تقرير / أميركا أهدتْ النصر لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام
هل تستفزّ إسرائيل روسيا في سورية؟
كثُر التحليل عن استفزازِ إسرائيل لروسيا في سورية من خلال ضرْب طيرانها هدفاً في منطقة مصياف على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وهو الهدف الذي قامتْ تل أبيب بضربه، فجر الخميس الماضي، من المجال الجوي اللبناني الذي تستبيحه من دون أن يكون الجيش اللبناني قادراً على منْعها.
والواقع أن هذه الضربة لم تشكّل أي استفزازٍ، بل على العكس فإن اسرائيل تقوم بما اتفقتْ عليه مع روسيا: موسكو ستبقى دائماً خارج صراع اسرائيل - «حزب الله» ولن تتدخّل عندما ترى تل ابيب أن حمايةَ أمْنها الوطني على المحكّ. وهذا بالضبط ما حصل.
لقد سارَعَ المغرّدون خارج السرب والرافضون لقبول ان الحرب السورية شارفتْ على النهاية (حتى ولو بقيتْ العمليات العسكرية محدودةً وضمن إطار مدروس ومحدَّد ومتوافَق عليه دولياً) إلى إلقاء مناشير دعايتهم بأن «إسرائيل ضربتْ مركزاً عسكرياً معنياً بتطوير الأسلحة الكيماوية». وهذه ما هي إلا محاولة فاشلة لاستقطاب تدخّل عسكري أميركي، على غرار ضربة «التوماهوك» الأميركية الهوليوودية لمطار الشعيرات العسكري قبل أشهر عدّة والتي لم تؤدّ إلى نتيجة سوى ضمن الإطار الاستعراضي. ولا يريد هؤلاء الاقتناع بأن أميركا لن تتدخّل في الحرب المنتهية في سورية وأن هذا المحور الذي نادى بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط قد فشل في تحقيق أهدافه.
إذاً الهدف الاسرائيلي كان مخزن أسلحةٍ متطوّرة لإيران وحليفها «حزب الله» اللبناني الذي تراقبُ طائرات اسرائيلية من دون طيار سماء سورية بانتظامٍ وترصد حركة تسليحه من إيران عن طريق الجو والبحر، وتساعدها في ذلك الطائرات الأميركية ومخابراتها لأن «العدو واحد، حزب الله».
إلا أن الطائرات الاسرائيلية لا يمكن لها أن تغادر تل أبيب باتجاه لبنان وسورية من دون أن تعرّف عن نفسها وتنسّق مع الدولة العظمى روسيا، التي يتواجد جنودُها وطائراتها وسفنها ضمن دائرة «إصابة الهدف» لأي طائرة محلّقة في أجواء إسرائيل، لبنان وسورية.
وقد أَطلقتْ إسرائيل صواريخ دقيقة الإصابة على الهدف وهي الصواريخ نفسها التي استخدمتْها لاغتيال الأسير المحرر سمير القنطار في دمشق. ويقول خبير عسكري موجود في سورية إن «الصواريخ الاعتراضية السورية اس- 300 والأكثر تطوراً اس – 400 الموجودة في سورية بإدارة روسية تستطيع التعامل مع أي صاروخ تطْلقه الطائرات الاسرائيلية ويستطيع رؤيتها وإسقاطها قبل وصولها الى هدفها، إذا توافرتْ الإرادة لذلك».
ويضيف المصدر العسكري المسؤول إن «من المستحيل أن تُقْدِم أي قوة أو دولة على التواجد ضمن إطار (الخطر) على القوات الروسية الموجودة في سورية من دون إخطار غرفة العمليات المشتركة بذلك كي لا يتم استهدافها وإسقاطها». وهذا لا يعني تواطؤاً روسياً - كما يعتقد البعض - مع إسرائيل ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد أو ضدّ إيران أو ضدّ «حزب الله»، بل هي سياسة واضحة تتمثّل بمحافظة روسيا على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
فموسكو تعلم أن الأسد هو الوحيد الذي يحافظ على مصالحها في سورية. والطرفان الروسي والسوري يعلمان أن الأسد لا تبعية مطلقة له للكرملين وتجمعهما المصلحة الاستراتيجية التي تقضي بالمحافظة على حكم قوي في بلاد الشام لتبقي روسيا على قواعدها العسكرية - البحرية في البحر المتوسط وعلى مقربة من أوروبا وحدود حلف «الناتو» في تركيا، فيما علاقة الأسد بإيران و«حزب الله» علاقة مصيرية وارتباطهم ارتباط البيت الواحد.
فروسيا لديها مصالح مع الجميع في الشرق الأوسط ومع دول الخليج ولا تريد معاداة أحد، بل تريد استقطاب المال العربي للاستثمار في روسيا وشراء منتجاتها العسكرية خصوصاً. وهذه العلاقة ستتطوّر أكثر بعدما جلبتْ أميركا الدب الروسي إلى الشرق الأوسط منذ أن حاولتْ ضرب مصالح روسيا في أوكرانيا.
وقد هاجمت أوروبا - أميركا المصالح الحيوية الروسية (لا سيما المورد الرئيسي للاقتصاد الروسي الذي يعتمد على بيع الغاز لأوروبا عن طريق اوكرانيا) عندما كانت موسكو تريد علاقات مميزة مع الولايات المتحدة وتريد الابتعاد عن الشرق الأوسط لتتركه لواشنطن.
إذاً الخطأ السياسي الذي ارتكبتْه واشنطن في أوكرانيا أَحْضَرَ بوتين إلى سورية وأعطى الانتصار لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام وضرَب مصالح حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الذين يشعرون بالمرارة اليوم لخسارتهم مشروع تغيير خريطة القوى في الشرق الأوسط.
اليوم تريد روسيا المحافظة على علاقة طيّبة مع الجميع ما عدا أميركا، وهي تعمل لفتح قنوات مهمة مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وعلى رأس هؤلاء إسرائيل ودول الخليج، وسترعى مصالحهم من دون التدخل المباشر في ما بينهم لا سيما في الصراع بين إسرائيل و«حزب الله».
والواقع أن هذه الضربة لم تشكّل أي استفزازٍ، بل على العكس فإن اسرائيل تقوم بما اتفقتْ عليه مع روسيا: موسكو ستبقى دائماً خارج صراع اسرائيل - «حزب الله» ولن تتدخّل عندما ترى تل ابيب أن حمايةَ أمْنها الوطني على المحكّ. وهذا بالضبط ما حصل.
لقد سارَعَ المغرّدون خارج السرب والرافضون لقبول ان الحرب السورية شارفتْ على النهاية (حتى ولو بقيتْ العمليات العسكرية محدودةً وضمن إطار مدروس ومحدَّد ومتوافَق عليه دولياً) إلى إلقاء مناشير دعايتهم بأن «إسرائيل ضربتْ مركزاً عسكرياً معنياً بتطوير الأسلحة الكيماوية». وهذه ما هي إلا محاولة فاشلة لاستقطاب تدخّل عسكري أميركي، على غرار ضربة «التوماهوك» الأميركية الهوليوودية لمطار الشعيرات العسكري قبل أشهر عدّة والتي لم تؤدّ إلى نتيجة سوى ضمن الإطار الاستعراضي. ولا يريد هؤلاء الاقتناع بأن أميركا لن تتدخّل في الحرب المنتهية في سورية وأن هذا المحور الذي نادى بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط قد فشل في تحقيق أهدافه.
إذاً الهدف الاسرائيلي كان مخزن أسلحةٍ متطوّرة لإيران وحليفها «حزب الله» اللبناني الذي تراقبُ طائرات اسرائيلية من دون طيار سماء سورية بانتظامٍ وترصد حركة تسليحه من إيران عن طريق الجو والبحر، وتساعدها في ذلك الطائرات الأميركية ومخابراتها لأن «العدو واحد، حزب الله».
إلا أن الطائرات الاسرائيلية لا يمكن لها أن تغادر تل أبيب باتجاه لبنان وسورية من دون أن تعرّف عن نفسها وتنسّق مع الدولة العظمى روسيا، التي يتواجد جنودُها وطائراتها وسفنها ضمن دائرة «إصابة الهدف» لأي طائرة محلّقة في أجواء إسرائيل، لبنان وسورية.
وقد أَطلقتْ إسرائيل صواريخ دقيقة الإصابة على الهدف وهي الصواريخ نفسها التي استخدمتْها لاغتيال الأسير المحرر سمير القنطار في دمشق. ويقول خبير عسكري موجود في سورية إن «الصواريخ الاعتراضية السورية اس- 300 والأكثر تطوراً اس – 400 الموجودة في سورية بإدارة روسية تستطيع التعامل مع أي صاروخ تطْلقه الطائرات الاسرائيلية ويستطيع رؤيتها وإسقاطها قبل وصولها الى هدفها، إذا توافرتْ الإرادة لذلك».
ويضيف المصدر العسكري المسؤول إن «من المستحيل أن تُقْدِم أي قوة أو دولة على التواجد ضمن إطار (الخطر) على القوات الروسية الموجودة في سورية من دون إخطار غرفة العمليات المشتركة بذلك كي لا يتم استهدافها وإسقاطها». وهذا لا يعني تواطؤاً روسياً - كما يعتقد البعض - مع إسرائيل ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد أو ضدّ إيران أو ضدّ «حزب الله»، بل هي سياسة واضحة تتمثّل بمحافظة روسيا على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
فموسكو تعلم أن الأسد هو الوحيد الذي يحافظ على مصالحها في سورية. والطرفان الروسي والسوري يعلمان أن الأسد لا تبعية مطلقة له للكرملين وتجمعهما المصلحة الاستراتيجية التي تقضي بالمحافظة على حكم قوي في بلاد الشام لتبقي روسيا على قواعدها العسكرية - البحرية في البحر المتوسط وعلى مقربة من أوروبا وحدود حلف «الناتو» في تركيا، فيما علاقة الأسد بإيران و«حزب الله» علاقة مصيرية وارتباطهم ارتباط البيت الواحد.
فروسيا لديها مصالح مع الجميع في الشرق الأوسط ومع دول الخليج ولا تريد معاداة أحد، بل تريد استقطاب المال العربي للاستثمار في روسيا وشراء منتجاتها العسكرية خصوصاً. وهذه العلاقة ستتطوّر أكثر بعدما جلبتْ أميركا الدب الروسي إلى الشرق الأوسط منذ أن حاولتْ ضرب مصالح روسيا في أوكرانيا.
وقد هاجمت أوروبا - أميركا المصالح الحيوية الروسية (لا سيما المورد الرئيسي للاقتصاد الروسي الذي يعتمد على بيع الغاز لأوروبا عن طريق اوكرانيا) عندما كانت موسكو تريد علاقات مميزة مع الولايات المتحدة وتريد الابتعاد عن الشرق الأوسط لتتركه لواشنطن.
إذاً الخطأ السياسي الذي ارتكبتْه واشنطن في أوكرانيا أَحْضَرَ بوتين إلى سورية وأعطى الانتصار لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام وضرَب مصالح حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الذين يشعرون بالمرارة اليوم لخسارتهم مشروع تغيير خريطة القوى في الشرق الأوسط.
اليوم تريد روسيا المحافظة على علاقة طيّبة مع الجميع ما عدا أميركا، وهي تعمل لفتح قنوات مهمة مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وعلى رأس هؤلاء إسرائيل ودول الخليج، وسترعى مصالحهم من دون التدخل المباشر في ما بينهم لا سيما في الصراع بين إسرائيل و«حزب الله».