No Script

شعر / وسائل التكاسل الاجتماعي

No Image
تصغير
تكبير
يقال إنها وسائل للتواصل الاجتماعي ولكنها ايضاً وسائل للتقاطع والتكاسل الاجتماعي، فهي الخليط بين هذا وذاك فَيصِحُ أن يقال انها وسائل (للتقاصل)، فعندما يصبح الاشخاص أرقاماً في ذاكرة الجهاز ويتم التواصل مع الرقم لا مع الشخص وعندما يستبدل دفء اللقاء ببرودة الشاشة وحرارة المصافحة برسالة نصية خالية من الاحاسيس التي تنقلها العيون ولغة الجسد تصبح الهواتف وسيلة للتكاسل والتقاطع:

هل هاتفٌ بيدي أم خِــنـْــجـَـــــرٌ شُـــرِعا

لِقَطع ذي رَحِــــمٍ أو وصلِ من قَطَعـــا

أم لُــعْـــبَــــةٌ سَــــــــرقَــــتْ منـــــــا أَحِـــــبَــــتَــــنــــا

فيهـــا المبــــــاحُ ومــــا ألهى ومـــــا مُنِــــعــا

أم عــــــارِضٌ بِــعَـــميم الخيــــرِ مُــمـْـطِــرُنــــا

أم فاسدٌ مُــفْــسِـدٌ ما الدينُ قد شَـــرَعــا

أم ساحــــــــــرٌ تَــخْــطُفُ الالبابَ خِـــفَّـتَـــهُ

أم هدهدُ العرشِ من بلقيسَ قد سَمعــا

أم أَهـــــلُ مَــــدْيـَن أغْـــــــــرَتنا بضاعَــتُهـــم

فأفســـدوا الكيــلَ والميزانَ والسِـــلَعــــا

أم ذا وذاك فهــــــــذا مــــــن محــــاسِـــــنِــــــه

وذاك من ســـــــــوءِهِ إِبليـــــــــس قد فَـــزِعا

نلقــــى أَحبتنـــــا في بــــــــردِ شـــاشَــتهــــا

جاءتْ لنا تـَـــــبَـــعــــاً صِــــــرْنا لها تَـــبَــــعـــا

كانــــوا وِجــــــــاءً لنـــــا في كــــل نـــازِلـــةٍ

وانْ نُــــشـــاكُ شكى احبـــابُنــــا الوجَــعــــا

أضحـــى الأحـــبــةُ أرقــامــــاً بـذاكـــــــــرةٍ

صماءُ ما هَـــمَّــــهــا من جاعَ أو شَـــبِـــعــا

احبابنا رقــــمٌ إن ضــــــاعَ نَــــفْـــقِـــدُهم

كأنما قَـــــلْـــبُنا من صَـــــــــدرنـــــــا إنتــُـــزِعا

فـــــلا ســـبيــلَ لأحبــابٍ لنــــــا بعـــــدوا

ولا لــذكرٍ لهــــم في القلب مُــــتَّــســـعـــا

نـــطــــأطئ الـــــرأَسَ إدمــانــاً لِــغُـــربَــتِــنــــا

وندفــنُ الهــــمَّ في الشاشاتِ والــورَعــا

سَـــــــدٌّ أُقيـــــمُ فــــــــلا للــــدِّفءِ نَـــافـــذة

نُــــطِــــــلُّ منهــــا اذا مــــا شــــوقنــا لَــسَـــعــا

كَــــــرَدْمِ يــأْجوج ذو القـرنينِ أبــــْــــدَعَهُ

فَـــســاءَ ابليــــسَ مــا اعلى ومـا ابتــدعــا

فـــــــراح يَـــنـْـــقُـبُ في أقسى حجــارتِـــه

ويـــــزرع الشَّــــــــــرَ والأوهــــــام والـــــــرِّيبــــــا

فالبعــضُ يأخـــــذ مــــن اغلى حجــارتِـــه

والبعـــضُ يأخذ مــا ابليــــسُ قـــد زرعــــا

ابــــــــــــوابه لطــــريق الخيــــر مُـــشْـــــــرَعــةٌ

وللشــــــــرور اذا مـــــــا بابهــــــا قُـــــــــــــرِعـــــــا

كشفــرة الـذبح شـــــــرٌ إن أُســــئ بهـــا

ومن اراد فمــــــن خيــــــراتهـــا انْـــتَـــفَـــــعـــــا

* شاعر اردني

maminomar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي