مليون و250 ألف مواطن ومقيم في الكويت مصابون بمشاعره وأعراضه
انتحار المُكتئب... بين رأي الناس وحكم الدين!
انتحار المكتئب
حسن الموسوي
الموسوي: حالات الانتحار تزداد عند الرجال ومحاولات الإقدام عليه الأكثر عند النساء
الاكتئاب ليس قاصراً على كبار السن فقط بل قد يصيب الطفل أيضاً
الاكتئاب ليس قاصراً على كبار السن فقط بل قد يصيب الطفل أيضاً
شاع بين الناس في جميع أنحاء العالم استخدام كلمة «مكتئب» لوصف حالتهم النفسية التي يمرون بها والتعبير عنها، خاصة في أوقات الحزن والضيق، إلا أن الاكتئاب ليس مجرد حالة نفسية موقتة وعابرة بل هو مرض خطير صنف كثاني أكبر الأمراض خطورة في العالم، حيث إن لديه القدرة التامة على دفع المصاب به للانتحار أو محاولة الانتحار على الأقل.
في بلاد الشرق الأوسط لا يؤخذ مرض الاكتئاب على محمل الجد، ومن أكبر العقبات التي تواجه مجتمعاتنا الاعتراف بالإصابة به أو طلب المساعدة والتوجه للعلاج عند طبيب نفسي، ما يجعل المُصاب به نفسه يواجه أمرين، إما أن يؤخذ على محمل السخرية أو أن ينعتوه بالمريض نفسيا طوال حياته، ما يدفعه للتراجع
عن الافصاح والعلاج وترك نفسه فريسة للمرض الأمر الذي يجعله يودي بحياته رغما عنه، وعقب انتحاره يصنفه بعض الناس بأنه من أهل النار، وينعتونه بالكافر لمخالفة أمر الله بحرمة الانتحار.
بداية يجدر بنا التعرف على مرض الاكتئاب بجميع جوانبه، ومن ثم التعرف على حكم الدين في حالات الانتحار المرتبطة به، لاسيما وأنه عادة ما يرتبط بعوامل عدة محيطة ومؤثرة تُصيب الناس من مختلف الفئات العمرية، منها الفشل في الدراسة أو العمل، أو الإخفاق في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع من حوله فيشعر بالإحباط وينغلق على نفسه، وقد يكون السبب أيضا نقص المال وفقر الحال، فقط بينت نتائج دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن 80 في المئة من حالات الانتحار الناتجة عن الاكتئاب تحدث داخل البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
9 في المئة نسبة الاكتئاب
في الكويت
وفق مركز الكويت للصحة النفسية، فإن نسبة الاكتئاب في الكويت تتراوح بين 5 إلى 9 في المئة، وتتراوح أعداد المصابين بالمشاعر الاكتئابية وأعراضها بين المراحل البسيطة والمتوسطة والشديدة ما يقارب مليوناً و250 ألف مواطن ومقيم، وهذه الأرقام والنسب في دولة صغيرة المساحة مثل الكويت لا يجب أن يُنظر إليها على أنها بسيطة وغير مخيفة، لاسيما وأن شهادة الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور حسن الموسوي تؤكد أن أعداد المكتئبين في ازدياد كبير.
وقال الموسوي لـ «الراي» بداية الاكتئاب بأنه «عُسر المزاج وهو شعور أو حالة تنتاب الإنسان فلا يسمح له بممارسة أي نشاط أو عمل من النوم وتناول الطعام، وممارسة الهوايات وأي شيء آخر، ولذلك فإن الاكتئاب أحياناً قد يكون عرضاً لمرض، وأحيانا يكون الاكتئاب في ذات نفسه هو المرض».
وأضاف «قد يُصاب الإنسان بالاكتئاب نتيجة فقد إنسان عزيز عليه أو ضياع ثروة، أو حتى نتيجة صدمة عاطفية أو كنوع من الفشل في تحقيق ذاته، وهو ما نسميه بالعوامل البيئية الاجتماعية، ولربما يكون السبب نقصاً في هرمون السيروتونين الموجود في الجهاز العصبي والمسؤول عن ضبط الانفعالات».
أنواع الاكتئاب
وعن أنواعه بيّن الموسوي أن للإكتئاب أنواعاً عدة منها الاكتئاب الذهاني، أي أن يكون الشخص يعاني من أمراض عقلية يصاحبها الاكتئاب، والاكتئاب العصابي ويحدث نتيجة الظروف الاجتماعية، والاكتئاب الموسمي وهو نوع من الاكتئاب يصيب بعض الناس في مواسم معينة، وهناك أيضاً ما يسمى بالاكتئاب التفاعلي ويأتي نتيجة لمشاكل الأسرة وعدم وجود أي نوع من أنواع التفاهم».
وأردف «يوجد أيضا درجات للاكتئاب، منها الدرجة العادية التي يستطيع الإنسان معها ممارسة حياته بشكل طبيعي، والدرجة المتوسطة وهي تحتاج من الإنسان تغيير نمط ونظام حياته على الفور إضافة إلى القليل من الأدوية، أما الاكتئاب الحاد فلا يستطيع صاحبه العيش من دون الأدوية، وجميع درجات الاكتئاب السابق ذكرها تتطلب تغيير نظام التفكير والحياة، وتكوين علاقات اجتماعية تخرجه من عزلته ليعود لممارسة حياته بشكل طبيعي».
وأكد أن «الاكتئاب ليس قاصراً على كبار السن فقط بل قد يصيب الطفل أيضاً، فالكل معرض للإصابة به، ومن المهم محاولة التعرف على أسباب الاكتئاب لدى الشخص المُكتئب والتحدث إليه وعلاجه حتى لا تتفاقم حالته لدرجة قد يؤذي بها نفسه، فيحاول الانتحار مرة وإذا فشلت محاولته سيعيد الكرة وقد تنجح المحاولة فعلاً»، مبيناً أن «حالات الانتحار تزداد عند الرجال، بينما محاولات الانتحار أكثر عند النساء».
أعراض الاكتئاب
وذكر الموسوي أن «أعراض الإصابة بالاكتئاب كثيرة ومتباينة فقد تكون بزيادة النوم أو قلته، وقد تكون بالإفراط في تناول الطعام بشراهة أو انعدام الشهية، ويُصاب المُكتئب بقلة الدافع والنشاط، وضعف الإرادة والهمة، وسرعة العصبية، وأحياناً يتجه للمخدرات والتدخين والمشروبات الروحية من أجل إخراج نفسه من بوتقة الاكتئاب، والبعض الآخر يتجه لإنهاء حياته بنفسه حيث يشعر بالوحدة ويفكر بالبحث عن عالم آخر».
وشدد الموسوي على أن «أول خطوة لعلاج المُكتئب إخراجه من العزلة، والجلوس معه ومحاولة تغيير نمط حياته لنعيد بناء الثقة بالنفس عنده، إضافة لمحاولة فهم حقيقة الشيء الذي يؤثر على نفسيته، ودفع المُصاب لممارسة هواياته واهتماماته كي لا يشعر أن وجودها مضيعة للوقت».
الدين يترك الأمر للأطباء
وفي الوقوف على مسألة الحلال والحرام في الانتحار الناتج عن مرض نفسي كالاكتئاب، تكثر الأقاويل دائماً عن حرمة الانتحار شرعاً، لكن في حال المُنتحر إذا كان مصاباً بالاكتئاب الحاد الذي كان السبب وراء إقدامه على هذا الفعل بغير حول منه ولا قوة، فهل يصح أن ينعت المُنتحر بسبب الاكتئاب بالكافر وأن تصدر عليه أحكام بأنه من أهل جهنم، في هذا الشأن قال عضو لجنة الافتاء الدكتور أحمد الحجي الكردي «إذا كان المريض لا يعقل ترفع عنه المسؤولية كاملة وليس فقط القلم، فالقاعدة الفقهية تقول إذا أخذ ما أوهب، أسقط ما أوجب»، مبينا أن «التقرير الطبي هو من يقرر إذا كان هذا الشخص غير مسؤول عن أفعاله كلياً نتيجة إصابته بمرض نفسي أو عقلي، أي أن الطبيب هو من يقول هذا المريض عاقل أم لا، فإذا كان عاقلاً فهو مسؤول عن أفعاله، وإن لم يكن فلا».
في بلاد الشرق الأوسط لا يؤخذ مرض الاكتئاب على محمل الجد، ومن أكبر العقبات التي تواجه مجتمعاتنا الاعتراف بالإصابة به أو طلب المساعدة والتوجه للعلاج عند طبيب نفسي، ما يجعل المُصاب به نفسه يواجه أمرين، إما أن يؤخذ على محمل السخرية أو أن ينعتوه بالمريض نفسيا طوال حياته، ما يدفعه للتراجع
عن الافصاح والعلاج وترك نفسه فريسة للمرض الأمر الذي يجعله يودي بحياته رغما عنه، وعقب انتحاره يصنفه بعض الناس بأنه من أهل النار، وينعتونه بالكافر لمخالفة أمر الله بحرمة الانتحار.
بداية يجدر بنا التعرف على مرض الاكتئاب بجميع جوانبه، ومن ثم التعرف على حكم الدين في حالات الانتحار المرتبطة به، لاسيما وأنه عادة ما يرتبط بعوامل عدة محيطة ومؤثرة تُصيب الناس من مختلف الفئات العمرية، منها الفشل في الدراسة أو العمل، أو الإخفاق في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع من حوله فيشعر بالإحباط وينغلق على نفسه، وقد يكون السبب أيضا نقص المال وفقر الحال، فقط بينت نتائج دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن 80 في المئة من حالات الانتحار الناتجة عن الاكتئاب تحدث داخل البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
9 في المئة نسبة الاكتئاب
في الكويت
وفق مركز الكويت للصحة النفسية، فإن نسبة الاكتئاب في الكويت تتراوح بين 5 إلى 9 في المئة، وتتراوح أعداد المصابين بالمشاعر الاكتئابية وأعراضها بين المراحل البسيطة والمتوسطة والشديدة ما يقارب مليوناً و250 ألف مواطن ومقيم، وهذه الأرقام والنسب في دولة صغيرة المساحة مثل الكويت لا يجب أن يُنظر إليها على أنها بسيطة وغير مخيفة، لاسيما وأن شهادة الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور حسن الموسوي تؤكد أن أعداد المكتئبين في ازدياد كبير.
وقال الموسوي لـ «الراي» بداية الاكتئاب بأنه «عُسر المزاج وهو شعور أو حالة تنتاب الإنسان فلا يسمح له بممارسة أي نشاط أو عمل من النوم وتناول الطعام، وممارسة الهوايات وأي شيء آخر، ولذلك فإن الاكتئاب أحياناً قد يكون عرضاً لمرض، وأحيانا يكون الاكتئاب في ذات نفسه هو المرض».
وأضاف «قد يُصاب الإنسان بالاكتئاب نتيجة فقد إنسان عزيز عليه أو ضياع ثروة، أو حتى نتيجة صدمة عاطفية أو كنوع من الفشل في تحقيق ذاته، وهو ما نسميه بالعوامل البيئية الاجتماعية، ولربما يكون السبب نقصاً في هرمون السيروتونين الموجود في الجهاز العصبي والمسؤول عن ضبط الانفعالات».
أنواع الاكتئاب
وعن أنواعه بيّن الموسوي أن للإكتئاب أنواعاً عدة منها الاكتئاب الذهاني، أي أن يكون الشخص يعاني من أمراض عقلية يصاحبها الاكتئاب، والاكتئاب العصابي ويحدث نتيجة الظروف الاجتماعية، والاكتئاب الموسمي وهو نوع من الاكتئاب يصيب بعض الناس في مواسم معينة، وهناك أيضاً ما يسمى بالاكتئاب التفاعلي ويأتي نتيجة لمشاكل الأسرة وعدم وجود أي نوع من أنواع التفاهم».
وأردف «يوجد أيضا درجات للاكتئاب، منها الدرجة العادية التي يستطيع الإنسان معها ممارسة حياته بشكل طبيعي، والدرجة المتوسطة وهي تحتاج من الإنسان تغيير نمط ونظام حياته على الفور إضافة إلى القليل من الأدوية، أما الاكتئاب الحاد فلا يستطيع صاحبه العيش من دون الأدوية، وجميع درجات الاكتئاب السابق ذكرها تتطلب تغيير نظام التفكير والحياة، وتكوين علاقات اجتماعية تخرجه من عزلته ليعود لممارسة حياته بشكل طبيعي».
وأكد أن «الاكتئاب ليس قاصراً على كبار السن فقط بل قد يصيب الطفل أيضاً، فالكل معرض للإصابة به، ومن المهم محاولة التعرف على أسباب الاكتئاب لدى الشخص المُكتئب والتحدث إليه وعلاجه حتى لا تتفاقم حالته لدرجة قد يؤذي بها نفسه، فيحاول الانتحار مرة وإذا فشلت محاولته سيعيد الكرة وقد تنجح المحاولة فعلاً»، مبيناً أن «حالات الانتحار تزداد عند الرجال، بينما محاولات الانتحار أكثر عند النساء».
أعراض الاكتئاب
وذكر الموسوي أن «أعراض الإصابة بالاكتئاب كثيرة ومتباينة فقد تكون بزيادة النوم أو قلته، وقد تكون بالإفراط في تناول الطعام بشراهة أو انعدام الشهية، ويُصاب المُكتئب بقلة الدافع والنشاط، وضعف الإرادة والهمة، وسرعة العصبية، وأحياناً يتجه للمخدرات والتدخين والمشروبات الروحية من أجل إخراج نفسه من بوتقة الاكتئاب، والبعض الآخر يتجه لإنهاء حياته بنفسه حيث يشعر بالوحدة ويفكر بالبحث عن عالم آخر».
وشدد الموسوي على أن «أول خطوة لعلاج المُكتئب إخراجه من العزلة، والجلوس معه ومحاولة تغيير نمط حياته لنعيد بناء الثقة بالنفس عنده، إضافة لمحاولة فهم حقيقة الشيء الذي يؤثر على نفسيته، ودفع المُصاب لممارسة هواياته واهتماماته كي لا يشعر أن وجودها مضيعة للوقت».
الدين يترك الأمر للأطباء
وفي الوقوف على مسألة الحلال والحرام في الانتحار الناتج عن مرض نفسي كالاكتئاب، تكثر الأقاويل دائماً عن حرمة الانتحار شرعاً، لكن في حال المُنتحر إذا كان مصاباً بالاكتئاب الحاد الذي كان السبب وراء إقدامه على هذا الفعل بغير حول منه ولا قوة، فهل يصح أن ينعت المُنتحر بسبب الاكتئاب بالكافر وأن تصدر عليه أحكام بأنه من أهل جهنم، في هذا الشأن قال عضو لجنة الافتاء الدكتور أحمد الحجي الكردي «إذا كان المريض لا يعقل ترفع عنه المسؤولية كاملة وليس فقط القلم، فالقاعدة الفقهية تقول إذا أخذ ما أوهب، أسقط ما أوجب»، مبينا أن «التقرير الطبي هو من يقرر إذا كان هذا الشخص غير مسؤول عن أفعاله كلياً نتيجة إصابته بمرض نفسي أو عقلي، أي أن الطبيب هو من يقول هذا المريض عاقل أم لا، فإذا كان عاقلاً فهو مسؤول عن أفعاله، وإن لم يكن فلا».