وجودنا البشري الإنساني يحتم علينا التعامل مع الحياة بالقلب والعقل تارة وبأحدهما تارة أخرى. يُقال ان العقل هو المحكّم في مواقف عدة دون القلب. ويقول البعض ان القلب هو محل العقل لاتخاذ القرارات، وبين هذا وذاك أرى أن احدهما لا ينفك عن الآخر بتاتاً في أي شأن وقضية، فمن السليم مراجعة المشاعر والعلاقات قبل الحكم عليها بالاستمرارية أو المقاطعة، ومن الحكيم عدم ارتكاب ذات الأخطاء مرات عديدة بحجة المحبة والولاء للآخر.
في خضم كل تلك المشاعر والأفكار، هناك قلوب تُغلق وتضيع مفاتيحها، فكم من مرة أُغلِق قلب صديقك عنك لمجرد زعل وخطأ بسيط ممكن تداركه؟ وكم عدد المرات التي رأيت شخصاً يصر على رأيه ثم حين يظهر و«يبان» له خطؤه يكابر عليه لمجرد عدم الظهور بصفة الخاسر فأُغلِق على قلبه؟ وكم من صديقين... أخين... زوجين، انسدت أقفال قلبيهما تجاه بعضهما لسوء فهم أو كبر عن اعتذار؟
ليس باستطاعة الإنسان العيش بمفرده، ولا بمقدوره الاستغناء عن أهله وأصحابه وأحبابه، فحريٌ بنا حين نواجه مشكلةً مع أنفسنا أو ممن حولنا ألا نجعل قلوبنا مصمتة الإغلاق تجاه الإصلاح، وأن نحاول البحث عن مفاتيح لقلوبنا وقلوبهم، مراعاةً للعشرة والمودة، احتراماً للماضي والتاريخ الجميل، تقديراً لكوننا بشراً الهدف من وجودنا الإصلاح والتعمير.
فليس في غرورك وكبرك على خطئك وخلافك إلا عزل لذاتك عن العيش في راحة وسكينة، وملء قلبك بغل وحقد يعودان على الصحة بالكثير من الأمراض والأسقام، قال الرسول ? «احرص على ما ينفعك»، واعلم أن أولئك الأشخاص الذين صددت قلبك ووجدانك عنهم هم السند الذي يجنده الله لك في أزماتك ومشاكلك، فإن أصلحت قلبك وفتحته تستبشر بكل خير يسرك.
@jasmine_m_alj