هل يقرّ «حزب الله» بالحاجة إلى النأي بلبنان عن أزمات المنطقة؟

الحريري علّق استقالته وفتَح الباب أمام تسوية... مشروطة

u0627u0644u062du0631u064au0631u064a u064au062du064au064a u0645u0624u064au062fu064au0647 u0627u0644u0630u064au0646 u0627u062du062au0634u062fu0648u0627 u0644u0627u0633u062au0642u0628u0627u0644u0647 u0641u064a u0645u062du064au0637 u0645u0646u0632u0644u0647 (u0627 u0641 u0628)
الحريري يحيي مؤيديه الذين احتشدوا لاستقباله في محيط منزله (ا ف ب)
تصغير
تكبير
... في خطوةٍ مفاجئة لا تقلّ وقعاً عن إعلانه الاستقالة قبل 18 يوماً من الرياض، علّق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري العائد إلى بيروت هذه الاستقالة، أمس، إفساحاً أمام حوارٍ لمعالجة أسبابها السياسية التي حدّدها الحريري نفسه في «خطاب التريُّث» بـ «تجديد التمسّك باتفاق الطائف ومعالجة المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب»، و«وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية وعن كل ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب»، و«التطلع إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية، في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى».

وجاءتْ مفاجأة الحريري في عيد الاستقلال الـ 74 حصيلة لمساعٍ ديبلوماسية كثيفة، عربية قادتْها مصر وغربية تَقدّمتْها فرنسا، أفضتْ إلى منْع انزلاق الأزمة التي عبّرتْ عنها استقالة الحريري على وهج اشتداد المواجهة السعودية - الإيرانية إلى انفجارٍ سياسي يطيح بالاستقرار في لبنان وإيجاد تسوية أكثر تَوازُناً تراعي مقتضيات الواقع العربي وتراعي مصالحه، وتُجدِّد بوليصة التأمين الدولية - الإقليمية لبقاء البلاد في «المنطقة الآمنة» في لحظة رسْم التوازنات الجديدة في المنطقة.


ورغم إيحاءات بعض الأطراف في لبنان بأن تريُّث الحريري هو تراجُع سياسي، فإن أوساطاً مطلعة رأت ان رئيس الحكومة العائد من ثلاث قمم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والقبرصي نيكوس اناستاسيادس، قرّر التلويح بالاستقالة بيدٍ وبالحوار باليد الأخرى، الأمر الذي يحفظ الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد ويفتح الطريق أمام حوار جدي، وعلى الأرجح في إطار سقفٍ زمني محدد بـ 15 يوماً، يتناول الملفات الخلافية الشائكة في بُعديْها الداخلي والإقليمي على حد سواء.

وفي رأي مصادر متقاطعة أن التريث في الاستقالة محكوم بتوازن جديد شكّله السقف العالي للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية و«ربْط نزاع» مع الحكومة اللبنانية التي يشارك فيها الحزب والتلويح باللجوء إلى مجلس الأمن لتدويل الموقف من النفوذ الإيراني وأذرعه في المنطقة، ناهيك عن الموقف الغربي التصاعُدي تجاه إيران وأذرعها وخصوصاً بعد طي صفحة «داعش» في العراق وسورية.

وبخطوة الحريري الذي بدا واضحاً مع عودته أنه استعاد زخمه الشعبي وهو ما عبّر عنه الاحتفال الحاشد الذي أقامه له مناصروه في بيت الوسط ومحيطه أمس، تكون الكرة أصبحت في ملعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» وسط إيحاءات بأن الأخير مستعدّ لتقديم بعض التنازلات في ما خص النأي بالنفس بعدما أعلن ان لا وجود له في اليمن وأنه عائد من العراق، وذلك رغبةً منه في تفادي الوقوف وجهاً لوجه أمام ضغوط متعاظمة عربية وغربية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي