إطلالة على موسوعة الجَمال ... وليد العلي

تصغير
تكبير
هذا العنوان ليس من الخيال بل هو يعبر عن حقيقة وواقع ينطبق على صاحبه... شيخي الغالي العزيز وليد العلي تمثلت فيه العديد من الصفات الرائعة والسلوكيات الرائدة والأعمال الخالدة التي لا أستطيع أنا وغيري أن نوفيه حقه في ذكرها والثناء عليها.

عرفت الشيخ الشهيد - رحمه الله - من خلال دراستي في قسم العقيدة والدعوة في كلية الشريعة، فقد درست عنده 3 مواد، ووجدت فيه العديد من الأمور الجميلة، بعضها موجود عند غيره من المعلمين وبعضها لم أجده إلا عنده. فمن درس لدى الشيخ الشهيد، شاهد عنده الاهتمام بالمادة والطلبة بشكل كبير، فالترتيب والتنظيم عنده يسيران بطريقة أقرب للمثالية، فالطالب منذ أول يوم يعرف ما له وما عليه. وكذلك تجد تنمية للطلبة في موضوع المادة زيادة على المطلوب لتعرف مدى إخلاص هذا الرجل واهتمامه بطلبته. وكثرة أعداد الطلبة في مواده لا تمنعه من مباشرة التكاليف والبحوث ومراجعتها مراجعة دقيقة ومتأنية ويعطي الطالب ملاحظاته في النهاية، كما أن الطالب بعد هذا الجهد في مادته كان يجد الشيخ الشهيد يتعامل معه بكل رقي وتواصل، فقد حدثني أحد الأخوة أنه درس عنده مادة منذ أكثر من 10 سنوات وما زال يتواصل معه بالرسائل والنصائح.


ُعُرف عن الشيخ الشهيد كثرة الأعباء العلمية والدعوية لديه، ولكن سبحان الله، فكل من عمل معه في كل مجالاته الدعوية والعلمية والخيرية، وجد منه التميز والعمل المخلص لهذه الأعمال، ما بين دورات علمية في العقيدة وغيرها وتحقيقات للكتب ورحلات دعوية وخيرية وجهوده الكبيرة في الجانب الأكاديمي مع طلبة الدراسات العليا والجاليات وغيرها، ومن يعرفه، فقد عَلم سلوكه في الجانب الشخصي بجوانب العبادة الخاصة وبر الوالدين واهتمامه في بيته وأولاده.

ولعل أبرز الأمور التي جذبتني في الشيخ الشهيد محبة الناس له من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فقد كانت لديه أهداف معينة في حياته واضحة عنده ويركز عليها، فلم ينشغل بالخلافات والصراعات سواء الفكرية منها والسياسية وغير ذلك مع معرفة الناس بأفكاره ومواقفه، فلم يكن مداهناً لأحد، فهذا الجمال والروعة في وجود شخصية ملتزمة بأخلاقها ومنهجها ولا تعادي أحداً وتتعامل مع الناس بأخلاق عالية من دون أحقاد أو ضغائن، فكم نحتاج مثل ذلك الشيخ الشهيد في واقعنا.

إن هذه الكلمات القليلة في حق شيخنا الحبيب الشهيد رحمه الله، لا توفيه حقه، فقد كان له فضل كبير علي في دراستي، وبعد التخرج كنت أتواصل معه خلال دراستي الماجستير في الأردن، كنت أستشيره في كثير من الأمور وأتواصل معه وقد كان مهتماً حريصاً على المواعيد ولم يكن يترك أي فرصة بإمكانه أن يفيدني إلا وفعل. لقد حزنا لفقدان د. سالم حسن الكندري وأ. د. وليد العلي خلال فترة بسيطة، وقد كانت هذه الأخبار الحزينة ثقيلة علينا طلبة قسم العقيدة والدعوة سابقاً في كلية الشريعة.

وهذه الكلمات لمحات بسيطة في إطلالتي على موسوعة الجمال لشيخنا الشهيد وليد العلي... نعم إنه والله موسوعة الجمال في علمه وأخلاقه وجهوده وغير ذلك والكمال لله وحده. فعسى الله أن يزيد من أمثاله وعسى أن يوفقنا أن نتعلم من موسوعة الجمال لشيخنا الشهيد... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي