ممدوح إسماعيل / المؤامرة على فلسطين من بلفور إلى بوش... حتى أوباما
17 نوفمبر 2008
12:00 ص
863
في 2 نوفمبر 1917 صدر وعد بلفور الشهير، وكان نصه كالآتي: «من أرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى اللورد روتشيلد (الرأسمالي اليهودي الصهيوني) إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أن لن يؤتي بعمل من شأنه أن يضير الحقوق التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، أكون ممتنا لكم لو أبلغتم هذا التصريح إلى الاتحاد الفيديرالي الصهيوني».
وهذا الوعد اشتهر بأن «أعطى من لا يملك من لا يستحق». نعم لأنه من المعلوم في العرف والقانون الدولي أن بريطانيا دولة احتلال، والمحتل لا يملك الأرض، وما قام به البريطانيون المحتلون، بإعطاء وعد لليهود بوطن قومي لهم على أرض فلسطين، وعد غير قانوني وباطل.
لذلك تتجدد في الثاني من نوفمبر كل عام ذكرى أليمة وحزينة عند جميع الفلسطينيين، والعرب، وجميع المسلمين، ألا وهي «ذكرى وعد بلفور» الذي ظلم الشعب الفلسطيني، وظلم المسلمين، بتمكين اليهود من أرض فلسطين العربية الإسلامية.
ومن اللافت أن الغرب لم يكن بعيداً، عن تلك المؤامرة، فما هو جدير بالذكر أن نص تصريح بلفور كان قد عرض على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا، وإيطاليا، رسمياً عام 1918، ثم تبعهما الرئيس الأميركي ولسون رسمياً وعلنياً عام 1919، وكذلك اليابان.
وفي عام 1920 وافق عليه مؤتمر «سان ريمو» الذي عقده الحلفاء لوضع الخريطة السياسية الجديدة لما بعد الحرب، وضمنه قراره بانتداب بريطانيا نفسها على فلسطين، وفي عام 1922 وافقت عليه عصبة الأمم وضمن صك الانتداب البريطاني على فلسطين.
لذلك أجد نفسي مستغرباً من تلك الدعوات التي خرجت تلك الأيام تطالب بريطانيا باعتذار عن وعد بلفور، وتطالبها أيضاً بالتعويض! هل تعتذر بريطانيا وحدها فقط، وحتى لو اعتذرت، واعتذر الغرب، ماذا يفيد الاعتذار بعد أن احتلت فلسطين؟
بلا شك أن أصحاب تلك الدعوات معذورون.
ولايخفى أن البداية كانت عبر بريطانيا التي فاوضت «المنظمة الصهيونية العالمية» من أجل إنشاء وطن لليهود، وأعطت لهم ما لا يستحقون، ولكن الغرب كان مؤيداً ومشاركاً في تأسيس وترسيخ ظلم الفلسطينيين والمسلمين، عبر تأييد قانوني دولي لتزييف الحقيقة، وتضييع الحقوق، وتضييع وطن وشعب، بل ومقدسات معلوم أنها تخص المسلمين.
لذلك يقال ان بلفور نفذ سياسة رئيس وزراء بريطانيا بالمرستون الذي دعا العام 1839 إلى زرع كيان يهودي استيطاني في فلسطين ليكون حاجزاً بين مصر والمشرق العربي، ليكون ذلك قلعة أمامية ضد التحرر والوحدة العربية، تلك السياسة التي تبناها جميع قادة الإمبراطورية البريطانية منذ بالمرستون. ومن هنا قال هرتزل عن دور الدولة اليهودية في فلسطين: «سنكون بالنسبة إلى أوروبا... جزءاً من حائط يحميها من آسيا، وسنكون بمثابة حارس يقف في الطليعة ضد البربرية».
ولايخفى أن مصالح بريطانيا والغرب توافقت على توجيه موجات الهجرة اليهودية لفلسطين بدلاً من أوروبا، وكسب تأييد اليهود أثناء الحرب العالمية الأولى.
ولقد مرت أعوام من الظلم على الفلسطينيين وهم يتجرعون ويلات الاحتلال بتوافق دولي غربي مع العدو الصهيوني، حتى ترسخ للصهاينة وجودهم بعد ما حدث من خيانة في العام 1948 أحبطت أملاً كبيراً في تحرير فلسطين، وما لبث الصهاينة أن أعلنوا عن دولتهم في مايو 48، ولم يدم إعلانهم ساعات حتى أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تأييدها لدولة الاحتلال إسرائيل، وتبعها دول الغرب، التي ظلت على تأييدها لدولة الاحتلال حتى يومنا هذا، مع تغيير في الألفاظ الديبلوماسية فقط.
وفي العام 2004 ظهر الرئيس الأميركي بوش بوعد ظلم جديد للفلسطينيين، فقد اعترف بوش بحق الاحتلال الصهيوني اليهودي في ضم التكتلات الاستيطانية المنتشرة في أنحاء الجسم الفلسطيني، والتي تبتلع حسب التقديرات وحسب مخططات شارون نفسه من 55 - 60 من مساحة الضفة الغربية، ووافق بوش على مواصلة الاحتلال الصهيوني في بناء الجدران العنصرية التي تقطع أوصال الجسم الفلسطيني إلى جيوب، وتحول ما يقع من أراضٍ، وسكان، بين الجدار الكبير والنهر الأردني إلى جزر عنصرية منعزلة، ومعسكرات اعتقال جماعية قمعية للفلسطينيين.
وقد تمادى ظلم بوش للفلسطينيين إلى ذروة بشعة، غير مسبوقة بمطالبتهم بمحاربة الإرهاب، أي أن يقتل الفلسطينيون بعضهم البعض. فقد طالبهم بمحاربة المقاومة التي تقاوم من أجل حقها في الحرية والاستقلال، وهو حق معترف به دولياً لا تختلف عليه المواثيق والأعراف الدولية.
وقد عبر السفير الصهيوني في الولايات المتحدة داني أيالون عن وعد بوش بمنتهى الوضوح قائلاً: «إن رسالة بوش في الرابع عشر من إبريل 2004 إلى شارون، والتي اعترف فيها بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، تشبه في أهميتها التاريخية وعد بلفور». وبحسبه فإن الرسالة ستكون الأساس للتوصل إلى أي اتفاق في المستقبل. أي اتفاق يقصد، ومع من، هل يقصد اتفاقا لبيع بقية فلسطين؟
وكان آخر وعد لبوش للفلسطينيين هو وعده السراب بإقامة دولة لهم بجانب دولة الاحتلال، ولكن هاهو يمضي تاركاً البيت الأبيض الذي اسود من طغيان إدارته، وظلمها للعرب والمسلمين، ولم ينفذ إلا وعده لشارون السفاح، فقد ازدادت مساحة دولة الاحتلال، ولم يبق للفلسطينيين إلا قطعاً صغيرة متناثرة من المساحات لا تصلح إلا أن تكون سجناً لا وطناً.
ويبقى أن يعي العرب والمسلمون والفلسطينيون ما حدث من وعد بلفور في العام 1917 إلى ما حدث من بوش حتى 2008 الآن في خطابه الشهير في الكنيست في ذكرى 60 عاماً على تأسيس دولة الاحتلال، فقد أعلن دعمه لدولة الصهاينة بقوله: «إنكم لستم سبعة ملايين بل أنتم 307 ملايين» إشارة إلى عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية معهم.
ومن المثير للسخرية المملوءة بالمرارة ابتهاج بعض العرب والفلسطينيين بانتخاب الأميركي أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كأنهم يرجون منه أن ينصر قضيتهم، ويحرر لهم القدس والأقصى، ويحمل اللاجئين الفلسطينيين في الطائرات الأميركية إلى يافا، وحيفا، وعكا كي يعودوا إلى ديارهم. وهو الذي أعلن أن القدس ستظل عاصمة لإسرائيل. ما هذا الهوان والضعف؟
لقد أرسل أوباما أول رسالة صهيونية لها دلالتها للعرب باختيار رام إيمانويل لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، وهو اليهودي المعروف بانتمائه لأسرة صهيونية، فقد كان والده بنيامين عضواً في منظمة «ايستيل» التي شاركت في مذبحة دير ياسين وغيرها من الجرائم الصهيونية، ورام إيمانويل لم يتخل عن انتمائه لدولة الاحتلال إسرائيل، حيث تطوع في جيشها إبان حرب الخليج، وهذا ينذر أن إدارة أوباما لن تختلف في المضمون عمن سبقها في تأييد الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وكان لافتاً أن العدو الصهيوني استقبل فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة بالتوغل في غزة وقتل ستة شهداء فلسطينيين، كأنها رسالة تهنئة لأوباما عبر الدم الفلسطيني.
وأخيراً... ألا تكفي تلك الأعوام الطويلة التي ضيعها العرب في اللهث وراء الشعارات، والفرقة، وتسول الحقوق من الغرب. فالحقيقة الساطعة أن فلسطين لن تعود إلا بعودة العرب والمسلمين الى وحدتهم، ودينهم مصدر عزتهم وقوتهم، والنهوض والأخذ بكل أسباب القوة، وعدم الاعتماد على الغرب ومقاومة التحديات.
وها هي بشائر النصر تظهر من خلال المقاومة الإسلامية في فلسطين، التي بهرت العالم بتضحياتها وحققت ما عجز العرب والفلسطينيون أن يحققوه خلال أعوام، عندما تفرقوا، وضعفوا، وركنوا إلى أعدائهم يتسولون منهم حقوقهم.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]
وهذا الوعد اشتهر بأن «أعطى من لا يملك من لا يستحق». نعم لأنه من المعلوم في العرف والقانون الدولي أن بريطانيا دولة احتلال، والمحتل لا يملك الأرض، وما قام به البريطانيون المحتلون، بإعطاء وعد لليهود بوطن قومي لهم على أرض فلسطين، وعد غير قانوني وباطل.
لذلك تتجدد في الثاني من نوفمبر كل عام ذكرى أليمة وحزينة عند جميع الفلسطينيين، والعرب، وجميع المسلمين، ألا وهي «ذكرى وعد بلفور» الذي ظلم الشعب الفلسطيني، وظلم المسلمين، بتمكين اليهود من أرض فلسطين العربية الإسلامية.
ومن اللافت أن الغرب لم يكن بعيداً، عن تلك المؤامرة، فما هو جدير بالذكر أن نص تصريح بلفور كان قد عرض على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا، وإيطاليا، رسمياً عام 1918، ثم تبعهما الرئيس الأميركي ولسون رسمياً وعلنياً عام 1919، وكذلك اليابان.
وفي عام 1920 وافق عليه مؤتمر «سان ريمو» الذي عقده الحلفاء لوضع الخريطة السياسية الجديدة لما بعد الحرب، وضمنه قراره بانتداب بريطانيا نفسها على فلسطين، وفي عام 1922 وافقت عليه عصبة الأمم وضمن صك الانتداب البريطاني على فلسطين.
لذلك أجد نفسي مستغرباً من تلك الدعوات التي خرجت تلك الأيام تطالب بريطانيا باعتذار عن وعد بلفور، وتطالبها أيضاً بالتعويض! هل تعتذر بريطانيا وحدها فقط، وحتى لو اعتذرت، واعتذر الغرب، ماذا يفيد الاعتذار بعد أن احتلت فلسطين؟
بلا شك أن أصحاب تلك الدعوات معذورون.
ولايخفى أن البداية كانت عبر بريطانيا التي فاوضت «المنظمة الصهيونية العالمية» من أجل إنشاء وطن لليهود، وأعطت لهم ما لا يستحقون، ولكن الغرب كان مؤيداً ومشاركاً في تأسيس وترسيخ ظلم الفلسطينيين والمسلمين، عبر تأييد قانوني دولي لتزييف الحقيقة، وتضييع الحقوق، وتضييع وطن وشعب، بل ومقدسات معلوم أنها تخص المسلمين.
لذلك يقال ان بلفور نفذ سياسة رئيس وزراء بريطانيا بالمرستون الذي دعا العام 1839 إلى زرع كيان يهودي استيطاني في فلسطين ليكون حاجزاً بين مصر والمشرق العربي، ليكون ذلك قلعة أمامية ضد التحرر والوحدة العربية، تلك السياسة التي تبناها جميع قادة الإمبراطورية البريطانية منذ بالمرستون. ومن هنا قال هرتزل عن دور الدولة اليهودية في فلسطين: «سنكون بالنسبة إلى أوروبا... جزءاً من حائط يحميها من آسيا، وسنكون بمثابة حارس يقف في الطليعة ضد البربرية».
ولايخفى أن مصالح بريطانيا والغرب توافقت على توجيه موجات الهجرة اليهودية لفلسطين بدلاً من أوروبا، وكسب تأييد اليهود أثناء الحرب العالمية الأولى.
ولقد مرت أعوام من الظلم على الفلسطينيين وهم يتجرعون ويلات الاحتلال بتوافق دولي غربي مع العدو الصهيوني، حتى ترسخ للصهاينة وجودهم بعد ما حدث من خيانة في العام 1948 أحبطت أملاً كبيراً في تحرير فلسطين، وما لبث الصهاينة أن أعلنوا عن دولتهم في مايو 48، ولم يدم إعلانهم ساعات حتى أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تأييدها لدولة الاحتلال إسرائيل، وتبعها دول الغرب، التي ظلت على تأييدها لدولة الاحتلال حتى يومنا هذا، مع تغيير في الألفاظ الديبلوماسية فقط.
وفي العام 2004 ظهر الرئيس الأميركي بوش بوعد ظلم جديد للفلسطينيين، فقد اعترف بوش بحق الاحتلال الصهيوني اليهودي في ضم التكتلات الاستيطانية المنتشرة في أنحاء الجسم الفلسطيني، والتي تبتلع حسب التقديرات وحسب مخططات شارون نفسه من 55 - 60 من مساحة الضفة الغربية، ووافق بوش على مواصلة الاحتلال الصهيوني في بناء الجدران العنصرية التي تقطع أوصال الجسم الفلسطيني إلى جيوب، وتحول ما يقع من أراضٍ، وسكان، بين الجدار الكبير والنهر الأردني إلى جزر عنصرية منعزلة، ومعسكرات اعتقال جماعية قمعية للفلسطينيين.
وقد تمادى ظلم بوش للفلسطينيين إلى ذروة بشعة، غير مسبوقة بمطالبتهم بمحاربة الإرهاب، أي أن يقتل الفلسطينيون بعضهم البعض. فقد طالبهم بمحاربة المقاومة التي تقاوم من أجل حقها في الحرية والاستقلال، وهو حق معترف به دولياً لا تختلف عليه المواثيق والأعراف الدولية.
وقد عبر السفير الصهيوني في الولايات المتحدة داني أيالون عن وعد بوش بمنتهى الوضوح قائلاً: «إن رسالة بوش في الرابع عشر من إبريل 2004 إلى شارون، والتي اعترف فيها بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، تشبه في أهميتها التاريخية وعد بلفور». وبحسبه فإن الرسالة ستكون الأساس للتوصل إلى أي اتفاق في المستقبل. أي اتفاق يقصد، ومع من، هل يقصد اتفاقا لبيع بقية فلسطين؟
وكان آخر وعد لبوش للفلسطينيين هو وعده السراب بإقامة دولة لهم بجانب دولة الاحتلال، ولكن هاهو يمضي تاركاً البيت الأبيض الذي اسود من طغيان إدارته، وظلمها للعرب والمسلمين، ولم ينفذ إلا وعده لشارون السفاح، فقد ازدادت مساحة دولة الاحتلال، ولم يبق للفلسطينيين إلا قطعاً صغيرة متناثرة من المساحات لا تصلح إلا أن تكون سجناً لا وطناً.
ويبقى أن يعي العرب والمسلمون والفلسطينيون ما حدث من وعد بلفور في العام 1917 إلى ما حدث من بوش حتى 2008 الآن في خطابه الشهير في الكنيست في ذكرى 60 عاماً على تأسيس دولة الاحتلال، فقد أعلن دعمه لدولة الصهاينة بقوله: «إنكم لستم سبعة ملايين بل أنتم 307 ملايين» إشارة إلى عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية معهم.
ومن المثير للسخرية المملوءة بالمرارة ابتهاج بعض العرب والفلسطينيين بانتخاب الأميركي أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كأنهم يرجون منه أن ينصر قضيتهم، ويحرر لهم القدس والأقصى، ويحمل اللاجئين الفلسطينيين في الطائرات الأميركية إلى يافا، وحيفا، وعكا كي يعودوا إلى ديارهم. وهو الذي أعلن أن القدس ستظل عاصمة لإسرائيل. ما هذا الهوان والضعف؟
لقد أرسل أوباما أول رسالة صهيونية لها دلالتها للعرب باختيار رام إيمانويل لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، وهو اليهودي المعروف بانتمائه لأسرة صهيونية، فقد كان والده بنيامين عضواً في منظمة «ايستيل» التي شاركت في مذبحة دير ياسين وغيرها من الجرائم الصهيونية، ورام إيمانويل لم يتخل عن انتمائه لدولة الاحتلال إسرائيل، حيث تطوع في جيشها إبان حرب الخليج، وهذا ينذر أن إدارة أوباما لن تختلف في المضمون عمن سبقها في تأييد الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وكان لافتاً أن العدو الصهيوني استقبل فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة بالتوغل في غزة وقتل ستة شهداء فلسطينيين، كأنها رسالة تهنئة لأوباما عبر الدم الفلسطيني.
وأخيراً... ألا تكفي تلك الأعوام الطويلة التي ضيعها العرب في اللهث وراء الشعارات، والفرقة، وتسول الحقوق من الغرب. فالحقيقة الساطعة أن فلسطين لن تعود إلا بعودة العرب والمسلمين الى وحدتهم، ودينهم مصدر عزتهم وقوتهم، والنهوض والأخذ بكل أسباب القوة، وعدم الاعتماد على الغرب ومقاومة التحديات.
وها هي بشائر النصر تظهر من خلال المقاومة الإسلامية في فلسطين، التي بهرت العالم بتضحياتها وحققت ما عجز العرب والفلسطينيون أن يحققوه خلال أعوام، عندما تفرقوا، وضعفوا، وركنوا إلى أعدائهم يتسولون منهم حقوقهم.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي