في الصميم

«التقارير المهزلة» للأمم المتحدة!

تصغير
تكبير
أكثر ما يثير الاشمئزاز، تقارير الأمم المتحدة التي تظهر بين الحين والآخر، والتي تتحدث عن ارتكاب جرائم حرب في العديد من بؤر الصراع في العالم...! ولعل آخرها، التصريحات الأممية حول ارتكاب جيش النظام السوري جريمة إبادة كيميائية في منطقة خان شيخون! إذ تأتي تلك التصريحات الهزيلة في المعنى والمضمون بعد أن مات من مات وتشرد من تشرد وتضرر من تضرر...

باعتقادنا كان من الأفضل عدم نشر تلك التقارير، لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس لها أي تأثير سوى إعادة تذكير أهالي الضحايا الثكالى بالأيام العصيبة التي مرت عليهم إبان الضربة الكيميائية، والتي تفتح جروحهم مجدداً. فسرد التقارير من دون اتخاذ أي قرار أو إنزال العقاب بمرتكبيها، لعمري هو قمة المعاناة بالنسبة إلى أهالي الضحايا، كما أنها تشكل الاستهانة بمفاهيم الإنسانية جمعاء ولا تخص فقط من وقع عليهم الضرر من الضحايا.


يجب أن يعي قادة العالم والمنظمات الدولية والإنسانية، أن الرد على مثل تلك الضربات، بالتصريحات والإدانات فقط، من دون رد عملي، يعني استسهال حدوث مثل هذه الجرائم الكيميائية ضد الإنسانية، وأنها يمكن أن تطول أي بقعة في العالم. ونقول إن رد الولايات المتحدة، على تلك الجريمة، من خلال قيامها بضرب القاعدة السورية التي انطلقت منها الطائرات التي ألقت بحمولتها الكيميائية على خان شيخون، جاء كرد فعل من باب رفع العتب على «شرطي العالم»، الولايات المتحدة، وكي لا يقال بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يقم بشيء يذكر حيال هذه الجريمة والظهور بمظهر الحانق على حدوثها، والتي من وجهة نظره لا يجب أن تمر مرور الكرام. وهذا النهج هو قمة الانحطاط للإنسانية، ويقترب هذا السيناريو برمته، بما حدث أيام هتلر وما قامت به النازية... وأيضا ما قام به صدام حسين حين قصف الأكراد بالسلاح الكيميائي في ثمانينات القرن الماضي.

من هنا نصل إلى أن تلك التقارير السخيفة التي تضيف جراحاً إلى جراح، يفضل أن تقترن بالقيام بعمل فعال لإيقاف تلك الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي