حج «البدون»... لفتة إنسانية سعودية وتأكيد لدور المملكة في خدمة البيت الحرام

تواصلت الإشادات بقرار المملكة العربية السعودية السماح لغير محددي الجنسية «البدون» بالحج، هذا القرار الذي يعكس دور المملكة الإنساني والديني في خدمة بيت الله الحرام وتسهيل إجراءات الراغبين بأداء مناسك الحج، وهو الأمر الذي تفاعلت معه سفارة خادم الحرمين في الكويت، حيث أعلنت عن استمرارها في إصدار تأشيرات الحج لهذه الفئة حتى نهاية الأسبوع الجاري.

وأشاد أصحاب حملات الحج الكويتية بمبادرة المملكة بالسماح للبدون بالحج لهذا العام، متوجهين بالشكر لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الداخلية السعودي على الجهود المبذولة لتذليل العقبات أمام حج البدون. وأشار اصحاب الحملات في تصريحات متفرقة لـ«الراي» إلى أن جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام مشهود لها، ومبادرات السلطات السعودية كثيرة لتذليل كافة الصعاب أمام حجاج بيت الله وحملات الحج.

وقال صاحب حملة عبدالله الكندري الدكتور عبدالله الكندري نقول للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا جزاكم الله خيرا ورايتكم بيضاء على هذه المبادرة الطيبة التي تقدمتم بها للسماح للبدون في الحج لهذا العام وإن كانت متأخرة بعض الشيء ولكن جهود مشكورة.

وأضاف ان «مساعي حل هذه الازمة تكللت بالنجاح لأن الجانب السعودي كان حريصا على حلها وانا شخصيا التقيت سفير السعودية الدكتور عبدالعزيز الفايز ووقفت على مساعيه الكريمة مع وزير الداخلية لحل الأزمة» معربا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده ولكل من سعى في إنهاء هذه الأزمة.

بدوره قال صاحب حملة الضويحي، أحمد الضويحي، «نتقدم بجزيل الشكر لخادم الحرمين وولي عهده ووزير الداخلية السعودي على المبادرة الإنسانية، وهي ليست غريبة عليهم وكنا متوقعين موافقتهم بالسماح للبدون بالحج لهذا العام. وأضاف ان جهود المملكة في إدارة شؤون الحج وحماية الحجاج لا تخفى على أحد، وهي جهود جبارة سهلت على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم وإزاحة جميع العقبات من أمامهم.

ومن جانبه، أعرب صاحب حملة الحوطي، أحمد الحوطي عن بالغ شكره للمملكة حكومة وشعبا على المبادرة الطيبة، مبينا أن المملكة سباقة للخير في كل وقت وهذه مبادرة طيبة أن سمح للبدون من الحج لهذا العام.

ولفت الحوطي إلى أنه صاحب حملة وان السعودية قدمت خدمات جليلة جدا لخدمة ضيوف الرحمن وهذه البادرة ليست غريبة عليهم، سائلا المولى التوفيق لخادم الحرمين وولي عهده والحكومة السعودية والشعب السعودي على كل ما يبذلونه لحجاج بيت الله الحرام.

من جهته قال صاحب حملة الصيدلي، علي الصيدلي، «نشكر المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ففي خلال اللحظات الحاسمة بادرت المملكة بالموافقة والسماح لفئة مهمة من فئات المجتمع الكويتي بالحج وهم البدون، وهم بحاجة كبيرة الى زيارة بيت الله الحرام».

وأضاف أن التنسيق الكبير بين السلطات السعودية ووزارة الأوقاف أثمر هذه الثمرة الطيبة التي نسعى الى أن نساندهم في إنجازها، مبيناً أن الضغط على الحملات كبير، ولكن ستبذل الحملات قصارى جهدها لتسهيل حج البدون.

وأشار الصيدلي إلى أن التنسيق قائم لتسهيل إجراءات حج البدون والشكر للمملكة والحكومة الكويتية لفتحهم المجال لحج البدون وتسهيل إجراءاتهم، معربا عن بالغ سعادته لهذه المبادرة، داعيا الله ان يكون في ميزان حسنات كل من ساهم في هذه المبادرة.

الى ذلك قال صاحب حملة الجلاسي، سعد الجلاسي، «أتوجه بالشكر للمملكة بالسماح للحجاج البدون من الحج لهذا العام وتسهيل كافة الإجراءات أمامهم، فمبادراتها دائما طيبة وتصب في مصلحة دول الخليج وتوحيد كلمتهم».

بدوره قال صاحب حملة خدادة، اسماعيل خدادة «الحمد لله الذي وفق البدون لأداء فريضة الحج لهذا العام، وهذا كله بتسهيلات من قبل المملكة العربية السعودية التي تشكر على هذه المبادرة الطيبة» مبينا أن هناك العديد من الترتيبات من قبل وزارة الأوقاف والسفارة السعودية لإصدار التأشيرات لهم وتوفير الحملات.

وبين خدادة أن «وزارة الأوقاف تعمل حاليا على تقسيم البدون الى خمس مجموعات وكل مجموعة ستكون حملة بواقع خمس حملات وسيتقدم لهذه الحملات أقل الاسعار سترسو عليهم نبارك للاخوة البدون مرة أخرى ونشكر جهود المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان والحكومة السعودية والحكومة الكويتية على هذا الانجاز الطيب».

دعاة

في سياق ردود الفعل على قرار السماح للبدون بالحج، أشاد عدد من الدعاة بقرار المملكة، مثمنين الدور الذي لعبه المسؤولون في المملكة لتسهيل أداء هذه الشعيرة وتقديم كافة الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

وقال نائب مدير جمعية النجاة الخيرية لشؤون القرآن الكريم الدكتور بدر الرخيص «جزى الله خيراً ولاة الحج بالسماح لهذه الفئة من المسلمين بالحج هذا العام وأداء ما فرضه الله عز وجل عليهم. وفريضة الحج لو تتبعناها لوجدنا أنها فرضت منذ عهد آدم عليه السلام وجميع الرسل والأنبياء من بعده وقفوا على صعيد عرفات وأقاموا نسك الحج». وزاد «فرحنا كثيراً بهذا الخبر، ونسأل الله عز وجل أن يجعل هذا القرار في ميزان القائمين عليه وكل من سعى وساهم وبذل جهداً فيه وحث عليه».

إلى ذلك أشاد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح بـ «قرار المملكة السماح للبدون بأداء مناسك الحج بعد توقف عامين متتاليين»، مثمنا أيضا «الجهود الكويتية من أجل الوصول إلى هذا القرار الإنساني، ولا سيما جهود وزير الأوقاف محمد الجبري، ومثل هذه الجهود ليست بغريبة على كويت الإنسانية في ظل قيادة صاحب السمو قائد العمل الإنساني حفظه الله ورعاه».

ولفت إلى أن «هذا القرار ترجمة حقيقية لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، فالسماح لإخواننا البدون بأداء فريضة الحج والجهود المبذولة في هذا الشأن سيدخل الفرحة على الآلاف منهم والذين تتوق نفوسهم لأداء مناسك الحج».

وأضاف المسباح «نظراً لضيق الوقت نناشد الجهات المعنية بالعمل على تيسير إجراءات الحصول على وثائق السفر الخاصة بالإخوة البدون، وكذلك تذليل كافة العقبات الإدارية أو الروتينية أمامهم حتى يتمكن الذين يرغبون بأداء مناسك الحج منهم من اللحاق بركب حجاج بيت الله الحرام».

من جانبه، قال الباحث العلمي في الموسوعة الفقهية الداعية عبدالله نجيب سالم «الحج فريضة اسلامية عظيمة تستلهم منها الأمة الإسلامية آمالاً مستقبلية، وعندما تقوم المملكة العربية السعودية القائمة على شؤون الحج ورعاية الحجاج بالسماح للإخوة البدون بأداء المناسك بعد تسهيل دخولهم، فإنما تضيف مكرمة إلى مكارم أخرى تقدمها لحجاج بيت الله وزواره».

وزاد «لقد اعتنت المملكة العربية السعودية بأمن الحجيج وراحته وبالحرمين الشرفين وعمارتهما وبالمناسك وخدمتها فقامت بدور مشرف في ذلك ومازلنا نطمح بالمزيد وهي أهل له».

واختتم قائلاً «لئن وجب شكر المملكة لتسهيلها حج البدون، فإنني أتوجه بالشكر إليها لتسهيل حج السوريين أيضاً الذين يعيشون ظروفاً خاصة وأليمة، فجزى الله المملكة ومليكها خير الجزاء على موقفها المشرف وإجراءاتها الميسرة».