فجر الخميس 2/ 8/ 1990، غزت جحافل الجيش البعثي العراقي دولة الكويت. الكويت التي آزرته في حرب طويلة مع جارته إيران، فكانت له الميناء والمطار ومصدر حاجاته، وتحملت بسبب موقفها القومي الكثير من الأذى، وخاب ظن الغزاة بانهيار الشعب الكويتي أو تعاونه مع قوات الاحتلال، بل نشأت مقاومة شعبية شديدة دمرت آلياته، وأرهبت جنوده، وتشكلت لجان تكافلية تواصلت مع القيادة الشرعية في الخارج وأدارت شؤون البلد الداخلية، وحتى من كان خارج الكويت من المواطنين فقد التفوا حول القيادة الشرعية التي استضافتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وكوّنوا وفوداً طافت دول العالم طالبت بالدعم والمساندة وتحرير بلدهم من الغزاة، وحقق الله مرادهم وعادت الكويت حرة ورجع الحكم إلى أصحابه.
ودارت الأيام وغزي العراق وسقط نظام البعث وشُنق صدام وطوينا صفحة الغزو، ومددنا جسور التعاون مع الشعب العراقي، الجار العربي، واليوم تستعد الكويت لاستضافة مؤتمر الدول المانحة لإعمار مدينة الموصل بعد تحريرها من قوى الإرهاب.
نعم هناك في الكويت غصة في الحلق لمن فقد شهيداً، أو افتقد مخطوفاً لا يعرف مصيره حتى الآن، وفي العراق لا يزال لنظام البعث أيتام يحلمون بالأطماع السابقة نفسها، فيثيرون المشاكل ويعكرون صفو العلاقات المتميزة بين الجارين الشقيقين، ونذكّر هؤلاء بنهاية غازي المقتول، وقاسم المسحول، وصدام المشنوق، فالكويت حتف لكل طامع فيها، ونتمنى أن ننسى يوم 2/ 8 الذي بات يذكرنا بما كان كل عام.
إضاءة
أبيات صاغها المبدع صالح مصلح الحربي:
يا بو مشاري والكويت العزيزة
أبعد عليهم حيل من حبة الكوع
بين الأمم لها وجود وركيزة
الكل معها يبي قصة وموضوع
أرض الوفا والطيب طبع وغريزة
يمشي الكويتي بعز والراس مرفوع