكم أن تتخيلوا فرحته بذلك اليوم... و طبعاً تكفلت «ناسا» بتكاليف نقله إلى هولندا حيث سيتم تدريبهما لأجواء المريخ... فسيتم تدريبه- هو و«بياس»- لمدة سنتين متواصلتين.

بعد أسبوع من إعلان المقبولين ركب «داني» الطائرة بعد أن تم تجهيز كل شيء من قِبل «ناسا»... وتم الإقلاع.

«لقد ربحت من بين آلاف المشاركين... ولكن كيف... ربما لأنني يتيم... لكن الرحلة ليست للأبد... لدي شعور سيئ حيال هذا... عموماً لن أُشغل بالي... بل سأستمتع».

لقد كانت هذه الخواطر التي تدور ببال «داني» و.... «?روووووم» صوت هبوط الطائرة... لقد وصل «داني» لوجهته- هولندا- ونزل من الطائرة منتظرا السائق الذي سيأخذه لموقع التدريب.

ومرت سنة ونصف السنة ظل بها يتدرب وتعرف على رفيقه في الرحلة والذي علم منه أنه يتيم أيضاً... كانت الأيام تمر سريعاً جداً وكان «داني» يتحمس مع كل يوم لأنه لن يذهب للفضاء فقط ولكن سيكون أول من يذهب لاستطلاع المريخ.

بعد أن بقي شهران فقط على الرحلة... حصل مالم يكن بالحسبان... فقد توفي «بياس»... فجأة ومن دون سابق إنذار.

ولكن «ناسا» لم تكن لتجعل أي شيء يمنع رحلتها... خصوصاً أنهم أعلنوا عن موعد إقلاعها.

يمر الشهران القادمان ببطء شديد... خصوصاً بعد موت رفيقه الوحيد بالرحلة... وجاء اليوم الموعود.

«داني» يبدو متحمساً جداً- رغم حزنه على رفيقه- وهو يدخل المكوك الفضائي... ظل قرابة الساعة يجهز ويتأكد من كل صغيرة وكبيرة... و... عشرة تسعة ثمانية سبعة ستة خمسة أربعة ثلاثة اثنان واحد... و?رررووووووووم... صوت عالٍ جداً... وهاهي السفينة - الفضائية- أقلعت.

شهران متتابعان طويلان جداً أصيب فيهما بالحكة المزعجة جداً جعلته يحك كل جزء من جسمه- وهما أطول جداً على الأرض فكما نعرف أن الوقت يمر أبطأ على الفضاء من الأرض- قد اعتاد فيهم على البقاء وحيداً... يخبر مركز القيادة على أنه على بعد أسبوع ليصل للوجهة المطلوبة.

يرد عليه مركز القيادة: حسناً وابق متأهباً.

يمر أسبوع روتيني ممل آخر- ومملوء بالحكة- ليخبر بعدها مركز القيادة- بكل حماس- على أنه سيهبط على المريخ... يرد عليه مركز القيادة موافقاً... يستعد «داني» للهبوط... و... ها قد هبط.... يلبس بزة الفضاء متلهفاً ويفتح البوابة... صدمت عيناه بما نظر فإنه لم يحلم يوماً بهذه اللحظة وها هو يستعد للنزول وقبل أن يضع قدمه على الكوكب «بااااام»، صوت مدفع ليزر فجر رأس «داني».

كان هناك فضائيون يعيشون على هذا الكوكب وقد كانوا مختبئين وكأنهم يعرفون أن هناك أحدا قادما وفجروا رأس داني وأخذوا يأكلون منه بشكل يوحي أنهم لم يأكلوا منذ مدة ولكن لحمه لم يعجبهم.

فتراهم يقفون على شكل دائرة ويقومون بقول كلمات غير مفهومة كأنها طقوس غريبة ثم يركبون مركبة أخرى لديهم ويتركون المكان ويغادرون.

تاركين وراءهم ذلك الشاب الطموح بعد أن فجروا رأسه وفجروا معه كل آماله وأحلامه.

بعدما غادروا اصطدموا بجسم بالفضاء وانفجرت سفينتهم ومات الفضائيون.

إن لم تكن فهمت ما حدث بشكل كامل عزيزي القارئ، فدعني أشرح لك.

علمت شركة «ناسا» بأمر الفضائيين بعد أن أرسل بعضهم رسائل كالتي أرسلوها قبل ذهابهم فهذه طريقة يرسلون فيها إشارات راديو رصدتها شركة «ناسا»، وكانت الرسالات تشرح حال الفضائيين بعد أن تم تدمير كوكبهم بسبب الحرب التي نشأت بين الجنس الفضائي وأنهم لم يأكلوا منذ مدة وأنهم قادمون للأرض لأكل البشر ولكن «ناسا» لم توافق فأرسل الفضائيون رسالة أخرى توضح أنه ليس طلبا بل تهديد فقالت «ناسا» أنها سترسل عينة بشرية وتطلب من الفضائيين أكلها فإن أعجبتهم يأتون إلى الأرض ويأكلون أهلها وإن لم تعجبهم فليرحلوا فوافق الفضائيون... فاختلقت «ناسا» أمر رحلة المريخ لتجعل الناس يشاركون ولكن في واقع الأمر أنهم لن يذهبوا للمريخ ولكن للقمر لأن التكنولوجيا في ذلك الوقت لم تكن تسمح بالسفر لتلك المسافات، ولو تلاحظون أنهم أخذوا فقط اليتامى وذلك لأنه لا يوجد كفيل أو شخص يسأل عنهم بعد المدة التي سيأخذها المكوك ليصل، لأنه كما تعلمون الزمن في الأرض يمضي أسرع من الزمن في الفضاء فَسَيُنسى أمره و... بالنسبة لمن سيسأل عن الرحلة فقد أرسلوا بعدها بمدة قصيرة رحلة أبولو 10 واستغلوا عدم شهرة أبولو 9 وعدم تواجد معلومات كافية عنها حيث قالوا إنها لم توجد أصلاً.

كانت رحلة أبولو 10 محملة بشخص واحد ألا وهو «بياس»، فقد سمع مرة بالخطأ عن أمر الفضائيين وعرفوا بأمره وألقوا القبض عليه ولفقوا موته وأمروه أن يذهب بالرحلة القادمة أبولو 10 بحجة الذهاب للتعرف على سطح القمر ليروا كيف سيهبطون عليه في الرحلة القادمة ولكن يجب عليه سراً أن يذهب ويقضي على الفضائيين قبل هروبهم ليأخذهم بغية تشريحهم، ولكن قبل أن يصل «بياس» للقمر فوجئ بجسم غريب ثم اصطدم به وانفجر ومات الجميع.

ملأت «ناسا» هواء مكوك «داني» بهواء فيه فيروس يجعل لحم الإنسان بنفس طعم لحم الإنسان الميت، وكان هذا الفيروس لديه أعراض جانبية كالحكة التي عانَ منها «داني» وكانت الخطة أن الفضائيين سيقتلون «داني» ويأكلونه ولن يعجبهم طعمه فيظنون أن جميع البشر هكذا ويذهبون وكانت الرسالة التي أرسلها الفضائيون قبل ذهابهم تقول إنهم ذاهبون ولن يؤذوا الأرض... لقد كانت مخاطرة ولكن تستحق.

لم تتكلم «ناسا» عن رحلة أبولو 9 ولكن تحدثت عن أبولو 10 وكأنها ذهبت لاستطلاع القمر، ولكن حقيقةً ذهبت رحلة أبولو 8 قبلها وكانت المعلومات التي جمعتها أبولو 8 كافية لدراساتهم التي استطاعت أن تقوم بصناعة مركبة أبولو 9 والتي ذهبت للقمر أولاً دعنا نسترجع ما حدث:

لم يتحدثوا عن أبولو 9 وهذا يفسر عدم وجودها، قالوا إن أبولو 10 ذهبت لاستطلاع القمر وقالوا إن رحلة أبولو 11 ذهبت للقمر أولاً* وهذه كذبة لأن أبولو 9 ذهبت قبلاً، فكما ترى أيها القارئ كذبت «ناسا» كثيراً ولكن بهدف حماية الأرض.

قصة معقدة ولكن حقيقة!

* أبولو 11، رسمياً هي أول مركبة فضائية هبطت على سطح القمر وعلى متنها الرائد نيل أرمسترونغ
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي