وجع الحروف

«عنق الزجاجة» الاجتماعي!

تصغير
تكبير
في كل أزمة نبلغ مرحلة «عنق الزجاجة» ونبحث بعد بلوغها عن الحلول المناسبة.

خبر «الأشغال» توسع «عنق الزجاجة» عن طريق إضافة حارة لمخرج شارع جمال عبدالناصر المؤدي إلى الدائري الأول لحل الازدحام المروري الذي يشهده دوار الشيراتون... ومع احترامي لقياديي قطاع الطرق في وزارة الأشغال، أعتقد أن الحلول لا تأتي بصفة حلول ترقيعية، إنما تبدأ من التصميم الأولي المعتمد، فإن حصل خطأ في التقدير للحركة، فحري بنا مراجعة الأسباب لا لتوسعة «عنق الزجاجة» لأن الطرق في أغلبها تعاني من حالة «عنق الزجاجة»، لكن ماذا عن «عنق الزجاجة» على المستوى الاجتماعي؟


أستشهد هنا، بأجمل بيتين شعريين من قصيدة معبرة للشاعرالفذ حمود البغيلي:

«الغرب يصنع طائرات وصواريخ... والشرق الأوسط ضاع نفطه بلا شي»

وآخر يقول:

«لاني ولد تاجر ولاني ولد شيخ.... أنا فقير وراس مالي معاشي»

فنحن بسطاء ونتحدث عن حالة البسطاء ولكم في حالة التيه الاجتماعي الذي نعيشه دروس وعبر.

الغرب يصنع بجانب الطائرات والصواريخ، أجهزة تكنولوجية وبرامج للتواصل الاجتماعي وبرامج اجتماعية، بعضها يهدف إلى تفريغ القيم الاجتماعية من محتواه، ومن مردود النفط نستلم «المعاش» ونصرفه على شراء أجهزة نسيء استخدامها.

صار أطفالنا وكبارنا بلا هوية... «لعب» و«لهو» و«سطحية» في نماذج لحالات اجتماعية أفرزتنا إلى مجاميع بعضها يعارض من سوء فهم وبعضها الآخر يعارض بالوكالة عن مجموعة ضد اخرى.

ولنا في كل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي حول الخلاف الخليجي من حوار هابط ومفردات لا أدب فيها ولا احترام، خير مثال، حيث صار البعض محللاً سياسياً، والبعض الآخر «قارئاً للفنجان السياسي»، وهؤلاء في حقيقة مؤهلاتهم وقدراتهم لا يملكون أساسيات مهمة النقد البناء.

وصار البعض منتقداً للحكومة والنواب وقياديي مؤسساتنا وهم من الآخر «لا ناقة لهم ولا جمل» فقط لأنهم يمتلكون جهازا ذكيا والأجواء متاحة ولم يجدوا من يردعهم.

الغرب يريدنا هكذا وهو هدف معد مسبقاً وشكلت له الفرق والمعدات والبرامج للتنفيذ كي نصل للحالة التي نتابع فصولها.

طفل يجلس أمام الجهاز... يمسك في يده الجهاز ويده ممتدة إلى طبق الأكل ولا يتوقف عن المتابعة.

صنعوا لنا السفاهة كي نجعل منها نموذجا متبعاً.

صنعوا لنا التواصل الاجتماعي كي «نسب ونقذف» وعبارات ما أنزل بها من سلطان.

هل من رادع؟ هل من «عنق زجاجة» اجتماعي بحاجة إلى بحث فوري؟.

أحبتنا لهم في كل مجال لجنة خاصة... إلا تلك الظواهر الاجتماعية، فقد ظلت معلقة حتى تجاوزت مرحلة «عنق الزجاجة».

لذلك، أدعو من قلب محب كل من له «ميانة» على أصحاب القرار أن يشكلوا لجنة اجتماعية خاصة تعالج ظواهر «عنق الزجاجة» في ظواهر التواصل الاجتماعي السلبية وظواهر خاصة بنماذج التعامل مع الحالات «التعليم» و«الصحة» على الأقل من باب اجتماعي.

صرنا من دون «واسطة» نائب لا نستطيع إنجاز معاملاتنا والحصول على حقوقنا.

صرنا نتابع ما تفرزه بعض الحسابات الوهمية والمعلومة وما تبثه من سموم ولا نستطيع أن نستنكر أو نحاسب أصحابها.

صرنا في عالم إعلامي يدخله المتخصص ويدخله «المتطفل» الباحث عن الشهرة... ناهيك عن «السفاهات» التي ألزمت أطفالنا وكبارنا المتابعة... وعلى شنو؟

نريد معلومات مفيدة وفي وقتها... نريد لجنة «مكاشفة اجتماعية» أو حوار وطني يصلح حال البلاد والعباد بعد أن أدركنا وبإرادتنا ورغم عنا، ان كل المؤشرات تقول إننا في مؤخرة الركب على المستويات كافة.

لست بولد تاجر ولا بولد شيخ كما صور الحالة الشاعر البغيلي? فأنا «عود» من عرض حزمة وأتألم كما غيري يشعر بألم ونحن في تراجع على المستوى الاجتماعي.

لا تتركوهم يلعبون بعقولنا... فالتكنولوجيا الصالحة تبقى صالحة ولا يجب علينا إساءة استخدامها.

لا تتركوهم «يلوثون» أفكارنا وثقافتنا الصالحة عبر «محللين» وأصحاب حسابات لا تضمر الخير للبلاد والعباد.

نريد «مكاشفة» اجتماعية للبحث في «عنق الزجاجة» الذي غاب عن طاولة النقاش منذ عقود مضت حتى بات الفساد بكل أنواعه مسيطرا على المشهد حتى بلغ الحالة الاجتماعية... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي