عرض مسرحي قدمته «لابا» بصورة تجريبية

«حصة وبدر»... عندما يتخاصم أبناء العمومة فيتقاتلون!

u0645u0634u0647u062f u0642u062au0644 u0623u0628u0646u0627u0621 u0627u0644u0639u0645u0648u0645u0629 u0644u0628u0639u0636u0647u0645 (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0627u064au0641 u0627u0644u0639u0642u0644u0629)
مشهد قتل أبناء العمومة لبعضهم (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير
الإسقاطات أتخمت «حصة وبدر».

فالعرض المسرحي الذي حمل عنوان «حصة وبدر»، والمأخوذ عن «روميو وجولييت»، يحمل في طياته الكثير من الإسقاطات الاجتماعية والسياسية أبطالها أبناء العمومة الذين يسيرون بالأحداث إلى نهاية الشطر في الرسالة المنشودة ويوقّعون بأفعالهم.

المسرحية حضر عرضها الأول التجريبي مساء أول من أمس، في مقر لوياك بالمدرسة القبلية، عدد من ممثلي وسائل الإعلام وجمع من النقاد والمهتمين بالشأن المسرحي، بدعوة وجهتها لهم «لابا»، على أن يتم عرضها بشكل رسمي بتاريخ 29 من شهر نوفمبر الجاري في «دار الآثار» بمنطقة اليرموك، وهي من تأليف رسول الصغير وإخراج شيرين حجي، ومن تمثيل كل من ندى سالمي، عبدالله البلوشي، رائد البلوشي، وليد الصقر، سمية يوسف، مريم عبدالقادر، سيف عطا الله، فواز حمادة، سلمان المطيري، عثمان عاشور، رازي الشطي، سالم مال الله، مهند، عبدالله الشمري، زينب باشا، عذاري، ناصر القطان، محمد الحموي، أحمد العشماوي، قاسم المويل ومحمد رضا.

«حصة وبدر»، هذا العرض المسرحي ذو اللمحة التراثية بأزيائه وموسيقاه وقصته نوعاً ما، والحديث بمواضيعه التي تلامس واقعنا المعاصر، إذ حمل في طياته العديد من الإسقاطات سواء كانت اجتماعية وحتى سياسية، تدور قصته بين عائلتين من أبناء العمومة هما (عائلة أبو بدر) و(عائلة أبو حصة) يعيشون في منطقة واحدة، لكن بينهم خصومة قديمة جداً من الصعب أن تُحلّ، حيث قامت إحداهما ببناء سور مرتفع كي يفصلها عن العائلة الأخرى وهو الأمر الذي دفع بالأخيرة إلى بناء سور أيضاً يحجزها ويحميها من الغدر - كما يعتقدون - بسبب تجارب سابقة حصلت بينهم.

ومع مرور الأيام، يكبر أبناء كلتا العائلتين وتستمر تلك الخصومة، لكن يحصل اللامتوقع عندما يقع بدر في حب حصة بعدما يراها عن طريق الصدفة من دون أن يعرف في حينها من تكون، وعندما تكشف الحقيقة ويعلم كلا الطرفين من هما، لم يمنعهما ذلك من إكمال ما أشار إليه قلبهما، وفعلاً يتزوجان في السر عند الملا، ذلك الرجل الذي يسيطر على البلدة مدعياً الدين، حيث يستغل سلطته للحصول على ملذات الدنيا من أموال وجاه وغيرها، لكن عندما ينتشر خبر تلك العلاقة بين الإثنين (حصة وبدر) ينفجر أبناء العمومة في العائلتين بالغضب من أجل الانتقام لشرفهما، وعلى الفور يقرر حينها والد حصة تزويج ابنته من ابن عمها لإسكات الناس، فتسرع حصة إلى الملا لإنقاذها من الكارثة التي ستحصل كونها متزوجة أساساً من بدر، فيعطيها شراباً منوماً كي يظن الجميع أنها ماتت ومن ثم يقوم بإخراجها بنفسه من القبر ومن ثمّ تهرب مع بدر خارج البلدة، وعندما يعلم بدر بما خططه والدها، ينتهز الفرصة في ليلة الزفاف ويقتل العريس (ابن عمها) ويهرب، وحصة في تلك الأثناء تتناول الشراب المنوّم فيعتقد الجميع أنها ماتت. بعدها، يصل خبر وفاة حصة إلى بدر من والدته، وعلى الفور يقتل نفسه بيده، فتراه حصة ممداً على الأرض ميتاً، فتمسك بدورها بالخنجر نفسه وتقتل نفسها به.

القصة قد تبدو نوعاً ما، فيها من المأسوية والسلبية الكثير، لكن على صعيد آخر ربما أراد الكاتب من خلالها توضيح أن الخلاف بين أبناء العمومة مهما كانت شدّته يجب أن يستأصل من الأساس كي لا يسري في الجسد مثل السرطان لينهكه ويقتله، وهذا الأمر قد يمكن تسليطه على واقع المنطقة العربية وما يحصل فيها من أزمات، وكذلك يمكن تأويله من ناحية اجتماعية في رفض بعض الآباء تزويج بناتهم لبعض الشباب بسبب اختلاف نسبهم أو انتمائهم وغيرها من المسائل الحياتية.

الأداء التمثيلي لهؤلاء الشباب كان متفاوتاً، وعلى سبيل المثال استطاع عبدالله البلوشي - الذي جسد شخصية بدر - إلى جانب ندر سالمي التي جسدت شخصية حصة أن يشكلا ثنائياً متناغماً جميلاً. كذلك، كانت الشخصية التي أدت دور الملا ملائمة تماماً، فقد كان يمتلك صوتاً جهورياً ومخارج حروفه باللغة العربية الفصحى واضحة وصحيحة، ولا ننسى شخصية أبو حصة التي جسدها رائد البلوشي ومثيله أبو بدر الذي جسد شخصيته وليد الصقر، إذ قدما دوريهما بصورة جميلة تعبّر عن هيبة رئيس العائلة أو القبيلة إن صحّ التعبير، كما جسّدت سمية يوسف شخصية أم بدر بأسلوب متميز.

أما على صعيد الإخراج، وفي تجربتها الأولى من دون وجود أي إشراف، تمكنت المخرجة شيرين حجي من وضع بصمتها بطريقة متميزة وبسيطة. وقد يعتقد البعض أن النص الذي أمامها سهل ويمكن أن يقدم من دون فرد عضلات، لكن العكس هو الصحيح، لأنها كانت في تحد نجحت فيه، بأن جعلت من شباب معظمهم يقف للمرة الأولى على خشبة مسرح ويقرأ ويحفظ نصاً ويتقمّص شخصية، يطلّ بهذه الصورة الجميلة أمام الحضور.

وعلى هامش العرض، صرّحت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» فارعة السقاف بالقول: «أنا جداً فخورة بما قدمه هؤلاء الشباب الذين معظمهم تعتبر هذه تجربته الأولى في عالم التمثيل، كما أنني فخورة وبشدة بابنة (لابا) المخرجة شيرين حجي التي استطاعت في تجربتها الإخراجية الأولى من دون أي إشراف على العمل بأن تقدم عرضاً مسرحياً بهذه الصورة الجميلة، متمكنة من تسيير هذ الكمّ الكبير من الممثلين بسلاسة، وما شاهدتموه كان عرضاً تجريبياً أمام وسائل الإعلام، وسيكون هناك عرض رئيسي للمسرحية بتاريخ 29 من شهر نوفمبر الجاري، وذلك في دار الآثار بمنطقة اليرموك».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي