التقاعد... خطوة لجني ثمار السنين أم بداية لرحلة من الأمراض النفسية والجسدية ؟
أمثال الحويلة
نعيمة طاهر
شيخة: حياة التقاعد مكنتني من قراءة الكتب المفضلة ومتابعة الأحداث
طاهر: يمكن للإنسان أن يحقق بها ما لم يستطع تحقيقه في السابق
الحويلة: المتقاعدون لا يستطيعون التكيّف مع الحياة الجديدة ما يدفعهم للكسل
طاهر: يمكن للإنسان أن يحقق بها ما لم يستطع تحقيقه في السابق
الحويلة: المتقاعدون لا يستطيعون التكيّف مع الحياة الجديدة ما يدفعهم للكسل
كونا- بعد سنوات طويلة من اعتياد العائلة على ذهاب الاب او الام للعمل يأتي وقت تقاعدهما ببلوغهما سن التقاعد لتبدأ مرحلة جني ثمار تعب السنين والتي تتحدد صعوبتها أو يسرها على مدى استعدادهما لتلك الفترة الصعبة من حياتهما.
ويواجه المتقاعدون بعد تركهم العمل صعوبات عدة أبرزها كيفية مواجهة التغيرات المتوقعة في حياتهم لاسيما الشعور بالفراغ والاكتئاب والإحباط والوحدة إلى جانب انخفاض الدخل الشهري وكذلك خطر الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية.
وفي لقاءات أجرتها وكالة الانباء الكويتية مع عدد من المتقاعدين، قالت شيخة الشمري التي كانت تعمل في شركة نفط الكويت لمدة 25 سنة إنها لم تفكر حتى الآن في تنفيذ مشروع تجاري خاص بها بعد التقاعد، موضحة أنها ركزت اهتمامها بتعلم العلوم الشرعية وحفظ القرآن وتفسيره.
وذكرت أن حياة التقاعد مكنتها كذلك من قراءة كتبها المفضلة ومتابعة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها بالنقاش والتحليل والنقد، مشيرة إلى أنها حرصت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أداء دور فاعل بنصح بعض المغردين وحثهم على عدم الانسياق وراء الاشاعات التي تثير الفتن والبغضاء في المجتمع ولا تستند إلى مصدر رسمي.
من جهته، قال ناصر عبدالله الذي كان يعمل في الحرس الوطني إنه تفرغ في حياة التقاعد إلى ممارسة هوايته المفضلة بتربية الأغنام والإبل والاتجار بها، موضحاً أنه يقضي حاليا معظم أوقاته في رعايتها بصحراء الكويت والاستفادة من مشتقاتها وتوزيعها على الأهل والأقارب والاصدقاء.
وأضاف ان عمله في هذا المجال عزز معرفته بسلوك وأساليب التعامل مع الإبل والأغنام وأبرز الأمراض التي قد تصيبها إلى جانب تكوين الصداقات وبناء العلاقات مع الآخرين الذين يشاركونه الاهتمامات نفسها، مؤكدا ان رحلته في الحياة لا تتوقف بالتقاعد فقط.
بدوره، قال محمد الرويلي الذي كان يعمل في الإدارة العامة للجنسية والجوازات إنه تفرغ بعد 29 عاماً من العطاء والنشاط إلى الاهتمام بالجانب الزراعي في حديقته المنزلية لاسيما زراعة النخيل كونها من أبرز الهوايات التي يفضلها، منوهاً إلى أنه نظراً لشغفه الكبير بالزراعة تمكن من استقدام جهاز خاص بالصنابير يساعد على ترشيد استهلاك المياه أثناء الري أو تنظيف السيارات.
وفي السياق نفسه، قال ناصر الشمري الذي كان يعمل في وزارة الداخلية لمدة 29 عاما إنه أسس شركة لبيع وشراء العقار مع أحد أصدقائه بعد دراسة عميقة استمرت عاماً كاملاً، لافتاً إلى بعض الصعوبات التي واجهته في بداية الأمر بسبب قلة الخبرة لكنه تمكن من التغلب عليها والسير بثبات مستفيداً من مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المحلية في التسويق والإعلان.
وفي هذا الإطار قالت استاذ مساعد في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت الدكتورة نعيمة طاهر إن التقاعد يعد مرحلة استراحة بعد سنوات من العمل والتعب والإجهاد الجسمي والنفسي يبدأ بها الشخص بالعمل لحسابه الخاص لشغل أوقات الفراغ والتكسب التجاري.
وأضافت ان هذه المرحلة يحقق بها المتقاعد ما لم يستطع تحقيقه في السابق وهي مرحلة لبدء النشاط الرياضي والسفر والرحلات العائلية واللعب مع الأحفاد والتمتع بدور الجد أو الجدة.
وذكرت أن الإجهاد النفسي هو حالة إعياء بدني أو إرهاق يصيب الفرد كرد فعل لضغوط نفسية حقيقية أو متوقعة في الحياة وكثيراً ما يعاني الناس من الإجهاد نتيجة لأحداث مرت في حياتهم ومنها حالات الوفاة أو الطلاق أو مشكلات في العمل،منوهة إلى أن الإجهاد قد يصاب به أي إنسان يشعر بأنه لا يستطيع الخروج من مأزق ما وقد يؤدي إلى انخفاض مستوى التواصل وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار التي تشغل الإنسان وعدم القدرة على تجاوز الإحباط الناتج عن شدة الضغوط.
من جهتها، شددت عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بجامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة على أن من أبرز التغيرات الجسدية والصحية التي يواجهها المتقاعد ظهور أعراض تقدم السن مع الوقت ما يجعله يشعر بأنه يشكل عبئاً ثقيلاً على المحيطين به ولا يستطيع الاعتماد على نفسه إضافة إلى ضعف الذاكرة والنسيان ونقص التركيز وضعف بنيته الجسمانية.
وقالت الحويلة إن المتقاعدين لا يستطيعون التكيف مع الحياة الجديدة الخالية من النشاط والتفاعل الاجتماعي ما يدفعهم الى الشعور بالكسل وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية، مشيرة إلى أنه وفق دراسة أجرتها جامعة (ميرلاند) بالولايات المتحدة فإن الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر والروماتيزم تعد من أبرز المخاطر الذي يواجهها المتقاعدون فيما رأت ان التوقف التام عن العمل بعد التقاعد سواء المبكر أو العادي له تأثير سلبي على الصحة البدنية.
وذكرت انه من خلال متابعة أكثر من 12 ألف شخص من سن 51 إلى 61 سنة على مدار ست سنوات اكتشف العلماء أن المتقاعدين وأصحاب المعاشات الذين انخرطوا بعد تقاعدهم في وظائف موقتة أو جزئية كانت معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية أقل من معدلاتها بين أقرانهم الذين توقفوا تماما عن العمل بعد التقاعد.
ويواجه المتقاعدون بعد تركهم العمل صعوبات عدة أبرزها كيفية مواجهة التغيرات المتوقعة في حياتهم لاسيما الشعور بالفراغ والاكتئاب والإحباط والوحدة إلى جانب انخفاض الدخل الشهري وكذلك خطر الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية.
وفي لقاءات أجرتها وكالة الانباء الكويتية مع عدد من المتقاعدين، قالت شيخة الشمري التي كانت تعمل في شركة نفط الكويت لمدة 25 سنة إنها لم تفكر حتى الآن في تنفيذ مشروع تجاري خاص بها بعد التقاعد، موضحة أنها ركزت اهتمامها بتعلم العلوم الشرعية وحفظ القرآن وتفسيره.
وذكرت أن حياة التقاعد مكنتها كذلك من قراءة كتبها المفضلة ومتابعة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها بالنقاش والتحليل والنقد، مشيرة إلى أنها حرصت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أداء دور فاعل بنصح بعض المغردين وحثهم على عدم الانسياق وراء الاشاعات التي تثير الفتن والبغضاء في المجتمع ولا تستند إلى مصدر رسمي.
من جهته، قال ناصر عبدالله الذي كان يعمل في الحرس الوطني إنه تفرغ في حياة التقاعد إلى ممارسة هوايته المفضلة بتربية الأغنام والإبل والاتجار بها، موضحاً أنه يقضي حاليا معظم أوقاته في رعايتها بصحراء الكويت والاستفادة من مشتقاتها وتوزيعها على الأهل والأقارب والاصدقاء.
وأضاف ان عمله في هذا المجال عزز معرفته بسلوك وأساليب التعامل مع الإبل والأغنام وأبرز الأمراض التي قد تصيبها إلى جانب تكوين الصداقات وبناء العلاقات مع الآخرين الذين يشاركونه الاهتمامات نفسها، مؤكدا ان رحلته في الحياة لا تتوقف بالتقاعد فقط.
بدوره، قال محمد الرويلي الذي كان يعمل في الإدارة العامة للجنسية والجوازات إنه تفرغ بعد 29 عاماً من العطاء والنشاط إلى الاهتمام بالجانب الزراعي في حديقته المنزلية لاسيما زراعة النخيل كونها من أبرز الهوايات التي يفضلها، منوهاً إلى أنه نظراً لشغفه الكبير بالزراعة تمكن من استقدام جهاز خاص بالصنابير يساعد على ترشيد استهلاك المياه أثناء الري أو تنظيف السيارات.
وفي السياق نفسه، قال ناصر الشمري الذي كان يعمل في وزارة الداخلية لمدة 29 عاما إنه أسس شركة لبيع وشراء العقار مع أحد أصدقائه بعد دراسة عميقة استمرت عاماً كاملاً، لافتاً إلى بعض الصعوبات التي واجهته في بداية الأمر بسبب قلة الخبرة لكنه تمكن من التغلب عليها والسير بثبات مستفيداً من مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المحلية في التسويق والإعلان.
وفي هذا الإطار قالت استاذ مساعد في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت الدكتورة نعيمة طاهر إن التقاعد يعد مرحلة استراحة بعد سنوات من العمل والتعب والإجهاد الجسمي والنفسي يبدأ بها الشخص بالعمل لحسابه الخاص لشغل أوقات الفراغ والتكسب التجاري.
وأضافت ان هذه المرحلة يحقق بها المتقاعد ما لم يستطع تحقيقه في السابق وهي مرحلة لبدء النشاط الرياضي والسفر والرحلات العائلية واللعب مع الأحفاد والتمتع بدور الجد أو الجدة.
وذكرت أن الإجهاد النفسي هو حالة إعياء بدني أو إرهاق يصيب الفرد كرد فعل لضغوط نفسية حقيقية أو متوقعة في الحياة وكثيراً ما يعاني الناس من الإجهاد نتيجة لأحداث مرت في حياتهم ومنها حالات الوفاة أو الطلاق أو مشكلات في العمل،منوهة إلى أن الإجهاد قد يصاب به أي إنسان يشعر بأنه لا يستطيع الخروج من مأزق ما وقد يؤدي إلى انخفاض مستوى التواصل وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار التي تشغل الإنسان وعدم القدرة على تجاوز الإحباط الناتج عن شدة الضغوط.
من جهتها، شددت عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بجامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة على أن من أبرز التغيرات الجسدية والصحية التي يواجهها المتقاعد ظهور أعراض تقدم السن مع الوقت ما يجعله يشعر بأنه يشكل عبئاً ثقيلاً على المحيطين به ولا يستطيع الاعتماد على نفسه إضافة إلى ضعف الذاكرة والنسيان ونقص التركيز وضعف بنيته الجسمانية.
وقالت الحويلة إن المتقاعدين لا يستطيعون التكيف مع الحياة الجديدة الخالية من النشاط والتفاعل الاجتماعي ما يدفعهم الى الشعور بالكسل وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية، مشيرة إلى أنه وفق دراسة أجرتها جامعة (ميرلاند) بالولايات المتحدة فإن الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر والروماتيزم تعد من أبرز المخاطر الذي يواجهها المتقاعدون فيما رأت ان التوقف التام عن العمل بعد التقاعد سواء المبكر أو العادي له تأثير سلبي على الصحة البدنية.
وذكرت انه من خلال متابعة أكثر من 12 ألف شخص من سن 51 إلى 61 سنة على مدار ست سنوات اكتشف العلماء أن المتقاعدين وأصحاب المعاشات الذين انخرطوا بعد تقاعدهم في وظائف موقتة أو جزئية كانت معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية أقل من معدلاتها بين أقرانهم الذين توقفوا تماما عن العمل بعد التقاعد.