لقاء / عضوان في المنظمة لـ«الراي»: زيارة لـ«جليب الشيوخ» تشعرك أنك لست في الكويت

«إنسانيات»: على «نار هادئة» جمعية نفع للعمالة المنزلية

تصغير
تكبير
نورة السليمان: واجهنا في البداية تعليقات ساخرة وانتقادات لاذعة بسبب دفاعنا عن حقوق العمالة المنزلية

فهد المطوع: مشروعنا لا يستهدف جنسيات معينة بل يعمل من أجل الجميع لنشر الثقافة في المجتمع الكويتي
على نار هادئة يرتب، أعضاء منظمة «إنسانيات» ملفاً جديداً لإنشاء جمعية نفع عام تُعنى بشؤون العمالة المنزلية وتضم تحت مظلتها أكثر من 600 ألف عامل منزلي ستكون هي الأكبر على مستوى المنطقة والأضخم من حيث عدد الأعضاء.

الفكرة الشبابية التي طرحها أعضاء منظمة «إنسانيات» التي تضم كوادر كويتية شابة عرضت بحماس وهمة عانقت السحاب، حقوق العمالة المنزلية وكيفية رفع الظلم عنهم من بعض الكفلاء نتيجة جهلهم بالقوانين واللوائح المنظمة لعقود العمل بين العامل المنزلي والكفيل.


«الحركة الشبابية» أوضحت في لقاء «الراي» مع عضوين من أعضائها هما نورة السليمان وفهد المطوع نفض غبار السنين عن ملف العمالة المنزلية، مؤكدين أنهم واجهوا العديد من الصعاب والمشاكل و«الزف» أحياناً من الرافضين لمعالجة هذا الملف الشائك إلا أن إصرارهم والعزيمة كانت هدفهم وسبيلهم لإنقاذ المجتمع من المظاهر السلبية وتحسين العلاقة بين العمالة المنزلية وأرباب العمل لتكون العلاقة مبينة على التفاهم وتطبيق القانون والمعاملة الحسنة.

شجون وهموم العمالة المنزلية وعمل المنظمة الإنساني ومسيرتها في الدفاع عنهم وتعريفهم بحقوقهم نستعرضها في هذا اللقاء:

• بداية نود أن نتعرف على ردة فعل المجتمع الكويتي تجاه مشروعكم التوعوي؟

• قالت نورة السليمان واجهنا في البداية تعليقات ساخرة من بعض الأشخاص وانتقادات لاذعة وكلاماً قاسياً بسبب دفاعنا عن حقوق العمالة المنزلية، ونحن نرد عليهم أن مشروع «إنسانيات» يهدف لنشر حقوق وواجبات العمالة الوافدة وتحديداً العمالة المنزلية، عن طريق المطالبة بتفعيل القوانين التي تحميهم.

• هل العمالة المنزلية تعي وتفهم تلك القوانين الكويتية؟

• فهد المطوع: القوانين موجودة في كُتيبات ولكن المشكلة أن هذه الكُتيبات لا تصل إليهم، لان أماكن توزيعها في مواقع وأماكن لا تتردد عليها العمالة على الرغم من أنها مطبوعة بـ 7 لغات مختلفة، إضافة إلى الرعب الذي يزرعه الكثيرون من أصحاب مكاتب استقدام العمالة المنزلية في نفوسهم وإعطائهم تعليمات قاسية، وبعمل بحث ميداني اكتشفنا أن التكلفة الحقيقية لجلب العامل لا تتجاوز 500 دينار، وكيف أنهم يتلاعبون ويصلون بالتكلفة إلى ما يزيد على الألف و500 دينار للعامل الواحد مستغلين مواسم معينة مثل شهر رمضان لاستنزاف المواطنين الراغبين في الحصول على عامل، ورأينا طريقة تعامل المكاتب غير الإنسانية مع تلك العمالة.

• أين تكمن المشكلة في أصحاب مكاتب استقدام العمالة المنزلية أم من يُرسل تلك العمالة؟

• نورة السليمان: في الواقع المشكلة تبدأ من الخارج من دول أصحاب العمالة، وهذا الأمر تبين لي خلال حضوري لاجتماعين أحدهما في قطر والآخر في ألمانيا لمناقشة جهود الحكومات في دعم حقوق العمالة المنزلية، وتبين لي أن المكاتب الخارجية هي من تُضلل العمالة المنزلية وتعطيهم معلومات مغلوطة في تكلفة الراتب وعدد ساعات العمل ولذلك عندما يأتي العامل إلى الكويت يُصدم حيث يجد الوضع مغايراً ومُختلفاً عما قالوه له في بلده، وهنا تبدأ المشاكل.

• ما أبرز مشاكل العمالة المنزلية في الكويت التي أتضحت من خلال الاستبانة التي قمتم بها؟

• فهد المطوع: أبرز المشاكل هي حرمانهم من الهواتف النقالة، وهذا الحرمان قد يجلب مشاكل أكبر عندما يلجأون لشخص غريب للاتصال ومن هنا وقد ينفتح باب البيت للغرباء الذين يقدمون لهم خدمات حرموا منها.

• هل المواطنون متفهمون لطبيعة عمل حملتكم التوعوية؟

• فهد المطوع: غالبية المواطنين متفهمون لما ننادي به من حقوق للعمالة، ولكن هناك عدد غير قليل متمسك بالعادات والتقاليد التي يجبر العامل أو العاملة على الالتزام بها، وعلى سبيل المثال في بيت جدي العاملة المنزلية تمنح كافة حقوقها، ولكن إذا دخلت المطبخ تُجبر على ارتداء «اليونيفورم»، ويُمنع عليها ارتداء الجينز نتيجة العادات والتقاليد إضافة إلى عدم تحديد ساعات العمل. من جانبها أوضحت نورة السليمان أنه منذ بداية الحملة واجهنا صعوبة في تغيير الصورة النمطية في طريقة التعامل مع العمالة المنزلية، والتشديد على ضرورة أن من أبسط حقوق العامل منحه إجازة أسبوعية للخروج.

• إجازة أسبوعية للخروج هل تعتقد أنها مفيدة في ظل انتشار العمال من جميع الجنسيات ما قد يجعل العمالة المنزلية في خطر نتيجة التحرش الجنسي؟

• فهد المطوع: لنكون واقعيين في الكويت وفي كل بقاع العالم هناك تحرشات جنسية، ولكن من غير المعقول أن يكون سبباً لحرمان العمالة من حق من حقوقهم، ولو عممنا الفكرة «لما لقيت النساء يقدن سيارتهن في الشارع ولا يخرجن من بيوتهن».

• نورة السليمان: هناك أشخاص يمنحون الخادمة إجازة أسبوعية، ولكن لا يسمحون لها بالخروج بسبب خوفهم، وهذا الخوف غير مبرر لأنها قد تخرج لرمي أكياس القمامة وتتعرف على أحد المارة من العمال، وقد تتعرف على أحدهم في«الفريج»، ولذلك قمنا بحملة لنشر الوعي من خلال توزيع أكياس قرقيعان تحوي كتيبات لقانون العمالة المنزلية تضم هذه المواد لنشر الثقافة.

• ما ردة فعل العمال عندما يقرأون مواد القوانين التي تمنحهم حقوقهم؟

• نورة السليمان: الخوف هو الشعور العام لهؤلاء العمال، نتيجة حرمانهم من جوزات سفرهم بعد أن احتجزها«معازيبهم»، فلا يملكون حرية التحرك.

• الكفلاء يخافون من منح الجوازت للعمال فيهربون منهم وبالتالي يخسرون مادياً ما دفعوه لجلبهم من بلدانهم؟

• نورة السليمان: الدولة لابد أن تتكفل بهذا الأمر وتجد حلاً وسطاً مع مكاتب العمالة المنزلية، وعلى الحكومة أن تسعى لإنشاء مواقع لاستقدام العمالة المنزلية بأسعار مناسبة، ويصبح التعامل مباشرة بين صاحب العمل والدولة بذلك نستطيع التغلب على كثير من تلك المشكلات.

• فهد المطوع: دخلنا جليب الشويخ وشعرنا أننا لسنا في الكويت، فالشوارع محطمة وسوق سوداء ومخالفات بالجملة وقاذورات وأوساخ واستمعنا لعدد من العمال فقوبلنا بكم من الهموم الصعبة التي يعانون منها.

• كيف يتجاوب العمال أثناء توزيع الوجبات الغذائية عليهم؟

• نورة السليمان: ردة فعلهم الخوف ويشعرون بالرهبة وسرعان ما تنتهي عندما نتحدث إليهم، وأذكر أن أحد العمال قال لي انه يعمل طوال اليوم براتب شهري 100 دينار ومعزبه يقدم له وجبة واحدة طيلة الشهر وهي (مرق وعيش فقط ).

• هل مركز الإيواء مناسب للسكن الخاص بالعمالة؟

• نورة السليمان: المكان مناسب ويعتبر مريحاً أكثر من وجودهم في الشارع، والمركز تكفل بعلاج إحدى العاملات المصابات بالعمى بعد أن تخلى عنها صاحب العمل، وهي الآن تستعد للمغادرة إلى وطنها بعد أن عولجت وشفيت تماماً، والعاملون في المركز يقومون بجهود كبيرة، إضافة للجهود التي تبذلها الدولة من خلال إنشاء هذا المركز، الذي يضم عمالاً من مختلف الجنسيات يفضلون البقاء فيه بدلاً من الشوارع.

• هل هناك جنسيات معينة من العمالة المنزلية تشتهر بافتعال المشاكل؟

• فهد المطوع: نحن لا نستهدف جنسيات معينة بل نعمل من أجل الجميع ونسعى لنشر الثقافة في المجتمع الكويتي لتثقيفهم بحقوق العمالة المنزلية ومعرفة «ما لهم وما عليهم» ولا يوجد فرق لدينا بين الجنسيات، فنحن نسعى للأخذ بأيديهم ولا نلوم العمالة إذا هربوا من كفلائهم نتيجة الظلم الذي يتعرضون إليه من بعض ضعاف النفوس الذين يضربونهم ويتحرشون جنسياً بالعاملات لديهم وكثيراً ما سمعنا عن حالات اغتصاب تعرضت لها عاملات وكانت سبباً في هروبهن من كفلائهن خوفاً من تسفيرهن بعد أن يحملن سفاحاً.

• نورة السليمان: واجهت إحدى العاملات المنزلية وكان معها طفل صغير وعندما سألتها عن اسمه قالت: هذا ابني حمود! وتفاجأت بأن اسمه عربي فأخبرتني أن أباه كويتي! وليس لديها أي إثبات بعد أن تنكر منه والده وهناك حالات كثيرة أخرى.

• ما نسبة نجاح مشروعكم؟

• فهد المطوع: نسبة النجاح التي تم تحقيقها 70 في المئة، ونحتاج إلى مزيد من العمل ونشر التوعية ومتى ما كان لدينا عقلية وتفكير واسع فسنستطيع أن نتغلب على كل المشاكل، وقد ساهم الفيديو الذي حمل عنوان«خلونا نشكرهم»في نشر الثقافة وضم العديد من فئات المجتمع، وعندما أجرينا الاستبانة تبين أن نسبة من الجنسيات العربية لا توافق أن تعطي العمالة المنزلية جوازات سفرهم وفي نفس الوقت لا يرضى أن يتم أخذ جواز سفره من الشركة أو صاحب العمل الذي يعمل تحت كفالته وهذا تناقض كبير يبين حب بعض الناس على السيطرة.

• مارأيكم في الحملة التي يقودها نواب ضد العمالة الوافدة؟

• فهد المطوع: أنا ضد ما يطرحه هؤلاء النواب لاسيما في مسألة العلاج في مستشفيات معينة، فهل يعقل إذا تعرضت مثلاً لحادث سير ومعي أحد العمال أن أسعف كمواطن لمستشفى، ويرسل بالعامل إلى مستشفى آخر قد يكون بعيداً عن مكان الحادث... لا أنا ضد هذا الكلام جملة وتفصيلاً.

• لماذا تسود سمعة سيئة • إن صحت• عن معاملة العمالة في الكويت؟ وهل التقارير التي تكتبها منظمات حقوق الإنسان حول الكويت في رأيكم منصفة أم تظلم الكويت؟

• نورة السليمان: بعض وسائل الإعلام له دور كبير في إظهار تلك الصورة السيئة، من خلال عرض مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر معاملة مهينة من بعض الكفلاء لعمالهم، كما أنه يُعاب على المنظمات الدولية أنها تكتب التقارير من الخارج دون أن تتعرف على الواقع الحقيقي والميداني للوقائع وتعتمد على«العين الخارجية»وتركز على التعاميم والعموميات وبعض التقارير تكتب دون تأكيد.

• هل تتواصلون مع جميع فئات المجتمع من أصحاب المزارع والجواخير والشاليهات الذين لديهم عمالة؟

• فهد المطوع: تواصلنا مع الكثير منهم، وتأكدنا من أنه ليس لديهم أي مشكلة في منح الحقوق الكاملة للعمالة، وغالبيتهم متفهمون.

• ما الخطوة المستقبلية لمشروعكم؟ نورة السليمان: عددنا لا يتجاوز 7 أشخاص ونفكر في المستقبل بإنشاء جميعة نفع عام تُعنى بشؤون حقوق العمالة للدفاع عن حقوقهم والتعريف بواجباتهم، لاسيما وأن عددهم كبير يبلغ أكثر من 600 ألف عامل ومن المصلحة أن ندافع عنهم.

• ما رأيكم في ظاهرة تزايد انتشار تجار الاقامات؟

• فهد المطوع: هناك قوانين كثيرة لمحاربتهم لكنها لا تُطبق، ما جعل تجار الإقامات يزيدون في ظلمهم، بهدف جني المال.

• هل لديكم تعاون مع السفارات؟

• لدينا تعاون مع السفارة الفيلبينية، وقد أقامت من طرفها مركز إيواء يضم أكثر من 300 عامل، وحقيقة فإن السفارة الفيلبينية متعاونة جداً معنا.

«ليش» نواف سيد؟

برر عضوا الحملة ظهور نجم«سناب شات»نواف سيد في حملة«خلونا نشكرهم» بان هذا الظهور يستهدف الشباب، وذلك رداً على الانتقادات التي رفضت ظهوره.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي