حوار / سفير السلام في الأمم المتحدة يروي لـ «الراي» رحلته في هداية الآلاف للإسلام

أبو هريرة الكندي مغني الراب... من عتمة الملاهي إلى نور الدعوة الإسلامية

تصغير
تكبير
أسلمت قبل 18 عاماً بعد أن كنت ملحداً وأعتنق أفكار داروين وأقول إن العالم خُلق صدفة

حصلت على كل ملذات الدنيا من شهرة ونساء وجاه ومال... لكنني لم أكن أستطيع النوم في هدوء

«داعش» خرب العمل الدعوي والدواعش هم أعداء الإسلام

الفاصلة في حياتي كانت حين قرأت بحثاً لعالم التشريح الكندي كيث مور

رغم أن زيارتي للكويت هي الأولى إلا أنني أعرف أياديها البيضاء في المجال الدعوي
من عتمة الملاهي الليلية في تورونتو الكندية إلى نور الدعوة الإسلامية، هذه كانت رحلة مغني الراب الكندي الـ «دي جي» السابق شازاد محمد الذي ألقى «مايك» الموسيقى ليمسك بـ «مايك» الدعوة إلى الله.

محمد، الذي بات يٌكنى بأبي هريرة، لم يكتفِ بإشهار إسلامه بل درس الشريعة ليدعو لله على بينة، ويكون سبباً في أن يدخل الإسلام على يديه آلاف من غير المسلمين ليسطر بذلك رحلة فريدة من الملهى للمحارب.

نال أبو هريرة لقب سفير السلام من الهيئة العالمية لنشر السلام التابعة للأمم المتحدة، وأتاح له عمله الدعوي القرب من كثير من المشاهير فعمل مستشاراً دينياً لكل من الملاكم العالمي مايك تايسون والممثل الكوميدي الأميركي ديف شابيل.

أبو هريرة، الذي يرأس الجمعية الدعوية الكندية، قال في لقاء مع «الراي»على هامش زيارته للكويت، إنه أسلم قبل ثمانية عشر عاماً بعد أن كان ملحداً ويعتنق أفكار داروين، مؤكداً أنه كان مقتنعاً بأن العالم خُلق صدفة، لافتاً إلى أنه حصل على كل ملذات الدنيا من شهرة ونساء وجاه ومال ولكنه لم يكن يستطيع أن يخلد للنوم في هدوء.

وأوضح أن النقطة الفاصلة في حياته كانت قراءته لبحث لعالم التشريح الكندي كيث مور وهو عالم أجنة شهير رئيس قسم الأجنة في جامعة تورونتو، حيث قال «لا يمكن لشخص عربي في البادية لا يعرف القراءة والكتابة أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة قبل 1400 عام عن تطور الجنين».

واعتبر أبو هريرة أن تنظيم «داعش» خرب العمل الدعوي، مشدداً على أن «الدواعش هم أعداء الإسلام ويقومون بأفعال تناقض رسالة النبي صلى الله عليه وسلم».

وعلى الرغم من أن هذه الزيارة هي الأولى لأبي هريرة للكويت، إلا أنه وصف الكويت بأنها «معروفة بأياديها البيضاء في المجال الدعوي». وفي ما يلي نص اللقاء:

- من هو أبو هريرة؟

* اسمي شازاد محمد وكنيتي أبو هريرة، ولدت في مدينة تورونتو وتربيت بها وعائلتي كندية تعود جذورها لمنطقة الكاريبي. كنت مغني راب ودي جي مشهور، وكنت ملحداً وأعتنق أفكار داروين. وكنت مقتنعا بأن العالم خُلق صدفة، كل ذكل قبل أن يشرح الله صدري للإسلام قبل ثمانية عشر عاماً.

- وكيف انتقلت من الإلحاد للإيمان؟

* فكرت في الأمر وهداني الله إلى أن العالم لا يمكن أن يكون قد خُلق صدفة من دون إله، وقلت لنفسي إذا كانت السيارة لا يمكن أن تصنع نفسها فمن باب أولى فالإنسان لا يمكنه أن يخلق نفسه.

- هل ساهم أحد في تغيير فكرك الإلحادي؟

* لا، هذه الأفكار أتتني بشكل تلقائي بعد أن حصلت على كل ملذات الدنيا من شهرة ونساء وجاه ومال فقد كنت مشهوراً ومطلوباً لدى كل الملاهي الليلية في تورنتو وأصدرت ألبومات موسيقية عدة، ولكني وعلى الرغم من كل متع الدنيا عندما كنت أعود من هذه الحفلات وأحاول أن أخلد إلى النوم أشعر وكأن شيئاً ما ينقصني، وكان يروادني تساؤل دائم حول سبب حياتي ومن هو خالقي.

- هل كان لديك أي خلفية عن الإسلام في ذلك الوقت؟

* لم يكن لدي في ذلك الوقت أي ارتباط بالإسلام أو المسلمين، ولم أكن أعلم عن المسلمين سوى القشور ومنها أنهم لا يأكلون لحم الخنزير، وبعد قناعتي بأن ثمة إلهاً لهذا الكون توجهت للقراءة في كافة الأديان خصوصاً التوراة والإنجيل لمدة عام كامل وانتظمت في التردد على إحدى الكنائس، وبعد ذلك قرأت القرآن الكريم وشرعت في مقارنة الأديان.

- وما الذي جعلك ترجح الإسلام على غيره؟

* النقطة الفاصلة في حياتي كانت قراءتي لبحث لعالم التشريح الكندي كيث مور وهو عالم أجنة شهير رئيس قسم الأجنة في جامعة تورونتو، وكتب بحثاً عن تطور نمو الجنين قال فيه «لا يمكن لشخص عربي في البادية لا يعرف القراءة والكتابة أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة قبل 1400 عام عن تطور الجنين في بطن أمه ومراحل تكوينه، عندها أشهرت إسلامي».

- وماذا فعلت بعد إشهار إسلامك؟

* درست اللغة العربية والقانون والشريعة في المدينة المنورة وحصلت على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ثم درست الماجستير وبدأت في الدعوة لأنه أتتني الكثير من الاستفسارات من المشاهير الذين كنت معروفاً لديهم حول سبب اعتناقي الإسلام.

- وكيف بدأت طريق الدعوة؟

* حرصت على دعوة عدد من المشاهير الذين اعتنقوا الإسلام للملكة العربية السعودية ومنهم الممثل الكوميدي الأميركي ديف شابيل والذي أصبحت مستشاره الديني في ما بعد، وأذكر أنه اصطحب زوجته وأولاده في تلك الزيارة التي أعقبت اعتناقه للإسلام.

- وهل كان عملك بشكل فردي أم مؤسسي؟

* تحول عملي لعمل مؤسسي بعد أن أسست الجمعية الدعوية الكندية وهي جمعية مرخصة من السلطات الكندية في تورونتو وأتولى أنا رئاستها. كما تم اختياري من الهيئة العالمية لنشر السلام التابعة للأمم المتحدة كسفير للسلام فبدأت في ترتيب زيارات لعدد من المسؤولين الكنديين والأميركيين للمملكة العربية السعودية، ومنهم أول عضو كونغرس مسلم في تاريخ أميركا كيث إليسون حيث رتبت له تفاصيل زيارته ولقائه مع أئمة الحرم. وكذلك رتبت زيارة الملاكم العالمي مايك تايسون للمملكة في العام 2010، وأصبحت أيضاً مستشاره الديني، وكنت حريصاً على تنظيم هذه الزيارات لأن السعودية تمثل التراث الإسلامي، حتى غير المسليمن كنا نرتب لهم زيارات بعيداً عن الأماكن المقدسة.

- كم عدد الذين هداهم الله على يديك للإسلام؟

* لا أستطيع أن أحدد الرقم لكنهم آلاف، فضلاً عن ملايين يشاهدون دروسي عبر اليوتيوب، وأذكر أن نائب رئيس حزب الحرية الهولندي آرنود فان دورون الذي أنتج الفيلم المسيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحارب الإسلام، عندما قرأ عن الإسلام وعرف أن هذه الإفتراءات غير صحيحة وشاهد برامجنا على اليوتيوب، اتصل بي بعد اسلامه بأسبوع وكنت مسؤولاً عن استضافته في السعودية وتعلميه مبادئ الإسلام وأصبح عضواً في جمعيتنا.

- وماذا عن نشاطكم خارج كندا؟

* لدينا فرع لجمعية الدعوة الكندية في منطقة الكاريبي، والتي تعتبر عملها جزءاً من محاربة الإسلاموفوبيا.

- هل تعتقد أن ظهور تنظيم «داعش» أضر بعملكم الدعوي؟

* نعم. فتنظيم «داعش» خرب العمل الدعوي، والدواعش هم أعداء الإسلام ويقومون بأفعال تناقض رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ولك أن تقارن بين الراحل محمد علي كلاي، الذي كنت صديقاً له ولأسرته التي دعتني لحضور جنازته، وبين تنظيم «داعش» الإرهابي، فالأول ساهم بشكل إيجابي في نشر الدعوة الإسلامية، أما الثاني فأضرها بشكل بالغ... وهنا يمكن القول إن القدوة الحسنة هي أبلغ ما يمكن تقديمه للدعوة.

- هل تواصلتم مع الدواعش الكنديين لمحاولة تغيير أفكارهم؟

* نؤمن بأن الوقاية خير من العلاج، ونقوم في جمعيتنا بتنظيم مؤتمر سنوي للتحذير من العنف والإرهاب والتأكيد على أن الإسلام دين السلام، أما التواصل مع الدواعش فلا أعلم آلية هذا الأمر.

- كيف تقيّم النشاط الدعوي في الكويت؟

* هذه زيارتي الأولى للكويت ورغم عدم متابعتي الدقيقة لأخبارها إلا أنني أعلم أن الكويت معروفة بأياديها البيضاء في المجال الدعوي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي