27 عاماً مضت على ذكرى الغزو العراقي، يعني وفق ما ذكره علماء الاجتماع عمر جيلين تقريباً... فماذا حصل من تغيير بارك الله فيكم؟
أتحدث بعد أن غطى اللون الأبيض شعر الرأس واللحية والعيال كبرت وبعضنا أصبح جدا... ولو نصحتني بأي نوع من أنواع صبغ الشعر فلن يمحي الصبغ دروساً من الــ 27 عاماً التي مضت.
لم نحصل على تغيير يذكر إلا ما ندر. وسأعرض عليكم على عجالة، قصة قبول التعليم التطبيقي ومعضلات التعليم العالي على سبيل المثال لا الحصر، والتعليم العالي لا تختلف عنه وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات التي لم تشهد إنجازات تذكر في ما يخص السعة المكانية وتطوير العمل والتخطيط.
جامعة الكويت تقبل بحدود 6000 طالب وطالبة، والتطبيقي يقبل بحدود 9000، وأضف عليهم عدد المقبولين في دورات معاهد طلبة المتوسطة (تخيل تخصصاً في التكنولوجيا أدنى نسبة كانت 88 في المئة علمي... كارثة)، والمشكلة إن ميزانية الجامعة تفوق ميزانية التطبيقي.
سؤال لوزير التعليم العالي: ماذا عن جامعة جابر وماذا عن جامعة ثالثة ورابعة؟ وماذا عن أحكام قضائية تلغي قرارات جهابذة التعليم العالي التي ترفض معادلة شهادات الكثير من الطلبة الدارسين في الخارج؟ لماذا لم يحاسب أحد؟ ولماذا لم تنفذ جامعة جابر ومرسومها منذ العام 2012؟
ومن هنا تبدأ المقارنة السريعة بين وزارة التعليم العالي ووزارة العدل? فوزارة العدل بعد قدوم الوزير الدكتور فالح العزب? تحررت من بعض القيود، وكان الوزير جريئا بقراراته التي تصب في الصالح العام... يعني الوزير العزب إداريا: بحث وقارن وقاس وخطط ونفذ على أرض الواقع، وها هو يعلن افتتاح التنفيذ في المراكز استشعارا منه بالمسؤولية الاجتماعية للتخفيف على المواطنين وتسهيل العمل.
كان عندنا قصر عدل واحد، والآن لدينا قصور عدل في المحافظات? وارتفع عدد الخبراء. وأعجبني تصريح العزب «لا وجود للحكومة الإلكترونية أو الذكية على أرض الواقع»... إن الوزير ينقل ما يلمسه المواطن وهنا تتحقق المعادلة في خانة التطوير نسبة وتناسبا والاعتراف بالقصور وإن كان البعض لا تجدي معه النصيحة.
أما وزارة التعليم العالي، فبعد أن شعرت بالضغط على جامعة الكويت حولت الطلبة للتطبيقي، وأصبح التطبيقي مجبراً على قبول أعداد هائلة نتيجة قصور في التخطيط: فهل يعقل أن جامعة الشدادية مخطط لها منذ 1986، والآن يصرح النائب الرويعي وزملاء له، بإن جامعة الكويت ستنتقل لها وإن مرسوم جامعة جابر «يبيله مراجعة»... اتقوا الله فينا! ناهيك عن وضع المكاتب الثقافية مع وزارة التعليم العالي والشهادات المزورة (كيف تم تزويرها وفي عهد من تمت لتطول المحاسبة الجميع من قيادات في الكويت والمكاتب الثقافية الخارجية)... إلخ.
مرت 27 عاماً على ذكرى الغزو العراقي الغاشم... لم نعط الأهمية المطلوبة للتخطيط وسيّسنا التعليم العالي حتى صار الطالب «يحذف» على مجال دراسة لا يرغب فيه، والسبب سوء التخطيط وغياب جامعة جابر.
كل ما نطالب به هو الرأفة بالعباد والبلاد، وأن تستبدلوا قيادات حالية بقيادات تدرك معنى التخطيط الإستراتيجي وأهمية صناعة التاريخ (صناعة الإنجازات)، ومن لا ينجز يقال له بصريح العبارة «توكل على الله... شكراً»، وغير هذا الكلام لن يسمن ولن يغني من جوع... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi