ملامح / نعم الأحلام تتحقق

تصغير
تكبير
| د. عالية شعيب | لاشك ان فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية له دلالات عدة سياسية واجتماعية وثقافية. واهمها تلك الثقافية التي تعني ان ليس فقط التغيير ممكن بل والاحلام ممكنة. فكما استطاع هذا الاميركي من اصول افريقية كسر حصر قرنين من تتالي الرؤساء البيض على البيت الابيض، واخترق القاعدة بدخول اول رجل ملون للبيت الابيض. لايدل فقط على ايمان الناس في اهمية التغيير والتجديد، بل والأهم يعني ان المثابرة والارادة والايمان والثقة بالنفس كلها عوامل جديرة بتحقيق الحلم.
انها لفلسفة رائعة
وكذلك الكاتب والفنان والتشكيلي والعالم والمفكر جميعهم، يمكنهم تحقيق أحلامهم سواء بالابداع او بالنشر او بإيصال رسالة ما، او تحقيق قضية او رفع الصوت بمبدأ ما. الطريق ربما شائك وطويل، وربما دامٍ ومرير لكن ذلك الضوء الخافت والضعيف والمتقطع في اخر الطريق من شأنه ان يجعلهم يثابرون ويستمرون على أمل الوصول.
وان تصفحنا التاريخ، سنجد ان معظم المبدعين في شتى الميادين قد لايحيون كفاية لرؤية أحلامهم تتحقق، فها هو التشكيلي العبقري فان غوخ، يضطر لمبادلة لوحاته من اجل لقمة او شراب، ترى هل تخيل ان لوحاته ستعلو جدران المتاحف وتباع بالملايين. وكذلك المبدعة المكسيكية فريدة خالو، تصر على الرسم رغم سيخ الحديد المخترق ظهرها، وتصر أكثر وهي تشهد بتر اصابع قدمها ثم قدمها، لأنها لاشك كانت ترى ذلك الضوء ولاتهتم سوى به. أما علماء المسلمين فكان التجاهل والذم والتهجير وحرق الكتب... نصيب الكثيرين منهم، كابن خلدون وابن رشد. لكنهم ثابروا وحمل تلامذتهم الراية بعدهم.
نعم هناك جدوى للحلم، سواء شهدنا تحقيقه او لا. المهم ان نحلم، ونجتهد ونبدع ونناضل من اجل ابداعنا ونشر كلمتنا ومبادئنا، اما تحقيق الحلم فيأتي لاحقا، المهم أن نترك تلك الخربشة على اللوح، ونظل نراقب ذلك الضوء في اخر الطريق ولانتركه يذوي ابدا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي