سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «زيده وارحم عبيده»

تصغير
تكبير
كلمات طيبات كنا نرددها قديماً عند نزول المطر وانهماره، فالرجل وهو ممسك بمعوله يقول: «زيده وارحم عبيده»، وهو ينشط في أداء أعماله، والمرأة وهي ممسكة بـ «زبيلها»، أو واضعة على رأسها «بقشة البحر» لسان حالها يقول: «زيده وارحم عبيده»، والناس في بيوتهم البسيطة، وفي عششهم يقولون: «زيده وارحم عبيده»، حتى الذين خرجوا من بيوتهم وسكنوا المدارس، نظراً لعدم صلاحية بيوتهم للسكنى في ذلك الوقت، يقولون: «زيده وارحم عبيده»، حتى تحل مع الغيث البركات، والرحمة من الله العلي الكريم.
ونحن الآن في هذه الديرة الرغدة التي منحها الله الكريم الخير، وجعل النعمة تتغلغل في ربوعها، دعنا عزيزي القارئ الكريم نقول مع نزول الخير والبركة: «زيده وارحم عبيده» حتى تنزل قطراته في بعض العيون لتنظر إلى مشاهد الخير، والجمال، والرحمة، والرخاء، وتشكر الله على نعمائه. لتنزل هذه القطرات المباركات على بعض القلوب القاسية، التي هي أقسى من الحجر، وإن من الحجر لما يتفجر منه الأنهار، أو يخرج منه الماء، فتكون رحيمة عطوفة، تكن الخير للآخرين، وتسدي لهم خيراً جميلاً.
«زيده وارحم عبيده» حتى تنزل هذه القطرات الطيبات على الأذهان فتجعلها تفكر من أجل الوطن، وإسعاد أهله. «زيده وارحم عبيده» حتى ينزل الغيث فيبلل الأيدي لتكون قوية، ومتماسكة، في بناء صرح هذه الديرة الطيبة. «زيده وارحم عبيده» حتى ينمو الخير في ربوع هذا الوطن الحبيب.

ودعنا عزيزي القارئ ننشد مع الأديب:
تفكر في ربوع الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين ناظرات
على أحداقها ذهب سبيك
على صفد الزبرجد شاهدات
بأن الله ليس له شريك
ونقول تبارك الله أحسن الخالقين.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي