كنا نبحث في التعليم العام، ابتدائي، متوسط، وثانوي، ونتيجة تجربة تدريس المعلمات لطلبة المرحة الابتدائية ظل مستوى التعليم في تدهور، وأصبحنا نبحث عن حلول للتعليم العام، والتعليم العالي بشقيه الجامعي والعالي، والسبب مازال قائماً وهو غياب استراتيجية واضحة تجاه التعليم، وضعف القيادة التربوية والتعليمية، مضافاً إليها «بهارات» التسييس!
وفي الأمس القريب بحثنا عن معضلات الصحة ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، وبحثنا عن القضية الإسكانية المجهولة ومازالت الوزيرة الحمود تبحث عن مخرج لمشروع «غرب هدية»، وهكذا الحال إلى أن وصلنا إلى حالة فريدة من نوعها في التعامل مع القضايا العالقة دفعت النائب خلف دميثير إلى تقديم استقالته، وتهديد «السلفي» بسحب الوزير باقر من الحكومة ومطالبات من نواب آخرين... وآه من باقر؟
لقد اختلف الجميع بما فيهم النواب حول القضايا، وسلم الأولويات صار متأرجحاً بين كتلة وأخرى فكل يريد عتبات السلم مؤدية إلى رؤيته الخاصة، وعجز النواب والحكومة عن تشكيل الأولويات التي يتطلع لها الشارع الكويتي.
لقد أوصل الشارع الكويتي نواباً مختلفة تطلعاتهم، فالبعض وهم قلة، ولكن مؤثرة، تبحث عن كسب من نوع آخر، ولو تمعنا في أحوال بعضهم، قبل الوصول إلى الكرسي الأخضر، وبعده، لانكشف القناع، ولكن ما الفائدة!
إن ساعة الزمن تتحرك عقاربها بسرعة هائلة، وهم مازالوا يتحركون بعجلة بطيئة جداً أبطأ من مشي السلحفاة، والسلوك المبتغى أصبح بعيداً عن النهج المتبع تحت قبة البرلمان.
إن كتبنا عاتبونا، وإن سكتنا نكون قد طبقنا القول المأثور «الساكت عن الحق شيطان أخرس» فما الحل إذاً!
يجب ألا يهدد النواب الحكومة، وينبغي أن يوقف البعض من المحاولة في إيصال رسائل إلى السادة النواب. وتلك الرسائل لها أهداف محددة بعضها طيب يقصد منه تهدئة النفوس، والبعض الآخر يزيد من حالة الاحتقان، وتثير ردة فعل عكسية من قبل متلقيها.
فعندما تغيب حالة المكاشفة والصراحة المطلقة في التعامل مع القضايا نجد المسائل قد تعقدت، على الرغم من أن بعض الاخفاقات لا تحتاج إلى دلائل فهي واضحة، ولكن مزايا الكراسي ومكاسبها تحجب الرؤية!
هذا ما جنيناه فلا خطة عمل، ولا توافق في وجهات النظر، والتعليق القائم يقول: هل يستكمل المجلس مدة الأربعة أعوام؟
إن الرجال مواقف يا سادة... فهل حان الوقت لمعرفة المخطئ ومحاسبته سواء كان وزيراً من قبل الحكومة، أم نائباً تحاصره القاعدة الانتخابية بسؤال محدد: من أين لك هذا؟
أمرنا عجيب جداً وثقافتنا عجيبة مكوناتها. وتحياتي لمهندسي دعوات النواب خارج البرلمان! والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]