المنجمون الكاذبون ... وطالبو الشهرة الخادعون

No Image
تصغير
تكبير
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذب المنجمون ولو صدقوا».في هذا الحديث الشريف تأكيد على كذب المنجمين، وبه الإقرار أيضاً على عامل الصدفة في بعض الأحيان، رغم ان كذبهم أكثر، وحيث ينتشر ويظهر في مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة منها والإلكترونية والمرئية والمسموعة... العشرات إن لم يكن المئات من يعرفون أنفسهم أنهم منجمون ويتوقعون الأحداث المستقبلية. هؤلاء يزداد الطلب على بضاعتهم مع نهاية كل عام ميلادي.

وتتسابق الكثير من الفضائيات المرئية والوسائل الإعلامية المتعددة لاستضافتهم والطلب منهم بأن يذكروا توقعاتهم للعام المقبل. ويبدأ هؤلاء الضيوف كل منهم يقدم سلعته أمام الجماهير... كل منهم فرح بما لديه. لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء منجمون أم فلكيون؟

بالتأكيد الجواب لا.

غالبيتهم من عشاق الشهرة والباحثين عن الأضواء الإعلامية ومنهم من يسعى للاسترزاق وادعاء علم الفلك- كما يسمونه- ويجدون من يقدم لهم كل هذا. ويجدون من يسمعهم ويشاهدهم وينصت إليهم.

أما المنجمون «الفلكيون» فهم قلة وندر يسير.

المنجمون يدعون أنهم يعلمون الغيب من خلال الظواهر الفلكية والاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية والمزيج بين القوى الفلكية والعوامل الأرضية. ويسمى هذا العلم «علم الفلك الاستدلالي».

وهؤلاء المنجمون رغم وجود الصدق في بعض الحالات منهم إلا أن الكذب فيهم أكثر.

يقول الإمام النووي: «الكهانة في العرب ثلاثة أضراب... الثالث المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما. لكن الكذب فيه أغلب».

قول الإمام النووي يدل ما يحصل عليه المنجمون من معلومات مستقبلية هو بأمر الله تعالى.

ويقول ابن كثير في السياق ذاته «إن ما يخطفه مسترق السمع إنما هو بقدر الله تعالى».

في هذا السياق، أتذكر أن صحيفة «الهدف» الأسبوعية قد نشرت مطلع العام 1990 حواراً من «فلكية» شهيرة وحين طلب منها أن تتوقع أبرز الأحداث التي ستحدث في الكويت في العام الجديد قالت: «سيحدث حدث مفرح كبير يسعد جميع الكويتيين» لكن العكس هو الذي حدث، فعام 1990 شهد حدثا سيئا كبير وأحزن جميع الكويتيين وأبناء المنطقة عموماً.

عشاق الأضواء والمسترزقة هم من يدعون علم الفلك و يبنون المعلومات التي يقدمونها لجماهيرهم على الأحداث الحالية والمعطيات الحالية والسوابق التاريخية... وقراءاتهم عن بعض ما تذكره مراكز الدراسات العربية عن شؤون المنطقة. أو يتحدثون بعموميات.

أما الفلكيون او المنجمون، فهم يقدمون معلوماتهم لجماهيرهم من خلال المعلومات التي تصل إليهم.

ويشرح ذلك ابن كثير في الحديث الذي أخرجه البخاري ويقول:

«إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفون ينقذهم ذلك حتى اذا فزع قلوبهم قال: ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضهم فوق بعض».

ويشرح ابن كثير أيضا حال حصول المنجمون على مالديهم من معلومات ويقول:

«من اختطف من الشياطين الخطفة وهي الكلمة يسمعها من السماء فيلقيها إلى الذي تحته ويلقيها الآخر إلى الذي تحته فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب فيحرقه فيذهب به الآخر إلى الكاهن».

علم الغيب اختص الله تعالى به نفسه جل علاه، فهو علام الغيب. فلا يمكن أن يصدق أي شخص يدعي علم الغيب مهما بلغ من القدرات وأي منجم أو فلكي وإن صدق في مرات إلا أنه يغلب عليه الكذب ونسأل الله العفو والعافية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي