حروف باسمة

أحمد جعفر في حفظ الله وأمانه

تصغير
تكبير
رحاب الدنيا فسيحة، والمتأمل فيها يشاهد كثيراً من الصور والمشاهد والمناظر قد يكون فيها عبر ويستنبط من مواقفها الكثير من السمات المختلفة والمتباينة والمتعددة.

تكون عبرة وعظة يستخلصها المرء لتعينه في مواقف حياته المختلفة فيأخذ السمات الطيبة ويبتعد عن الصفات الضارة. ودعت الأسرة التربوية في الاسبوع الماضي، الأستاذ أحمد جعفر، وهو من المربين الفاضلين الذين عملوا في رحاب التربية الخاصة بجد واجتهاد وإخلاص ومثابرة.


أتذكر أبا علي مديراً مساعداً لمدرسة الأمل في وقت كانت رحاب التربية الخاصة تعج بالعمل المستمر في مجال التطوير في كثير من مستلزمات وطرق ووسائل التربية الخاصة.

أتذكره وهو يتواصل مع تلاميذه بالابجدية الاشارية، بسلاسة ويسر. أتذكره والمجدين من زملائه في ميدان ينتشر فيه الجد ويتسابق المجدون نحو تحقيق الكثير من الثمرات التي تعمل على تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في وقت تتطور فيه التخصصات المهنية وتنتشر فيه الدراسات التي تعمد إلى إيجاد تخصصات مهنية تواكب سوق العمل.

أتذكر الأستاذ أحمد جعفر عندما كان مديراً مساعداً لمدرسة التربية الفكرية في وقت تنوعت اللجان المتخصصة في تطوير مناهج التربرية الخاصة، حيث تنتشر لجان تأليف الكتب المدرسية وأدلة المعلم لمدارس التربية الفكرية في وقت لم يفكر الوطن العربي في تأليف مثل هذه المؤلفات الخاصة لاصحاب الاعاقة، فانتشرت هذه الكتب التي قام على تأليفها والاشراف عليها نخبة من المتخصصين من أبناء هذا الوطن.

رحمك الله يا أبا علي... كنت ضمن الذين ثابروا في هذا المضمار الحيوي المهم في وقت الكل يجد نحو التقدم والابتكار ولا نسمع الا بانجاز انجز في رحاب رعاية وتأهيل وتنشئة وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا نجد ما نجده اليوم في التهافت على اقتناص المال وادعاء الاعاقة وتسابق البعض على ان يقتنص الاعاقة الشديدة من اجل الحصول على المال للأسف الشديد.

حسرة كبيرة يحس بها المرء عندما يطلع على ما اكتشفته عمليات الارشفة الآلية ومراجعة ملفات المعاقين، ان هناك 3608 مدعي إعاقة يتقاضون 15 مليون دينار سنوياً من دون وجه حق، وأن هناك لجاناً طبية خفضت درجات الاعاقة من شديدة ومتوسطة وبسيطة الى لا إعاقة، وأخطاء كثيرة في عمليات الصرف لـ 29 ألف حالة، وذلك بمبلغ 59 مليون دينار من دون وجه حق... فأين الإنسانية؟ وأين الضمير؟ وأين القلوب الرحيمة التي ترتعش اذا وجدت مشهداً من مشاهد البؤس او وجدت منظراً من مناظر الشقاء تنتفض لتبدل هذه المشاهد الى مشاهد خير واطمئنان واستقرار؟

عزيزي القارئ، لا يسعنا في هذا المجال الا ان نرفع الأكف الى المولى العلي القدير، بان يرحم جميع الذين عملوا في رحاب التربية الخاصة، ويرحم مؤسس هذا الصرح الانساني في هذه الديرة الحبيبة الأستاذ عبدالعزيز الشاهين ويطيل في اعمار الذين واصلوا المسيرة من بعده ويوفقهم اينما كانوا...

الأستاذ محمد حمد الحميدي، الأستاذ سليمان عبدالرحمن الصالح، والأستاذة عائشة عبدالعزيز حمادة.

ويرحم برحمته الواسعة الأستاذ محمد عبدالله حسين.

اللهم بارك لأحمد جعفر في حلول دار البلاء وطول المقام بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وذويه وأحبائه بالصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى:

صدق الذي قال الحياة غرور

أكذا نموت وتنقضي أحلامنا

في لحظة وإلى التراب نصيرُ

وتموج ديدان الثرى في أكبد

كانت تموج بها المنى وتمورُ

إنا لله وإنا إليه راجعون
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي