حوار / كشف عن انضمامه لصفوف المجاهدين في حربهم ضد الاتحاد السوفياتي السابق وتدرجه في العمل الديبلوماسي
السفير الأفغاني لـ«الراي»: الأمير قادر على جمع المعارضة بالحكومة لإعادة الأمن والسلام لبلادي
منجل حسين
السفير الأفغاني متحدثاً للزميل خالد الشرقاوي (تصوير بسام زيدان)
الكويت كانت أحد الداعمين للمجاهدين الأفغان في جهادهم الأصغر ضد الغزو السوفياتي
لأشقائنا الكويتيين الأولوية في الفرص الاستثمارية وندرس إنشاء جمعية صداقة بين البلدين
الحرب الأفغانية جعلت البعض يعتقد أن بلادنا مجرد صحراء ومقاتلين مُلثمين
الجهاد الأكبر في بلادنا حالياً يتمثل في إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية
نشكر الكويت على حسن معاملة الجالية الأفغانية ونسعى لتسهيلات أكبر لحضور المزيد
علاقاتنا طيبة مع كافة دول الخليج ونتمنى أن تهدأ الأمور وتحل الأزمة الخليجية
لأشقائنا الكويتيين الأولوية في الفرص الاستثمارية وندرس إنشاء جمعية صداقة بين البلدين
الحرب الأفغانية جعلت البعض يعتقد أن بلادنا مجرد صحراء ومقاتلين مُلثمين
الجهاد الأكبر في بلادنا حالياً يتمثل في إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية
نشكر الكويت على حسن معاملة الجالية الأفغانية ونسعى لتسهيلات أكبر لحضور المزيد
علاقاتنا طيبة مع كافة دول الخليج ونتمنى أن تهدأ الأمور وتحل الأزمة الخليجية
في أول لقاء يجريه مع صحيفة كويتية منذ تسلمه مهام عمله في الكويت قبل ثلاثة أشهر، لم يتردد سفير أفغانستان لدى الكويت منجل حسين عن فتح قلبه بكل صراحة للحديث عن تاريخ بلاده معتبراً نفسه مختلفاً عن أي سفير غيره كونه بعد حصوله على شهادة الماجستير في بريطانيا العام 1978 دون أن يكمل مسيرته العلمية وعاد إلى بلاده للانضمام إلى صفوف المجاهدين الأفغان للدفاع عنها ضد الغزو السوفيتي آنذاك وتدرج في المناصب معهم حتى وصل لمكانة كبيرة بينهم.
وأكد السفير الأفغاني أنهم استطاعوا هزيمة الاتحاد السوفيتي نظراً لدعم العالم الإسلامي للحق الأفغاني في الدفاع عن أراضيه، لافتاً إلى أن الكويت لعبت دوراً كبيراً حينذاك وكانت أحد الداعمين للمجاهدين الأفغان في جهادهم الأصغر ضد الغزاة.
واستذكر حسين الذي يتحدث 5 لغات رئيسة بالإضافة لإتقانه التركية واليابانية والماليزية، بصورة حزينة ما مر على بلاده من أحداث مأسوية خلال الحرب بعد أن كانت من أكثر الدول أمناً وأماناً في المنطقة، مستنكراً كل ما يُقال عن بلاده أنها صحراء تعج بالمقاتلين المُلثمين فقط، مؤكداً على أن الحرب هي ما جعلت البعض يعتقد ذلك.
وتمنى السفير الأفغاني في حوار مع «الراي» أن تتدخل الكويت لتسريع عودة الأمن في بلاده، لافتاً إلى أن سمو أمير البلاد قائد الإنسانية يتمتع بالكثير من الحكمة والعلاقات الخارجية الجيدة ومعروف بشكل جيد للمجتمع الأفغاني والعالم أجمع ويمكنه أن يجمع المعارضة مع الحكومة على طاولة الحوار بحكمته المعهودة ليعيد الأمن والسلام في أفغانستان.
ودعا السفير الأفغاني المستثمرين الكويتيين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكثيرة في العديد من المجالات المتوافرة حيث إن لهم الأولوية في ذلك بعد طلب بعض البلدان الحصول على فرص استثمارية في بلاده.
وإلى نص الحوار:
• كيف تقيم العلاقات الثنائية بين أفغانستان والكويت؟
- العلاقات بين البلدين جيدة جداً ونعمل على تطويرها وتقويتها باستمرار كوننا بلدين صديقين وإسلاميين لدينا العديد من القواسم المشتركة في الدين والثقافة والمواقف السياسية المتشابهة أيضاً، وتعود علاقاتنا إلى ستينات القرن الماضي.
• كم عدد أفراد الجالية الأفغانية في الكويت؟
- ليس لدينا إحصائية دقيقة ولكنهم يتراوحون ما بين 15 و20 ألفاً وبعضهم موجودون في الكويت منذ أكثر من 40 سنة وهم مرتاحون جداً بإقامتهم في الكويت ويعاملون بطريقة جيدة من الحكومة والشعب الكويتي، ونحن نشكر الكويت على السماح لهم بالعمل لدعم عوائلهم في أفغانستان.
• هل هناك زيارات متوقعة بين مسؤولي البلدين؟
- كانت هناك زيارات عدة بين مسؤولي بلدينا فالرئيس السابق حامد كرزاي زار الكويت في العام 2013، وهناك العديد من الوفود المتبادلة بين البلدين التي تعمل على تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية، ونعمل على إنشاء جمعية صداقة كويتية أفغانية.
• ما خططك لتطوير العلاقات بين البلدين؟
- عندما كنا نحارب العدو السوفيتي كانت تسمى حربنا بالجهاد الأصغر ولكننا الآن في مرحلة الجهاد الأكبر وهي عملية إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية في أفغانستان، حيث إنها عانت الكثير جراء الحروب ودمرت معظم بنيتها التحتية، ولذلك نحن بحاجة لدعم من أشقائنا ومشاركتهم في هذا الجهاد الأكبر، فبلادنا بحاجة إلى محطات كهرباء ومستشفيات ومدارس وهناك فرص كبيرة للمستثمرين الكويتيين في هذه المجالات، كما إنني سأعمل للحصول على تسهيلات أكبر لحضور العمالة الأفغانية للعمل في الكويت.
• هل ما زالت تأشيرات الأفغان متوقفة ؟
- المشكلة ما تزال قائمة ولكن كما شاهدت هناك بعض الأفغان حضروا للكويت وحصلوا على وظائف في بعض الشركات لذلك لا نستطيع أن نقول إنها متوقفة بالكامل، كما إننا نرغب بحضور المستثمرين الكويتيين لبلادنا وحكومتنا على استعداد لتقديم كافة التسهيلات لهم.
• ما موارد الدخل الرئيسة في أفغانستان؟
- أفغانستان بلد كبير وغني بالموارد والزراعة وصناعات التعدين والحرف اليدوية كما تتمتع بموارد طبيعية متنوعة وأحجار كريمة ونادرة ومن الممكن أن يستفيد المستثمر الكويتي منها.
• هل هناك تبادل تجاري بين البلدين؟
- حسب ما أعتقد لا يوجد ولكن هناك بعض المشغولات والمنتجات الأفغانية تأتي للكويت ولكن ليس بشكل مباشر، ولذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين رجال الأعمال في كلا بلدينا بما يعود على مصلحة البلدين.
• لماذا تطالبون المستثمرين بالتوجه إلى أفغانستان رغم عدم استتباب الأمن بها؟
-أنا متأكد أن الأمن والأمان سيعود إلى أفغانستان ولدينا مناطق آمنة جداً ونحن نرى اهتمام العديد من الدول في الاستثمار لدينا ولكننا نريد إعطاء الأولوية لأشقائنا في منطقة الخليج وبالذات الكويتيون والذي أؤكد عليه مرة أخرى أن حكومتنا ستعمل على أمن استثماراتهم، هناك بعض المشاكل لدينا ما تزال في بعض المناطق ولكننا واثقون أنها ستنتهي قريباً، فالاستثمارات تعني فرص عمل وهذا سيساعد على سرعة إعادة الأمن الكامل في أفغانستان.
ونتمنى أن تتدخل الكويت في هذا الأمر لكي يعود الأمن لأفغانستان، فسمو الأمير قائد الانسانية يتمتع بالكثير من الحكمة والعلاقات الخارجية الجيدة ومعروف بشكل جيد للمجتمع الأفغاني والعالم أجمع ويمكنه أن يجمع المعارضة مع الحكومة على طاولة الحوار بحكمته المعهودة ليعيد الأمن والسلام في أفغانستان.
• هل تتوقعون تصاعد الأحداث لديكم بعد هزيمة داعش في العراق واحتمالية ذهاب مقاتلين إليها؟
- أنتم تعلمون تاريخ أفغانستان عبر العصور فهي دولة لم تحتل قط من أي قوة في العالم وكانت على الدوام مقبرة للغزاة ابتداء من المنغوليين إلى الاسكندر الأعظم والاتحاد السوفيتي أخيراً، فالافغان أمة فخورة بنفسها ولديها كبرياؤها ولم تركع يوماً أمام أي قوة، وربما يأتي هؤلاء المقاتلون إلى أفغانستان ولكنهم لن ينجحوا أبداً.
• ماذا عن علاقاتكم مع الدول المجاورة لكم؟
- أفغانستان تود ان تكون علاقاتها ودية وحميمة مع جميع جيرانها ولا ترغب في التدخل في شؤونهم الداخلية كما ترغب في ألا يتدخلوا هم في شؤونها الداخلية، ولم تكن يوماً أفغانستان مصدر تهديد لأي من جيرانها ونتوقع نفس الشيء منهم.
• أفغانستان في مخيلة البعض عبارة عن صحارى ومقاتلين مُلثمين وتجار مخدرات ما مدى صحة هذا الانطباع ؟
- هذا الكلام غير صحيح أبداً ولا أتفق معه، فهي كانت من أكثر دول العالم أمناً قبل الغزو السوفيتي السابق، ويمكنكم سؤال سمو الشيخ ناصر المحمد فقد كان سفيراً غير مقيم لمملكة أفغانستان عندما كان يشغل منصب السفير الكويتي في طهران، فأفغانستان بلد جميل جداً مساحته 650 ألف كيلومتر مربع ويحتوي على العديد من الجبال والسهول والوديان والأنهار والبحيرات والغابات والصحارى وهي غنية بالمنتجات الزراعية والفواكه المتنوعة والثروة الحيوانية، وتعتبر أفغانستان إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة، وذات موقع جيوستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا.
• هل تعتقدون أن الأزمة الخليجية تؤثر على علاقاتكم مع دول الخليج؟
- نحن كأمة أفغانية لدينا علاقات طيبة مع جميع دول المنظومة الخليجية والدول العربية والإسلامية ونتمنى أن تهدأ الأمور وتحل وبلادنا تدعم وبشدة جهود سمو أمير البلاد لتسوية وحل هذه الأزمة بين الأشقاء.
مذنب بحق نفسه ودينه
أوضح السفير الأفغاني أنه لم يتمكن من متابعة دراسته بعد حصوله على شهادة الماستر في بريطانيا لأن الاتحاد السوفيتي غزا بلاده وإن لم يشارك في الجهاد لصد هذا العدوان فسيكون مذنباً بحق نفسه ودينه «على حد تعبيره».
وأضاف انه عاد إلى أفغانستان وانضم لصفوف المجاهدين بعد أن قُتل أخوه وعمه وبعض أقاربه في الحرب التي تسببت في مقتل حوال مليون ونصف أفغاني، وانه لعب دوراً كبيراً مع المجاهدين، وأصبح الناطق الرسمي باسم المجاهدين الأفغان وبعدها رئيساً للمكتب الدولي للمجاهدين الأفغان ومن ثم أول سفير للمجاهدين في كوالالمبور وتسلم منصب رئيس إدارة المراسم في وزارة الخارجية الأفغانية في العام 1989 ثم وزيراً للري وحماية البيئة في 2001 ووزير الدولة لشؤون الأفغان القاطنين خارج حدود البلد من 2002 وحتى 2007.
وأكد السفير الأفغاني أنهم استطاعوا هزيمة الاتحاد السوفيتي نظراً لدعم العالم الإسلامي للحق الأفغاني في الدفاع عن أراضيه، لافتاً إلى أن الكويت لعبت دوراً كبيراً حينذاك وكانت أحد الداعمين للمجاهدين الأفغان في جهادهم الأصغر ضد الغزاة.
واستذكر حسين الذي يتحدث 5 لغات رئيسة بالإضافة لإتقانه التركية واليابانية والماليزية، بصورة حزينة ما مر على بلاده من أحداث مأسوية خلال الحرب بعد أن كانت من أكثر الدول أمناً وأماناً في المنطقة، مستنكراً كل ما يُقال عن بلاده أنها صحراء تعج بالمقاتلين المُلثمين فقط، مؤكداً على أن الحرب هي ما جعلت البعض يعتقد ذلك.
وتمنى السفير الأفغاني في حوار مع «الراي» أن تتدخل الكويت لتسريع عودة الأمن في بلاده، لافتاً إلى أن سمو أمير البلاد قائد الإنسانية يتمتع بالكثير من الحكمة والعلاقات الخارجية الجيدة ومعروف بشكل جيد للمجتمع الأفغاني والعالم أجمع ويمكنه أن يجمع المعارضة مع الحكومة على طاولة الحوار بحكمته المعهودة ليعيد الأمن والسلام في أفغانستان.
ودعا السفير الأفغاني المستثمرين الكويتيين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكثيرة في العديد من المجالات المتوافرة حيث إن لهم الأولوية في ذلك بعد طلب بعض البلدان الحصول على فرص استثمارية في بلاده.
وإلى نص الحوار:
• كيف تقيم العلاقات الثنائية بين أفغانستان والكويت؟
- العلاقات بين البلدين جيدة جداً ونعمل على تطويرها وتقويتها باستمرار كوننا بلدين صديقين وإسلاميين لدينا العديد من القواسم المشتركة في الدين والثقافة والمواقف السياسية المتشابهة أيضاً، وتعود علاقاتنا إلى ستينات القرن الماضي.
• كم عدد أفراد الجالية الأفغانية في الكويت؟
- ليس لدينا إحصائية دقيقة ولكنهم يتراوحون ما بين 15 و20 ألفاً وبعضهم موجودون في الكويت منذ أكثر من 40 سنة وهم مرتاحون جداً بإقامتهم في الكويت ويعاملون بطريقة جيدة من الحكومة والشعب الكويتي، ونحن نشكر الكويت على السماح لهم بالعمل لدعم عوائلهم في أفغانستان.
• هل هناك زيارات متوقعة بين مسؤولي البلدين؟
- كانت هناك زيارات عدة بين مسؤولي بلدينا فالرئيس السابق حامد كرزاي زار الكويت في العام 2013، وهناك العديد من الوفود المتبادلة بين البلدين التي تعمل على تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية، ونعمل على إنشاء جمعية صداقة كويتية أفغانية.
• ما خططك لتطوير العلاقات بين البلدين؟
- عندما كنا نحارب العدو السوفيتي كانت تسمى حربنا بالجهاد الأصغر ولكننا الآن في مرحلة الجهاد الأكبر وهي عملية إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية في أفغانستان، حيث إنها عانت الكثير جراء الحروب ودمرت معظم بنيتها التحتية، ولذلك نحن بحاجة لدعم من أشقائنا ومشاركتهم في هذا الجهاد الأكبر، فبلادنا بحاجة إلى محطات كهرباء ومستشفيات ومدارس وهناك فرص كبيرة للمستثمرين الكويتيين في هذه المجالات، كما إنني سأعمل للحصول على تسهيلات أكبر لحضور العمالة الأفغانية للعمل في الكويت.
• هل ما زالت تأشيرات الأفغان متوقفة ؟
- المشكلة ما تزال قائمة ولكن كما شاهدت هناك بعض الأفغان حضروا للكويت وحصلوا على وظائف في بعض الشركات لذلك لا نستطيع أن نقول إنها متوقفة بالكامل، كما إننا نرغب بحضور المستثمرين الكويتيين لبلادنا وحكومتنا على استعداد لتقديم كافة التسهيلات لهم.
• ما موارد الدخل الرئيسة في أفغانستان؟
- أفغانستان بلد كبير وغني بالموارد والزراعة وصناعات التعدين والحرف اليدوية كما تتمتع بموارد طبيعية متنوعة وأحجار كريمة ونادرة ومن الممكن أن يستفيد المستثمر الكويتي منها.
• هل هناك تبادل تجاري بين البلدين؟
- حسب ما أعتقد لا يوجد ولكن هناك بعض المشغولات والمنتجات الأفغانية تأتي للكويت ولكن ليس بشكل مباشر، ولذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين رجال الأعمال في كلا بلدينا بما يعود على مصلحة البلدين.
• لماذا تطالبون المستثمرين بالتوجه إلى أفغانستان رغم عدم استتباب الأمن بها؟
-أنا متأكد أن الأمن والأمان سيعود إلى أفغانستان ولدينا مناطق آمنة جداً ونحن نرى اهتمام العديد من الدول في الاستثمار لدينا ولكننا نريد إعطاء الأولوية لأشقائنا في منطقة الخليج وبالذات الكويتيون والذي أؤكد عليه مرة أخرى أن حكومتنا ستعمل على أمن استثماراتهم، هناك بعض المشاكل لدينا ما تزال في بعض المناطق ولكننا واثقون أنها ستنتهي قريباً، فالاستثمارات تعني فرص عمل وهذا سيساعد على سرعة إعادة الأمن الكامل في أفغانستان.
ونتمنى أن تتدخل الكويت في هذا الأمر لكي يعود الأمن لأفغانستان، فسمو الأمير قائد الانسانية يتمتع بالكثير من الحكمة والعلاقات الخارجية الجيدة ومعروف بشكل جيد للمجتمع الأفغاني والعالم أجمع ويمكنه أن يجمع المعارضة مع الحكومة على طاولة الحوار بحكمته المعهودة ليعيد الأمن والسلام في أفغانستان.
• هل تتوقعون تصاعد الأحداث لديكم بعد هزيمة داعش في العراق واحتمالية ذهاب مقاتلين إليها؟
- أنتم تعلمون تاريخ أفغانستان عبر العصور فهي دولة لم تحتل قط من أي قوة في العالم وكانت على الدوام مقبرة للغزاة ابتداء من المنغوليين إلى الاسكندر الأعظم والاتحاد السوفيتي أخيراً، فالافغان أمة فخورة بنفسها ولديها كبرياؤها ولم تركع يوماً أمام أي قوة، وربما يأتي هؤلاء المقاتلون إلى أفغانستان ولكنهم لن ينجحوا أبداً.
• ماذا عن علاقاتكم مع الدول المجاورة لكم؟
- أفغانستان تود ان تكون علاقاتها ودية وحميمة مع جميع جيرانها ولا ترغب في التدخل في شؤونهم الداخلية كما ترغب في ألا يتدخلوا هم في شؤونها الداخلية، ولم تكن يوماً أفغانستان مصدر تهديد لأي من جيرانها ونتوقع نفس الشيء منهم.
• أفغانستان في مخيلة البعض عبارة عن صحارى ومقاتلين مُلثمين وتجار مخدرات ما مدى صحة هذا الانطباع ؟
- هذا الكلام غير صحيح أبداً ولا أتفق معه، فهي كانت من أكثر دول العالم أمناً قبل الغزو السوفيتي السابق، ويمكنكم سؤال سمو الشيخ ناصر المحمد فقد كان سفيراً غير مقيم لمملكة أفغانستان عندما كان يشغل منصب السفير الكويتي في طهران، فأفغانستان بلد جميل جداً مساحته 650 ألف كيلومتر مربع ويحتوي على العديد من الجبال والسهول والوديان والأنهار والبحيرات والغابات والصحارى وهي غنية بالمنتجات الزراعية والفواكه المتنوعة والثروة الحيوانية، وتعتبر أفغانستان إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة، وذات موقع جيوستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا.
• هل تعتقدون أن الأزمة الخليجية تؤثر على علاقاتكم مع دول الخليج؟
- نحن كأمة أفغانية لدينا علاقات طيبة مع جميع دول المنظومة الخليجية والدول العربية والإسلامية ونتمنى أن تهدأ الأمور وتحل وبلادنا تدعم وبشدة جهود سمو أمير البلاد لتسوية وحل هذه الأزمة بين الأشقاء.
مذنب بحق نفسه ودينه
أوضح السفير الأفغاني أنه لم يتمكن من متابعة دراسته بعد حصوله على شهادة الماستر في بريطانيا لأن الاتحاد السوفيتي غزا بلاده وإن لم يشارك في الجهاد لصد هذا العدوان فسيكون مذنباً بحق نفسه ودينه «على حد تعبيره».
وأضاف انه عاد إلى أفغانستان وانضم لصفوف المجاهدين بعد أن قُتل أخوه وعمه وبعض أقاربه في الحرب التي تسببت في مقتل حوال مليون ونصف أفغاني، وانه لعب دوراً كبيراً مع المجاهدين، وأصبح الناطق الرسمي باسم المجاهدين الأفغان وبعدها رئيساً للمكتب الدولي للمجاهدين الأفغان ومن ثم أول سفير للمجاهدين في كوالالمبور وتسلم منصب رئيس إدارة المراسم في وزارة الخارجية الأفغانية في العام 1989 ثم وزيراً للري وحماية البيئة في 2001 ووزير الدولة لشؤون الأفغان القاطنين خارج حدود البلد من 2002 وحتى 2007.