تقرير

«الاندبندنت»: زيارة ميليباند لدمشق تتم من دون شروط مسبقة

تصغير
تكبير
| لندن - من الياس نصرالله |
تضاربت آراء المحللين البريطانيين، أمس، حول أهداف زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لدمشق. وكتبت صحيفة «التايمز»، أن ميليباند سيحمل معه، الاثنين المقبل، ثلاثة عروض سخية، الأول تحسين علاقة دمشق مع الغرب، والثاني إنهاء العقوبات الأميركية المفروضة عليها، والثالث إعادة هضبة الجولان المحتلة لها، مقابل تخلي سورية عن دعمها لحركتي «حماس» و«حزب الله»، والتوقف عن التدخل في الشؤون اللبنانية، والابتعاد عن إيران. وفي حين، ذكرت «الاندبندنت»، أن بريطانيا تخلت عن مطلب ابتعاد دمشق عن إيران ووقف تسليح ودعم «حماس» و«حزب الله»، بعد ما أصرّت سورية على أن تتم زيارة ميليباند من دون شروط مسبقة، رأت الصحيفة أن الزيارة التي أعلن عنها أول من أمس، دليل على أن المبادرة السياسية التي اضطلع بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإنهاء العزلة الديبلوماسية المفروضة على سورية، أثمرت. وكان ميليباند تلقى الدعوة لزيارة دمشق من نظيره السوري وليد المعلم الذي قام بزيارة نادرة للندن خلال الشهر الماضي.
يشار إلى أن الهجوم الأميركي على الأراضي السورية الذي قتل فيه ثمانية مدنيين، وقع أثناء زيارة المعلم للندن، ونأت الحكومة البريطانية في حينه بنفسها عن الغارة الجوية. لكن من الواضح أن الإعلان عن قبول دعوة المعلم لميليباند، لم يجر حالاً وخلال وجود المعلم في لندن، بل تأجل إلى هذا الأسبوع، لأن لندن كانت تنتظر ظهور نتيجة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. وعلى الأرجح أن فوز المرشح الديموقراطي باراك أوباما بالانتخابات، هو الذي شجع الحكومة البريطانية على قبول دعوة المعلم لميليباند بهذه السرعة.
وأشارت «التايمز» إلى أن إعلان أوباما ذاته عن استعداده للتحدث مباشرة مع الإيرانيين والسوريين، من دون شروط مسبقة، شجع الجانب البريطاني على المضي قُدماً في تحسين علاقات لندن الديبلوماسية مع دمشق. وكان ميليباند أشار في إعلانه قبول دعوة المعلم لزيارة دمشق، إلى حصول «تحول مهم في التوجهات السورية»، وأشار إلى «الدور البناء» الذي يمكن أن تلعبه سورية في التوصل إلى تسوية سلمية شاملة في الشرق الأوسط، والمفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيا. ولم ينس الإشارة إلى اقامة سورية علاقات الديبلوماسية مع لبنان، ثم دور السوريين في منع تسلل الإرهابيين إلى العراق من اراضيهم.
ونقلت «الإندبندنت» عن مسؤولين بريطانيين، أن الحكومة أطلعت كلاً من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية على خطة زيارة ميليباند. ونفت وزارة الخارجية، أن تكون لزيارة ميليباند أي أهداف تجارية، واعلنت أنها تعبير عن «تحسن العلاقات المتبادلة بين البلدين». ولم تؤكد ما إذا كان ميليباند سيلتقي الرئيس بشار الأسد، لكن يسود الاعتقاد بأن مثل هذا اللقاء سيتم.
وكان الأسد جاء إلى بريطانيا عام 2002 في زيارة رافقته فيها زوجته أسماء، قابلا خلالها الملكة اليزابيث الثانية واحتسيا الشاي معها، كما أجرى الرئيس السوري أثناء الزيارة محادثات مع رئيس الوزراء توني بلير، وواصلت لندن إيفاد المبعوثين إلى دمشق في زيارات سرية وأخرى معلنة، غير أن البرود سيطر على العلاقات في شكل خاص، بعد الحرب على العراق وإصرار لندن على ضرورة وقف سورية دعمها لـ «حماس» و«حزب الله».
وقال ميليباند أن الحكومة مارست ضغوطاً شديدة على دمشق خلال الأشهر الـ16 الماضية من أجل التعاون حول قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب، وفي الشأن اللبناني، وفي عملية السلام في الشرق الأوسط. وفي البيان الختامي لزيارة وزير الخارجية السوري للندن، عبّر الطرفان عن رضاهما عن النتائج. وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أمس، ان الحكومة ترغب في تحسين العلاقة بين البلدين «ورفع الثقة المتبادلة بينهما إلى مستوى أعلى».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي