مثقفون بلا حدود

القدس في وجدان كويتي (5 من 9)

No Image
تصغير
تكبير
ما زلنا مع المصادر الفلسطينية المتعددة والمتنوعة حول القدس وعروبتها؛ ولتفنيد مزاعم اليهود و دحض حججهم الواهية، نستشهد بما ذكره الدكتور رائف يوسف نجم، حول (بطن يبوس)، وكيف استقر في فلسطين قبل أن يصلها بنو إسرائيل، حيث يقول: «اليبوسيون هم بناة القدس الأولون، وكانت تسمى في عهدهم (يبوس) وهم نزحوا عن الجزيرة العربية مع القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها، واستوطنوا هذه الديار حوالي سنة (3000) قبل الميلاد. أما بنو إسرائيل فقد خرجوا من مصر في عهد فرعونها رمسيس الثاني متوجهين إلى فلسطين سنة (1350) قبل الميلاد مع النبي موسى عليه السلام، أي بعد أن استوطنها اليبوسيون بـ (1650) عاما تقريبا، وتاهوا في صحراء سيناء مدة أربعين عاما، ثم دخلوا جنوبي مدينة الخليل، وعندما حاولوا التقدم إلى الشمال اصطدموا مع بني كلاب وبني عناق الذين اشتهروا بالجرأة وعدم الخوف كما حدّثت بذلك الموسوعة البريطانية (الجزء 13 صفحة 44)»أ.هـ.

ولنكن أكثر دقـة وبحثـاً ودراسة؛ فلنستشهد بما أعـدّه الدكتور جاد إسحق، والدكتور نائل سلمان حيث قالا «يعود تاريخ القدس إلى آلاف السنين، ويرجعه بعض المؤرخين إلى ما يزيد على عشرة آلاف سنة، وقد سكنها الكنعانيون قبل عام 3000 قبل الميلاد. وتشير الحفريات الأثرية والمصادر التاريخية إلى وجود متواصل للشعوب العربية في القدس من آرميين وكنعانيين وعموريين ويبوسيين. أما اليهود فقد جاؤوا في فترة لاحقة ولم يتمكنوا من السيطرة على القدس في إطار دولة موحدة لأكثر من سبعين عاماً، وكان العموريون أول من سكن منطقة القدس، وأصبحت القدس مدينة في عهد اليبوسيين العرب، وكان اسمها»يبوس«أو»سالم«وهو الاسم الأكثر شيوعا. واكتسبت المدينة أسماء كثيرة بعد ذلك من»أور سالم«عند الأكاديين وتعني»مدينة السلام«، إلى»أوشامام«عند المصريين، وإلى»يروشالايم«عند اليهود، إلى»هيروسوليما«عند اليونان إلى»إيليا كابيتولينا«عند الرومان، وأخيراً»بيت المقدس«أو»القدس«وتعني الطهارة». وتذكر التوراة أن سبعة شعوب كانت تسكن في القدس حين هاجمها الملك اليهودي داود عام 980 ق. م، وهي: العموريون والكنعانيون والجرجاثيون والفرزيون والحثيون والحواريون، وأغلبها شعوب عربية«. أما الفلسطينيون»، فقد جاؤوا من جزر اليونان، من جزيرة «كريت تحديدا. وكانوا قد بسطوا حكمهم على الساحل منذ عام 1200 ق. م. واندمجوا مع الشعوب العربية»أ.هـ.

ويقدم الباحث يحيى فرحان دليلا آخر على أن اليهود لم يمكثوا في هذه الأرض سوى ثلاث وسبعين سنة فقط ثم خرجوا منها مذمومين مدحورين «استمرت المدينة المقدسة تحمل الاسم الكنعاني العربي منذ 300 سنة ق. م (سواء مدينة السلام، أو مدينة يبوس أو أورشليم أو القدس أو بيت المقدس) وحتى الوقت الحالي. وعندما تمكن داود بن عيسى اليهودي من الاستيلاء على يبوس (نحو 997 أو 1000 ق.م) غير اسمها الكنعاني العربي إلى (مدينة داود) ولم يستمر النفوذ السياسي لليهود على القدس أكثر من 73 سنة، وانتهى اسم (مدينة داود) بانتهاء نفوذ اليهود ليعود إليها اسمها الكنعاني أورشليم أو القدس أو بيت المقدس في عهد الرومان لتنقطع صلة اليهود بالقدس وفلسطين مدة ثمانية عشر قرنا متواصلة. ولم يسكن القدس بعد عام 135 م. يهودي واحد. واستمر هذا الوضع حتى عام 1855 م حينما نجح (منتغوري) في الحصول على فرمان من السلطات العثمانية سمح بموجبه لليهود بشراء أول قطعة أرض في القدس حيث أقيم عليها حي سكني يهودي في فلسطين وفي القدس بالذات»أ.هـ.

أما حصن يبوس، فيحدثنا عنه قائلا«حصن يبوس أو حصن صهيون، بناه اليبوسيون على جبل صهيون في مدينة القدس، وكان من أقوى الحصون والقلاع، استولى اليهود على حصن صهيون في عهد داود الذي اتخذ أورشليم عاصمة له وأطلق على الحصن اسم (مدينة داود) وكان أكثر سكان المدينة في عهده من اليبوسيين والكنعانيين والعمريين والفلسطينيين. وقد ازدهرت المدينة في عهد خليفته سليمان الذي شيد الهيكل بمساعدة المعماريين الفنيقيين»أ.هـ.

نخلص من ذلك كله بأن القدس عربية المنشأ عربية الأصل عربية العرق عربية الحضارة، عربية التراث، عربية الموروث، يجب علينا الدفاع عنها، والذود عن حماها.

* كاتب وباحث لغوي كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي