عندما يقول الله عز شأنه في محكم تنزيله: «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يُردك بخير فلا راد لفضله...»، وهذا التوجيه الواضح من رب عادل غفور كريم، لا يحتاج إلى تفسير.
ومن هذه القاعدة الربانية? أستغرب كيف إن البعض أصبح يعول كثيرا على بعض البشر - أفراد وأصحاب نفوذ ونواب - لجلب الخير له، وإن كانوا في بعض الأحيان سبباً سخره الله للبعض، فهم في نهاية المطاف ليسوا سوى قناة فتحها الله لأشخاص معينين لبلوغ غاياتهم بعد سعي منهم تجاه مطالب محددة.
أذكر إنه في ذات يوم تقدم البعض لإنهاء معاملة... بعضهم حصل على موافقة والبعض الآخر قوبل طلبه بالرفض.
البعض يتقن «التحلطم» وإن «فلان» قصر معاه وقليل منهم من اقتنع بما كتب الله له... وهؤلاء القلة لا يعلمون الخِيرة من أمرهم وكل أمر قد كتبه الله لك ستلاقيه لا محالة.
قبل دور انعقاد مجلس الأمة? تزيد تدريجياً لغة التصعيد من بعض النواب، منهم من يقصد الإصلاح ومنهم من يبحث عن تنفيذ سياسة مقننة تدفع بتطبيق قول «من أين تؤكل الكتف». ومجموعة تقف هناك تراقب ما يحدث لتحدد موقفها. ومجموعة معينة تهدف فقط لـ «تلميع صورتها» عبر «الشو الاجتماعي»، ناهيك عن غرس حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي للتمجيد/التلميع وأخرى للإساءة وكل له أجندته الخاصة.
على المستوى الشخصي? أجد نفسي ضد التصعيد غير المبرر، وأرى في الوقت نفسه ان عدم قراءة الجهاز التنفيذي واخص أصحاب القرار لما ينشر من مشاكل، هو سبب منطقي في إيجاد أرضية خصبة للتصعيد.
الشاهد إننا نستطيع أن نتجاوز كل أوجه القصور لو إننا قمنا بتشكيل فريق عمل للتواصل الاجتماعي والمتابعة الإعلامية لكل ما ينشر، حيث إن أي قرار تصحيحي إنما هو نابع من إدراك أوجه الخلل ورسم الإستراتيجيات التصحيحية له.
لا يوجد خطأ باق على وضعه وإن وجد فهو مؤشر بيّن لسوء الإدارة والقيادة لذلك المرفق الذي ظل فيه الخطأ مستمراً.
الزبدة:
هناك أمر مستغرب وقوعه وهو المتمثل في استمرار الخطأ لكن بأشكال مختلفة حول معالجة موضوع معين، كالتعليم والصحة والخدمات المقدمة... وهذا التباين السلبي يدل على عدم وجود قاعدة صلبة تتضمن إجراءات ونظما إدارية لضبط العملية التشغيلية، وبالتالي تصبح مسألة القياس والتقييم والإصلاح أشبه بـ «الدحرجة» السلوكية إداريا وقياديا.
وعلى المستوى الإجتماعي، أظن أن الوضع مشابه إلى حد ما بالوضع المؤسسي ويعاني من «دحرجة» سلوكية.
لقد وصلنا إلى حال لا يرثى لها... فكل من ينادي بالإصلاح ينعت بأنه فرد مؤزم/معارض من دون أدنى حس من المسؤولية تجاه ما يعرضه ذلك الفرد.
أقل تقدير للمعالجة يأتي عبر استدعاء كل منادٍ للإصلاح وكل صاحب ذي شكوى أو عرض تقصير ما وقعت عيناه عليه، ومن ثم تكون عملية العلاج عبر القياس والتقييم سليمة.
يبدو لي اننا لا نرغب في تحسين أوضاع شؤون العباد ومؤسسات الدولة العام منها والخاص والأهم العملية التربوية/التعليمية والخدمات الصحية.
أما الهدف من كتابة هذا المقال، فإنه لا يتجاوز التذكير في الآية التي استشهدنا بها كقاعدة ربانية... فالخير إن كتبه الله لك ستحصل عليه، والسوء إن قدر الله أن يصيبك فسيقع، وإن أحضرت كل الأدوات واستعنت بكل السبل.
لهذا السبب أناشد الجميع بالاستمرار في كشف مكامن الخلل والتحدث بكل أريحية عن سوء الخدمات، وأرجو ألا يتجاوزوا الأطر الأخلاقية وأن يضعوا ثقتهم بالله أولا وأخيراً، وما هو مطلوب منا جميعاً لا يتعدى السعي للحصول على الحقوق وتحقيق الأهداف الإصلاحية... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi