وجع الحروف
الدورة المستندية... «يا ساتر»!
كنت أتحدث عن فائدة توظيف التكنولوجيا في إحداث تغيير جوهري في الدورة المستندية التي تعاني من بطء شديد أثر سلبا على أعمال مؤسسات الدولة من تنفيذ مشاريع وصرف... إلخ.
كان الحديث موجها لبعض الزملاء، منهم من يعلم بالدورة المستندية في الدوائر الحكومية وكانت المفاجئة...
يقولون، الواقع غير أخي الحبيب، فالتكنولوجيا الحديثة أوجدت تأخيرا بعد إدخال «نظام أوراكل» وتسلسل اعتماد الميزانية والصرف مقارب للآتي:
• الميزانية تعتمد كل شهر أبريل وتتأخر لانها ترسل للجهات الرقابية وتعرض على مجلس الأمة وتعتمد بعد «القص واللزق» في يونيو تقريبا (شهران تأخير).
• اعتماد الصرف يكون في العادة بشهر أكتوبر عمليا.
• يبدأ تجهيز مشاريع المؤسسات والتعاقدات ومن ثم فإنها تكون جاهزة للبدء في ديسمبر على أحسن تقدير.
• تستعجل الجهات لتنفيذ ما لديها من مشاريع وتبدأ في عملية الصرف عبر نظام أوراكل وتعال «تابع» طريقة الصرف المعقدة والتي أضفت رقابة حتى على نقل مبلغ من مركز تكلفة إلى آخر.
• يعني العمل الفعلي للميزانية المعتمدة فقط أربعة أشهر وليس سنة مالية كاملة.
• ومع اقتراب نهاية السنة تقوم المؤسسة بإغلاق ما لديها وهي بالكاد تبدأ... «شلون» وفي الوقت نفسه تجهز لميزانية السنة المالية المقبلة.
هذا نوع غريب من أنواع التحول الإلكتروني. يعني اللي تغير فقط ان النماذج كانت على هيئة «دفاتر وورق» وأصبحت عبر طابعة نظام أوراكل والبيروقراطية كما هي، لم يتغير أي شيء!
الزبدة:
تريدون أن تقنعونا بالتغيير الإيجابي.... هاتوا خلاف ما ذكرناه كي نفهم أين الخلل؟
تريدون القضاء على البيروقراطية وتسريع الدورة المستندية، فاجعلوا نظام أوراكل يعمل وفق ميكانيكية عمل تعتمد على نافذة الزمن... يعني تبعث الطلب ويجاب عليه في ذات اليوم.
تريدون أن تقنعونا بالتحسين... ابعدوا الميزانيات عن اللعبة السياسية في لجنة الميزانيات في مجلس الأمة لأنها فنية بحتة وعلى المجلس أن يحيلها على مستشارين ماليين ومختصين محايدين ومن ثم تعتمد... يكفي مساومات!
تريدون أن تعرفوا سبب تخلفنا... اذهبوا لأي مؤسسة حكومية واسألوها (متى تعتمد الميزانية؟ وكم من الوقت تستغرق عملية ترسية المناقصات والممارسات وتنفيذها، ناهيك عن وجود الخطأ فيها. فهذا يعني ان الفترة الزمنية ستتضاعف؟ ومتى يسمح لكم بالصرف وكم من الوقت تستغرق عملية صرف المستحقات؟ ومتى تكونوا جاهزين لإعداد ميزانية العام المقبل؟).
عندئذ ستعلمون ان الجميع سيضع يديه على رأسه ويصيح بأعلى صوته «يا ساتر»... كيف ولماذا يحصل ما نشاهده على أرض الواقع؟ الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi
كان الحديث موجها لبعض الزملاء، منهم من يعلم بالدورة المستندية في الدوائر الحكومية وكانت المفاجئة...
يقولون، الواقع غير أخي الحبيب، فالتكنولوجيا الحديثة أوجدت تأخيرا بعد إدخال «نظام أوراكل» وتسلسل اعتماد الميزانية والصرف مقارب للآتي:
• الميزانية تعتمد كل شهر أبريل وتتأخر لانها ترسل للجهات الرقابية وتعرض على مجلس الأمة وتعتمد بعد «القص واللزق» في يونيو تقريبا (شهران تأخير).
• اعتماد الصرف يكون في العادة بشهر أكتوبر عمليا.
• يبدأ تجهيز مشاريع المؤسسات والتعاقدات ومن ثم فإنها تكون جاهزة للبدء في ديسمبر على أحسن تقدير.
• تستعجل الجهات لتنفيذ ما لديها من مشاريع وتبدأ في عملية الصرف عبر نظام أوراكل وتعال «تابع» طريقة الصرف المعقدة والتي أضفت رقابة حتى على نقل مبلغ من مركز تكلفة إلى آخر.
• يعني العمل الفعلي للميزانية المعتمدة فقط أربعة أشهر وليس سنة مالية كاملة.
• ومع اقتراب نهاية السنة تقوم المؤسسة بإغلاق ما لديها وهي بالكاد تبدأ... «شلون» وفي الوقت نفسه تجهز لميزانية السنة المالية المقبلة.
هذا نوع غريب من أنواع التحول الإلكتروني. يعني اللي تغير فقط ان النماذج كانت على هيئة «دفاتر وورق» وأصبحت عبر طابعة نظام أوراكل والبيروقراطية كما هي، لم يتغير أي شيء!
الزبدة:
تريدون أن تقنعونا بالتغيير الإيجابي.... هاتوا خلاف ما ذكرناه كي نفهم أين الخلل؟
تريدون القضاء على البيروقراطية وتسريع الدورة المستندية، فاجعلوا نظام أوراكل يعمل وفق ميكانيكية عمل تعتمد على نافذة الزمن... يعني تبعث الطلب ويجاب عليه في ذات اليوم.
تريدون أن تقنعونا بالتحسين... ابعدوا الميزانيات عن اللعبة السياسية في لجنة الميزانيات في مجلس الأمة لأنها فنية بحتة وعلى المجلس أن يحيلها على مستشارين ماليين ومختصين محايدين ومن ثم تعتمد... يكفي مساومات!
تريدون أن تعرفوا سبب تخلفنا... اذهبوا لأي مؤسسة حكومية واسألوها (متى تعتمد الميزانية؟ وكم من الوقت تستغرق عملية ترسية المناقصات والممارسات وتنفيذها، ناهيك عن وجود الخطأ فيها. فهذا يعني ان الفترة الزمنية ستتضاعف؟ ومتى يسمح لكم بالصرف وكم من الوقت تستغرق عملية صرف المستحقات؟ ومتى تكونوا جاهزين لإعداد ميزانية العام المقبل؟).
عندئذ ستعلمون ان الجميع سيضع يديه على رأسه ويصيح بأعلى صوته «يا ساتر»... كيف ولماذا يحصل ما نشاهده على أرض الواقع؟ الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi
