باصاتُ ترحيلٍ وفحوص DNA وانتفاضة إلكترونية وإطلالة لنصرالله

لبنان في مرمى صفقة «حزب الله» - «داعش» ... انتصارٌ أم خديعة؟

u0628u0627u0635u0627u062a u062au0646u062au0638u0631 u0641u064a u0642u0627u0631u0629 u0628u0627u0644u0642u0644u0645u0648u0646 u0627u0644u063au0631u0628u064a u0644u0646u0642u0644 u0645u0633u0644u062du064a u00abu062fu0627u0639u0634u00bb u0648u0639u0627u0626u0644u0627u062au0647u0645 u0645u0646 u0645u0646u0637u0642u0629 u0627u0644u062du062fu0648u062f u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064au0629 - u0627u0644u0633u0648u0631u064au0629 u0625u0644u0649 u062fu064au0631 u0627u0644u0632u0648u0631 (u0627 u0641 u0628)
باصات تنتظر في قارة بالقلمون الغربي لنقل مسلحي «داعش» وعائلاتهم من منطقة الحدود اللبنانية - السورية إلى دير الزور (ا ف ب)
تصغير
تكبير
انتهتْ المعركة العسكرية ولم تنتهِ تَفاعُلاتها السياسية... هكذا بدا المشهد في لبنان غداة «الصفقة» بين «حزب الله» و«داعش» التي وضعتْ حداً للمعركة في جرود القلمون الغربي السوري وجرود رأس بعلبك والقاع بإخراج التنظيم الإرهابي، بعد «جبهة النصرة»، من آخر البقع الجغرافية التي كان يتواجد فيها على الحدود اللبنانية - السورية.

ولم يكن انجلى غبارُ المعركة التي خاضها الجيش اللبناني بحرفيةٍ عالية على المقلب اللبناني (على مدى نحو أسبوع) والعملية المتزامنة التي انخرط فيها «حزب الله» بمؤازرة الجيش السوري في المقلب السوري (قارة والجراجير) حتى اندفعتْ إلى الواجهة مقارباتٌ عدة للمسارِ الذي أفضى إلى الخاتمة التي راوحتْ القراءة لها بين اعتبارها انتصاراً وبين التعاطي معه على أنها «خديعة».


وتَوزّع المشهد في لبنان، أمس، على 3 عناوين:

* الأوّل: اكتمال مراحل الصفقة بين «حزب الله» و«داعش» التي وافق عليها النظام السوري وطالت مفاعيلها المقلب اللبناني وقضتْ جولتها الثالثة والأخيرة أمس بانتقال نحو 350 من إرهابيي «داعش» مع عائلاتهم (وبينها نحو 40 عائلة تقيم في مخيمات النازحين في عرسال) من جرود قارة السورية إلى البوكمال في دير الزور عند الحدود مع العراق، وذلك في حافلاتٍ رافقتْها سيارات إسعاف لنقْل 25 جريحاً من التنظيم.

وفيما شخصتْ الأنظار ابتداءً من بعد ظهر أمس إلى قارة ترقُّباً لانطلاق الحافلات، فإن الجانب الآخر من الرصد تركّز على الثمن المقابل المتمثّل بإطلاق «داعش» (عند وصول الحافلات) أسيراً من «حزب الله» كان وقع في قبضته قبل نحو 3 أشهر (أحمد معتوق) وتسليم 3 جثامين لعناصره سبق أن سقطوا في معارك البادية، وسط تقارير في بيروت عن أن الصفقة تشمل عنصراً من «الحرس الثوري» الايراني كان أعلن «داعش» أنه أعدمه قبل فترة قصيرة.

وكانت المرحلتان الأوليان من الصفقة اشتملتا اول من امس على تسليم «داعش» الى «حزب الله» 5 جثامين لمقاتلين له، ثم كشْف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة الأسرى لدى التنظيم الارهابي منذ 2 اغسطس 2014 (أحدهم كان التحق بعد الأسْر بـ(داعش) وربما يكون سقط خلال معارك) والذين تبلّغ الجانب اللبناني بمكان دفْنهم، قبل أن يتم انتشال رفات تعود لثمانية أشخاص من حفرة في وادي الدب (جرود عرسال) جزم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم المكلف بمتابعة هذا الملف بأنها تعود الى العسكريين، بانتظار أن تحسم ذلك علمياً فحوص الـ «دي ان آي»، مؤكداً ان الجنود اللبنانيين تمت تصفيتهم أوائل العام 2015.

* العنوان الثاني: فحوص الـ DNA لتأكيد هوية الجثامين وتالياً الطيّ الرسمي لصفحة العسكريين. وإذ عُلم أن نتائج هذه الفحوص ربما تظهر غداً، برزت ملامح «أمل» أصرّ ذوو العسكريين على التمسّك به متكئين على صورٍ سُربت لهم للرفات وقالوا انها تُظهِر وجود طفل بينهم إضافة الى اعتبارهم ان انتعال الأشخاص الذين عُثر عليها «رانجرات» عكسرية ليس دليلاً كافياً على أنهم الجنود اللبنانيون، لا سيما ان هؤلاء كانوا أطلوا في آخر ظهور لهم بثياب رياضية (بيجامات)، ناهيك عن معلومات اعلنوا انهم سبق ان تلقوها بشأن عدم جود أبنائهم بالأسْر في مجموعة واحدة.

* أما العنوان الثالث والأكثر إثارة فيتمثّل في ملامح الانقسام السياسي حيال معركة الجرود ونتائجها ومسار إنهائها.

وفي هذا السياق برزتْ مقاربةٌ رأتْ في ما جرى «خديعةً» تمّ استدراج الجيش اللبناني إليها من خلال ما وصفه الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان بـ «المشهد المقزز وغير المسبوق في تاريخ لبنان الذي تلتقي فيه جثامين الشهداء بموكب القتلة العائد إلى سورية بسلام»، في إشارة الى ترْك إرهابيي «داعش» يغادرون من ضمن صفقة أبرمها «حزب الله» وألزمتْ الجيش بنتائجها من دون أن يكون قادراً على رسم نهاية مغايرة تقوم على الاقتصاص من قتَلة العسكريين الثمانية.

وهذا البُعد حضر في مواقف عدة بينها لوزير «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي الذي سأل: «أين الحكمة من إطلاق (داعش) بعد اكتشاف مصير عسكريينا؟!» ليجيب: «الحكمة في الأسر والمحاكمة والقضاء عليهم»، وهو ما لاح أيضاً عبر ما يشبه «الانتفاضة» على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال بيانٍ صدر عن أهالي بلدة القاع التي سبق أن تعرّضتْ لهجمات انتحارية من التنظيم الإرهابي أودتْ بالعديد من أبنائها.

وفيما استوقف دوائر سياسية كيف أن معركةً كان يفترض أن تُتوَّج بإعلان نهايتها يوم نصرٍ فإذ بها ستكون يوم حداد وطني، برزت قراءة أخرى اعتبرت ما جرى انتصاراً كبيراً للبنان الذي حرر أرضه بالكامل من التنظيمات الارهابية، وهو ما عبّر عنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في إطلالته ليل أمس حيث أعلن أن ما حصل هو «التحرير الثاني» (بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي)، منوّهاً بتضحياتِ الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة ومعيداً التركيز على معادلة «شعب وجيش ومقاومة وجيش عربي سوري». ورغم أن نصر الله تحدّث عن انتصار خياراته، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت لاحظتْ أن الأمين العام لـ «حزب الله» اضطُرّ لمماشاة الحكومة اللبنانية، برفْض أي تنسيق علني مع الحكومة السورية وحزبه، وذلك انسجاماً مع التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، خصوصاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا لعبتا دوراً كبيراً في دعم الجيش في معركته ضدّ «داعش».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي