أمضينا رحلة قصيرة في البدائع ـ القصيم في مزرعة المباركية مع أحبتنا أبناء العم (شايبنا) المرحوم فلاح الحجرف: م. حجرف ود. علي وابنه الحبيب على قلبي عبدالرحمن وبصحبة الأخوة الكرام راكان الرطام وفلاح بن درجان ومن القصيم الأخ الطيب عبدالرحمن السلطان.
تحركنا صباح يوم الجمعة 18 أغسطس متوجهين إلى محافظة الشنان في مدينة حايل (عروس الشمال) تلبية لدعوة الصديق سعدي الجباري.
تناولنا الغداء عند الجباري وانتقلنا بعده للقهوة عند الشيخ عمر بن زبن وشيخ المناصير عبدالمنعم مناع البشر وعضو المجلس البلدي الأخ منيف عبدالرحمن المنصوري وأخوة كرام كان آخر من تشرفنا بزيارة ديوانه نواف عبدالرحمن المنصوري ومررنا بقرية النعي، حيث يوجد مربط الخيل لعنتر بن شداد وشربنا من عين عنتر.
لست بشاعر، وإلا لكتبت معلقة لها بداية لا نهاية لها وسأترك المهمة للشاعر الفذ عبدالكريم الجباري لعله «يغششنا» بكم بيت تعبيرا عن تلك المناسبة الطيبة التي لم نتشرف بلقائه فيها.
الموقف الذي أدهشني هو مخاطبة أحد الاخوان لي باسمي «تركي بشرني عنك شلونك» ولم أعرفه.
كان المخاطب عليان بن مضيان المنصوري، صديق «أيام الدراسة ـ المرحلة الثانوية في بداية الثمانينات». ولم أجد تعبيراً أستطيع أن أصور عبره نماذج الكرم والجود الذي قوبلنا به من أحفاد عدي بن حاتم الطائي من الغرير من الأسلم وبعدها كرم المناصير من الأسلم من قبيلة شمر المشهود لها بالكرم ولا قصور في بقية القبائل.
تطوينا السنون وأخذلتني الذاكرة في تذكر أخي الحبيب عليان أبو مشعل الذي أمضينا في ديوان والده العم مضيان المنصوري في قرية الرك ديرة المناصير... كانت لحظات تقدر بأعوام.
كرم حاتمي وحفاوة قلما شعرت بها في ذلك اليوم الجميل الذي يؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك إننا في الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة نمتلك من أواصر المحبة والإخاء الكثير الذي لا تغيره الأعوام ولا يتأثر بتقلبات الجو والزمن والذاكرة.
عشنا الكرم وتذكرنا شجاعة عنتر بن شداد ونحن نشرب من عين الماء ونقف أمام مربط الخيل.
من أجمل ما قرأت لحاتم الطائي بيوت منها بيت يقول فيه:
فلا الجود يغني المال قبل فنائه... ولا البخل في المال الشحيح يزيد
خلاصة القول? كنا في يوم قصير بين كرم أحفاد عدي بن حاتم الطائي وشجاعة عنتر بن شداد، نستذكر زمنا فيه الكرم والجود ظل واقفا حتى ساعتنا هذه حيث تم توريثه للأجيال التي التزمت به وشجاعة عنتر بن شداد التي نحتاجها في وقتنا الحاضر لنقف أمام موجة الضعف المادي والمعنوي الذي ابتلينا به.
ما زالت الصورالجميلة من تراث العرب العريق عالقة والأماكن معلومة تحتاج فقط من يزورها كي يعيد حساباته فلا البخل ينفع صاحبه ولا الجبن محققا تمنيات وتطلعات المتصف به وقد قيل «قد فاز باللذات من كان جسورا».
رحلة جميلة صادفت شهادة الشيخين الغاليين وليد العلي وفهد الحسيني رحمة الله عليهما وقد تذكرنا مواقفهما الكريمة التي وإن رحلا فستبقى شاهدة لهما أمام رب غفور رحيم.
والحديث عن الرحلة وعن شهادة الشيخين يطول... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi