شبح الـ «يوجينيا»... عُنصرية متنكرة بقناع «تحسين النسل البشري»!
ظهرت نظرية الـ «يوجينيا» للمرة الأولى في القرن الـ 19... واستُخدمت لتبرير سياسات الحكم النازي العنصرية
هناك صورة أخرى من المخاوف والمخاطر التي يمكن أن يؤدي استخدام تقنيات تعديل الجينات الوراثية - وبخاصة تقنية «كريسبر» - إلى ظهورها بسبب استخدامها في الأجنة البشرية تحديدا.
فبوسعنا أن نتخيل أنه قد يأتي اليوم الذي ينجح فيه علماء من خلال تقنية كهذه في تعديل الجينات الوراثية في كروموسومات البويضات أو الحيوانات المنوية البشرية سعيا إلى انتاج أطفال يحملون صفات وراثية معينة حسب الطلب، أو حتى توليد أطفال يتمتعون بقدرات ومواصفات «خارقة». وعلاوة على ذلك، فإن هذا الانفتاح في تقنيات تعديل الجينات الوراثية قد يفتح الباب أمام خطر السعي إلى نزعة «تحسين النسل» (اليوجينيا)، وهي نزعة انتقائية تتسم بروح العنصرية وتعتمد على اختيار ما تعتبره صفات وراثية جيدة واستبعاد أخرى تراها رديئة أو غير مرغوبة.
وتكمن خطورة نزعة الـ«يوجينيا» في أنها قد تجمح وتسعى من خلال التنكر بقناع «تحسين النسل البشري» إلى إخفاء أعراق بشرية بعينها، أو حتى القضاء على سمات جسدية أو نفسية بشرية قد يتضح بعد فوات الأوان أن وجودها ضروري من أجل بقاء الجنس البشري.
ونزعة اليوجينيا تمثل مجموعة من المعتقدات والممارسات تهدف إلى تحسين التركيب الوراثي للجنس البشري. وكانت تلك النزعة قد ظهرت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر على يد العالِم البريطاني فرانسيس غالتون، لكنها استُخدمت بشكل سيئ لتبرير السياسات العنصرية خلال حقبة الحكم النازي. ولعل المخاوف من إعادة إحياء النزعة العنصرية هي أهم ما يدعو كثيرين من اختصاصيي أخلاقيات الطب إلى الدعوة إلى التريث في تطبيق هذه التقنيات، مع مواصلة المحاولات المدروسة التي تعتمد على التجريب وتخضع لمعايير أخلاقية صارمة تضمن عدم انحراف نتائج تلك التقنيات عن المسار الذي يخدم البشرية.
لكن العلماء والباحثين المتحمسين لمواصلة المسيرة الطموحة يردون على ذلك قائلين إن تطبيقات تقنية «كريسبر» في تعديل الجينات الوراثية ما زالت في مراحلها الأولى، مستبعدين احتمالات ظهور نزعة الـ«يوجينيا» من جديد.
وتأييدا لهذه النظرة تقول إيريكا كليدرمان، الباحثة المشاركة في مركز الجينوم والسياسة في جامعة ماكجيل الكندية: «هناك تقدم يتم إحرازه على صعيد استخدام تقنيات تعديل الجينات الوراثية في الخلايا الجسدية البشرية، ونحن ننتقل تدريجيّا من مرحلة الأبحاث إلى مرحلة التجارب الاكلينيكية، لكن هذا لا يُطبق حتى الآن على خلايا الأجنة»، مضيفة أن تعديل الجينات الوراثية يهدف حاليا إلى معالجة الأمراض فقط، وأن المخاوف المتعلقة بالـ«يوجينيا» ليست وشيكة أو مرجحة جدا كما قد يعتقد البعض.
لكن على الرغم من أن نزعة الـ«يوجينيا» كانت وما زالت قضية أخلاقية مثيرة للخلاف والجدل، فإن العلماء التقدميين يرون أنه لا ينبغي لنا أن نسمح لها بأن تسيطر على تفكيرنا وقراراتنا، بل الأصح هو أن نتَّبع الأدلة العلمية في ضوء سياسات وقوانين وضوابط أخلاقية تُسَن لمواكبة ظهور الاكتشافات العلمية ذات الفوائد المحتملة.
ويبدو أن باب الجدل سيبقى مفتوحا لتدخل منه مزيد من النقاش والخلاف حول تقنيات جديدة في مجال تعديل الجينات الوراثية. فبينما ما زال الجدال حول تقنية «كريسبر» قائما، بدأ قبل بضعة أشهر جدال علمي وأخلاقي حول طريقة جديدة تحمل إسم «NgAgo»، وهو اسم إنزيم جديد أعلن باحثون صينيون أنهم قد اكتشفوا أنه يمكن أن يُستخدَم لتعديل الجينات الوراثية بشكل أكثر دقة من تقنية «كريسبر». لكن هناك علماء غربيين شككوا في نجاعة تلك الطريقة التي أعلنها نظرائهم الصينيين، مؤكدين أنها لم تنجح عندما حاولوا تطبيقها مختبريا.
وهكذا فإن ظهور طريقة «NgAgo» الصينية أطلق موجة جديدة من الجدال على صعيد تعديل الجينات الوراثية في المدونات الالكترونية ومنابر التواصل الاجتماعي، وهو الجدال الذي سرعان ما انتقل إلى ساحات المجلات العلمية المتخصصة، ما يعني أننا سنسمع قريبا عن تطورات تلك الطريقة مقارنة بنظيرتها «كريسبر».
فبوسعنا أن نتخيل أنه قد يأتي اليوم الذي ينجح فيه علماء من خلال تقنية كهذه في تعديل الجينات الوراثية في كروموسومات البويضات أو الحيوانات المنوية البشرية سعيا إلى انتاج أطفال يحملون صفات وراثية معينة حسب الطلب، أو حتى توليد أطفال يتمتعون بقدرات ومواصفات «خارقة». وعلاوة على ذلك، فإن هذا الانفتاح في تقنيات تعديل الجينات الوراثية قد يفتح الباب أمام خطر السعي إلى نزعة «تحسين النسل» (اليوجينيا)، وهي نزعة انتقائية تتسم بروح العنصرية وتعتمد على اختيار ما تعتبره صفات وراثية جيدة واستبعاد أخرى تراها رديئة أو غير مرغوبة.
وتكمن خطورة نزعة الـ«يوجينيا» في أنها قد تجمح وتسعى من خلال التنكر بقناع «تحسين النسل البشري» إلى إخفاء أعراق بشرية بعينها، أو حتى القضاء على سمات جسدية أو نفسية بشرية قد يتضح بعد فوات الأوان أن وجودها ضروري من أجل بقاء الجنس البشري.
ونزعة اليوجينيا تمثل مجموعة من المعتقدات والممارسات تهدف إلى تحسين التركيب الوراثي للجنس البشري. وكانت تلك النزعة قد ظهرت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر على يد العالِم البريطاني فرانسيس غالتون، لكنها استُخدمت بشكل سيئ لتبرير السياسات العنصرية خلال حقبة الحكم النازي. ولعل المخاوف من إعادة إحياء النزعة العنصرية هي أهم ما يدعو كثيرين من اختصاصيي أخلاقيات الطب إلى الدعوة إلى التريث في تطبيق هذه التقنيات، مع مواصلة المحاولات المدروسة التي تعتمد على التجريب وتخضع لمعايير أخلاقية صارمة تضمن عدم انحراف نتائج تلك التقنيات عن المسار الذي يخدم البشرية.
لكن العلماء والباحثين المتحمسين لمواصلة المسيرة الطموحة يردون على ذلك قائلين إن تطبيقات تقنية «كريسبر» في تعديل الجينات الوراثية ما زالت في مراحلها الأولى، مستبعدين احتمالات ظهور نزعة الـ«يوجينيا» من جديد.
وتأييدا لهذه النظرة تقول إيريكا كليدرمان، الباحثة المشاركة في مركز الجينوم والسياسة في جامعة ماكجيل الكندية: «هناك تقدم يتم إحرازه على صعيد استخدام تقنيات تعديل الجينات الوراثية في الخلايا الجسدية البشرية، ونحن ننتقل تدريجيّا من مرحلة الأبحاث إلى مرحلة التجارب الاكلينيكية، لكن هذا لا يُطبق حتى الآن على خلايا الأجنة»، مضيفة أن تعديل الجينات الوراثية يهدف حاليا إلى معالجة الأمراض فقط، وأن المخاوف المتعلقة بالـ«يوجينيا» ليست وشيكة أو مرجحة جدا كما قد يعتقد البعض.
لكن على الرغم من أن نزعة الـ«يوجينيا» كانت وما زالت قضية أخلاقية مثيرة للخلاف والجدل، فإن العلماء التقدميين يرون أنه لا ينبغي لنا أن نسمح لها بأن تسيطر على تفكيرنا وقراراتنا، بل الأصح هو أن نتَّبع الأدلة العلمية في ضوء سياسات وقوانين وضوابط أخلاقية تُسَن لمواكبة ظهور الاكتشافات العلمية ذات الفوائد المحتملة.
ويبدو أن باب الجدل سيبقى مفتوحا لتدخل منه مزيد من النقاش والخلاف حول تقنيات جديدة في مجال تعديل الجينات الوراثية. فبينما ما زال الجدال حول تقنية «كريسبر» قائما، بدأ قبل بضعة أشهر جدال علمي وأخلاقي حول طريقة جديدة تحمل إسم «NgAgo»، وهو اسم إنزيم جديد أعلن باحثون صينيون أنهم قد اكتشفوا أنه يمكن أن يُستخدَم لتعديل الجينات الوراثية بشكل أكثر دقة من تقنية «كريسبر». لكن هناك علماء غربيين شككوا في نجاعة تلك الطريقة التي أعلنها نظرائهم الصينيين، مؤكدين أنها لم تنجح عندما حاولوا تطبيقها مختبريا.
وهكذا فإن ظهور طريقة «NgAgo» الصينية أطلق موجة جديدة من الجدال على صعيد تعديل الجينات الوراثية في المدونات الالكترونية ومنابر التواصل الاجتماعي، وهو الجدال الذي سرعان ما انتقل إلى ساحات المجلات العلمية المتخصصة، ما يعني أننا سنسمع قريبا عن تطورات تلك الطريقة مقارنة بنظيرتها «كريسبر».