دعوات لتبني الدولة قانون «الزوجة الثانية» بحوافز مادية للارتباط بـ«من فاتها القطار»
العنوسة شبح يُطارد النساء... فهل يأتي «التعدّد» بفارس الأحلام ؟!
خضر البارون
عبدالله الشريكة
أنوار الحمد
فاطمة الزيد
خضر البارون: التعدد حل مناسب للعنوسة ولكنه قد يؤدي لإهمال الزوج بيته الأول
عبدالله الشريكة: تعدد الزوجات عمل صالح يؤجر فاعله إن كانت نيته محاربة العنوسة
أنوار الحمد: لا أؤيد الفكرة فقد تؤدي لطلاق «الأولى» والحل بعدم الزواج من أجنبية
فاطمة الزيد: زيادة قرض الزواج لتشجيع الشباب على الإقتران بزوجة واحدة فقط
عبدالله الشريكة: تعدد الزوجات عمل صالح يؤجر فاعله إن كانت نيته محاربة العنوسة
أنوار الحمد: لا أؤيد الفكرة فقد تؤدي لطلاق «الأولى» والحل بعدم الزواج من أجنبية
فاطمة الزيد: زيادة قرض الزواج لتشجيع الشباب على الإقتران بزوجة واحدة فقط
العنوسة، شبح مخيف يطارد نساء اليوم، حتى بات يشكل هاجساً مُقلقاً لدى العديد منهن، يزداد وقعه كلما تقدمن بالعمر دون أن يصل فارس الأحلام سواء أكان راكباً جواده الأبيض أو حتى ماشياً، فيما تزداد الطروحات لحل المشكلة، ليطل على استحياء التسويق لتعدد الزوجات.
حالة من القلق تنتاب الفتيات في ظل تزايد أعداد «العوانس» اللاتي يشكلن ما يقارب 30 في المئة من المجتمع النسائي بحسب الإحصائيات الرسمية، تقابلها نظرة المجتمع وتوصيفاته القاسية لهن، تجعل من هذه الحالة مشكلة اجتماعية حقيقية تستوجب معالجتها.
وينطلق البعض، في محاولتهم لحل هذه المشكلة، من أهمية تعزيز «تعدد الزوجات» الذي قل الإقبال عليه في مجتمعاتنا مع تزايد تعقيدات الحياة، فيرى هؤلاء أن تتبنى الدولة قانوناً يعالج قضية العنوسة من هذا الجانب، وذلك عبر تحفيز المواطن بالزواج بالثانية - العانس التي بلغت من العمر مبلغاً وأصبحت فرصها في الزواج نادرة - بحيث يتم منح المواطن تحفيزاً مالياً يمكنه من الزواج من عانس ضمن شروط معينة.
«الراي» طرحت هذه القضية على بساط البحث بين عدد من المتخصصين، فانقسمت الآراء ما بين مطالب بتعدد الزوجات ومعارض، حيث اعتبر أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون أن الزواج من امرأة ثانية من شأنه أن يساهم في تقليل العنوسة ويحفظ المجتمع، لكننا أحياناً نجد من خلال الممارسات عدم مراعاة الرجل لحقوق الزوجة الأولى، حيث نرى إهمالاً للزوجة وللأبناء على المستوى المادي والمعنوي، ولاسيما أن الزوجة الثانية من الممكن أن تعامل زوجها بشكل أفضل من الأولى.
وشدد البارون على ضرورة أن يكون هناك رضا من قبل الزوجة الأولى في حال أراد الرجل الزواج من امرأة ثانية، مبيناً أن من يستطيع الزواج لا يحتاج إلى تشجيع من الدولة، لافتاً إلى أن الرجل المقتدر ومن يتمكن أن يعدل بين زوجاته ويدير البيت بهدوء وسلام ومسؤولية من الممكن أن يكون هو الشخص المناسب للزواج من امرأة ثانية.
وزاد قائلاً «يجب علينا ألا نطلق كلمة العنوسة على المرأة غير المتزوجة، خصوصاً وأن هذه الكلمة تؤذيها وتقطعها من الداخل وأن نترك المجال للفتاة لتقرر ما تريد، فقد تكون هناك أسباب كثيرة لعدم زواجها، منها الشكل أو تحصيلها العلمي أو أنها بالفعل تريد أن تكون (Single) من دون زواج»، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأمثلة لفتيات غير متزوجات قدمن الكثير لبلدانهن، وأنجزن وبرزن ولهن أسماء رنانة، مضيفاً «من تُرد أن تكون زوجة ثانية تستطع ذلك، كما أن هناك لجاناً خيرية من الممكن أن تساعدها في إيجاد زوج مناسب لها».
من جانبه، قال أمين سر اللجنة العليا للوسطية بوزارة الاوقاف الدكتور عبدالله الشريكة «التعدد في الزوجات» عمل صالح يؤجر عليه المواطن لاسيما وإذا كانت في نية «القضاء على مشكلة العنوسة». ودعا الشريكة إلى تعدد الزوجات للقضاء على مشكلة «العنوسة» مضيفاً إذا لم يكن هناك تعدد «من أين سنحضر رجالاً للنسوة». وقال إن رب العالمين حين شرع بالتعدد، هو يعلم أنه سيأتي زمان يحتاج الناس فيه للتعدد» مؤكدا أن «الكثير من الأصوات النسائية تنادي بالتعدد، وهو الحل الجذري للمشكلة والوقائي بالمستقبل». ويضيف «حين تدعم الدولة مشروع التعدد من خلال تقديم التسهيلات للمواطن هو أمر طيب، وسيساهم في حل مشكلة العنوسة».
بدورها، قالت استشارية العلاقات الزوجية أنوار الحمد «لا أؤيد التركيز على حل ظاهري لهذه المسألة، في حين أننا من الممكن أن نساهم من خلال هذه الفكرة بارتفاع نسب الطلاق بسبب عدم تقبل الزوجة الأولى، مشيرة إلى أن هذا الحل قد يكون تحفيزياً في الظاهر لكن في المقابل نجد عدم قدرة الرجل في العدل بين الزوجتين مما يؤدي إلى آثار نفسية وعدم القدرة على التربية ويكون الرجل تحت ضغط تلبية احتياجات أسرتين، ليس في الجانب المادي فقط بل أيضاً في الجانب المعنوي والتربوي».
ولحل مشكلة العنوسة شددت الحمد على أهمية تشجيع الشباب للزواج من «بنات ديرتهم»، والتشجيع من خلال تقديم الحوافز للزواج المبكر، علاوة على ضرورة عمل برامج وحملات توعوية للزواج وأهميته.
بدورها، رفضت فاطمة الزيد تحفيز المواطن للزواج من امرأة ثانية عانس، لافتة إلى أنه من الممكن أن نستبدل هذا المقترح من خلال زيادة قرض الزواج للشباب وتشجيعهم على الزواج فقط كزوجة أولى، مضيفة «نعم، إن الدين أتاح للرجل الزواج من 4 زوجات لكن هناك أكثر من طريقة لحل مشكلة العنوسة في الكويت ومنها التخلص من العادات والتقاليد القديمة المتعلقة بالأصل والنسب والبلد، واتباع توجيهات الدين خصوصاً في تزويج الشاب الذي يتحلى بالخلق والدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)»، مشددة على أهمية تقليل تكاليف الزواج التي تضطر الشاب الكويتي أحياناً إلى الزواج من غير الكويتية لتوفير نفقات الزواج كالعرس والإيجار.
ولفتت الزيد إلى أن الكثير من الشباب يعيشون في هذه الأيام وضعاً مادياً صعباً، يواجهون من خلاله جملة إشكاليات؛ بداية من البحث عن مسكن مناسب، مروراً بوظيفة تضمن لهم راتباً شهرياً ثابتاً يناسب متطلبات الحياة، انتهاء بتكاليف الزواج التي أصبحت مرتفعة بشكل جنوني، وكل هذه المشكلات كفيلة بانتشار نسبة العنوسة وعدم التفكير من الأساس في الزواج، فمن الصعب في هذه الأيام تحمل الشاب نفقات نفسه فكيف يستطيع تحمل نفقات بيت وأسرة؟
بدوره رأى أبو سالم انه «من الممكن أن يتم حل مشكلة العنوسة بالمجتمع إذا كان هناك قانون يقلل من غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة التي تكون عائقا كبيرا على شاب وحاجزا بينه وبين الزواج، فإذا كان لابد من وضع قانون فأفضل قانون هو ما يساعد الشاب ويدفعه للزواج وهذا الشيء سيكون حلا لمشكلة العنوسة في المجتمع، بعيداً عن إيجاد مشكلة أخرى بالتفكك الأسري بسبب تعدد الزوجات».
من جانبها، اعتبرت أم خالد التي رفضت التصوير أن العنوسة ارتفعت بسبب هاجس الخوف لدى الرجل من الزوجة الأولى، مؤكدة أن إحصائيات ضرب الزوجات للزوجها خير دليل على أنه «بالمشمش أن يتزوج الرجل مهما كانت التسهيلات على زوجته بهدف القضاء على مشكلة العنوسة»!
حالة من القلق تنتاب الفتيات في ظل تزايد أعداد «العوانس» اللاتي يشكلن ما يقارب 30 في المئة من المجتمع النسائي بحسب الإحصائيات الرسمية، تقابلها نظرة المجتمع وتوصيفاته القاسية لهن، تجعل من هذه الحالة مشكلة اجتماعية حقيقية تستوجب معالجتها.
وينطلق البعض، في محاولتهم لحل هذه المشكلة، من أهمية تعزيز «تعدد الزوجات» الذي قل الإقبال عليه في مجتمعاتنا مع تزايد تعقيدات الحياة، فيرى هؤلاء أن تتبنى الدولة قانوناً يعالج قضية العنوسة من هذا الجانب، وذلك عبر تحفيز المواطن بالزواج بالثانية - العانس التي بلغت من العمر مبلغاً وأصبحت فرصها في الزواج نادرة - بحيث يتم منح المواطن تحفيزاً مالياً يمكنه من الزواج من عانس ضمن شروط معينة.
«الراي» طرحت هذه القضية على بساط البحث بين عدد من المتخصصين، فانقسمت الآراء ما بين مطالب بتعدد الزوجات ومعارض، حيث اعتبر أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون أن الزواج من امرأة ثانية من شأنه أن يساهم في تقليل العنوسة ويحفظ المجتمع، لكننا أحياناً نجد من خلال الممارسات عدم مراعاة الرجل لحقوق الزوجة الأولى، حيث نرى إهمالاً للزوجة وللأبناء على المستوى المادي والمعنوي، ولاسيما أن الزوجة الثانية من الممكن أن تعامل زوجها بشكل أفضل من الأولى.
وشدد البارون على ضرورة أن يكون هناك رضا من قبل الزوجة الأولى في حال أراد الرجل الزواج من امرأة ثانية، مبيناً أن من يستطيع الزواج لا يحتاج إلى تشجيع من الدولة، لافتاً إلى أن الرجل المقتدر ومن يتمكن أن يعدل بين زوجاته ويدير البيت بهدوء وسلام ومسؤولية من الممكن أن يكون هو الشخص المناسب للزواج من امرأة ثانية.
وزاد قائلاً «يجب علينا ألا نطلق كلمة العنوسة على المرأة غير المتزوجة، خصوصاً وأن هذه الكلمة تؤذيها وتقطعها من الداخل وأن نترك المجال للفتاة لتقرر ما تريد، فقد تكون هناك أسباب كثيرة لعدم زواجها، منها الشكل أو تحصيلها العلمي أو أنها بالفعل تريد أن تكون (Single) من دون زواج»، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأمثلة لفتيات غير متزوجات قدمن الكثير لبلدانهن، وأنجزن وبرزن ولهن أسماء رنانة، مضيفاً «من تُرد أن تكون زوجة ثانية تستطع ذلك، كما أن هناك لجاناً خيرية من الممكن أن تساعدها في إيجاد زوج مناسب لها».
من جانبه، قال أمين سر اللجنة العليا للوسطية بوزارة الاوقاف الدكتور عبدالله الشريكة «التعدد في الزوجات» عمل صالح يؤجر عليه المواطن لاسيما وإذا كانت في نية «القضاء على مشكلة العنوسة». ودعا الشريكة إلى تعدد الزوجات للقضاء على مشكلة «العنوسة» مضيفاً إذا لم يكن هناك تعدد «من أين سنحضر رجالاً للنسوة». وقال إن رب العالمين حين شرع بالتعدد، هو يعلم أنه سيأتي زمان يحتاج الناس فيه للتعدد» مؤكدا أن «الكثير من الأصوات النسائية تنادي بالتعدد، وهو الحل الجذري للمشكلة والوقائي بالمستقبل». ويضيف «حين تدعم الدولة مشروع التعدد من خلال تقديم التسهيلات للمواطن هو أمر طيب، وسيساهم في حل مشكلة العنوسة».
بدورها، قالت استشارية العلاقات الزوجية أنوار الحمد «لا أؤيد التركيز على حل ظاهري لهذه المسألة، في حين أننا من الممكن أن نساهم من خلال هذه الفكرة بارتفاع نسب الطلاق بسبب عدم تقبل الزوجة الأولى، مشيرة إلى أن هذا الحل قد يكون تحفيزياً في الظاهر لكن في المقابل نجد عدم قدرة الرجل في العدل بين الزوجتين مما يؤدي إلى آثار نفسية وعدم القدرة على التربية ويكون الرجل تحت ضغط تلبية احتياجات أسرتين، ليس في الجانب المادي فقط بل أيضاً في الجانب المعنوي والتربوي».
ولحل مشكلة العنوسة شددت الحمد على أهمية تشجيع الشباب للزواج من «بنات ديرتهم»، والتشجيع من خلال تقديم الحوافز للزواج المبكر، علاوة على ضرورة عمل برامج وحملات توعوية للزواج وأهميته.
بدورها، رفضت فاطمة الزيد تحفيز المواطن للزواج من امرأة ثانية عانس، لافتة إلى أنه من الممكن أن نستبدل هذا المقترح من خلال زيادة قرض الزواج للشباب وتشجيعهم على الزواج فقط كزوجة أولى، مضيفة «نعم، إن الدين أتاح للرجل الزواج من 4 زوجات لكن هناك أكثر من طريقة لحل مشكلة العنوسة في الكويت ومنها التخلص من العادات والتقاليد القديمة المتعلقة بالأصل والنسب والبلد، واتباع توجيهات الدين خصوصاً في تزويج الشاب الذي يتحلى بالخلق والدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)»، مشددة على أهمية تقليل تكاليف الزواج التي تضطر الشاب الكويتي أحياناً إلى الزواج من غير الكويتية لتوفير نفقات الزواج كالعرس والإيجار.
ولفتت الزيد إلى أن الكثير من الشباب يعيشون في هذه الأيام وضعاً مادياً صعباً، يواجهون من خلاله جملة إشكاليات؛ بداية من البحث عن مسكن مناسب، مروراً بوظيفة تضمن لهم راتباً شهرياً ثابتاً يناسب متطلبات الحياة، انتهاء بتكاليف الزواج التي أصبحت مرتفعة بشكل جنوني، وكل هذه المشكلات كفيلة بانتشار نسبة العنوسة وعدم التفكير من الأساس في الزواج، فمن الصعب في هذه الأيام تحمل الشاب نفقات نفسه فكيف يستطيع تحمل نفقات بيت وأسرة؟
بدوره رأى أبو سالم انه «من الممكن أن يتم حل مشكلة العنوسة بالمجتمع إذا كان هناك قانون يقلل من غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة التي تكون عائقا كبيرا على شاب وحاجزا بينه وبين الزواج، فإذا كان لابد من وضع قانون فأفضل قانون هو ما يساعد الشاب ويدفعه للزواج وهذا الشيء سيكون حلا لمشكلة العنوسة في المجتمع، بعيداً عن إيجاد مشكلة أخرى بالتفكك الأسري بسبب تعدد الزوجات».
من جانبها، اعتبرت أم خالد التي رفضت التصوير أن العنوسة ارتفعت بسبب هاجس الخوف لدى الرجل من الزوجة الأولى، مؤكدة أن إحصائيات ضرب الزوجات للزوجها خير دليل على أنه «بالمشمش أن يتزوج الرجل مهما كانت التسهيلات على زوجته بهدف القضاء على مشكلة العنوسة»!