لأن روابط الإسلام والعروبة والعربية والجوار، تجمع دول مجلس التعاون الخليجي؛ عمّر هذا المجلس، وقويت العلاقات بين أعضائه، لذا تعجب العالم بأسره من الخلاف الذي نشأ بين أربع من دوله، بالإضافة إلى مصر، فجأة.
ولأن دول الخليج مصدر طاقة العالم من نفط وغاز، ومياهه ممرات تجارته، هبّت الدول الكبرى لحل هذا الخلاف بأسرع وقت وأقل خسائر، خشية أن يصيب هذه الدول ما أصاب دول الجوار من كوارث وتدخل أطراف غير مقبول تدخلها، واختيرت الكويت عاصمة لجهود الحل، وسمو أميرنا أمير الإنسانية قائداً لهذه الجهود، وتتوالى كل يوم زيارات مسؤولين أمميين ودوليين، غربيين وشرقيين لدعم جهود الكويت بالمقترحات وعروض التوسط واستضافة أي مؤتمر حواري بين دول الخلاف.
ثقة نعتز بها شعباً وقيادة خصوصاً بعد أن أثمرت جهود الكويت السابقة في هذه الأزمة وقف سقف الخلاف، وإبعاد شبح أي تدخل وقبول دول الخلاف بحله عبر المحاورة سعياً لحل قد لا يكون سهلاً أو قريباً ولكنه حتمي، أولاً لإصرار القيادة الكويتية على بذل كل جهد والاستمرار بالعمل حتى إنهاء تلك الأزمة مهما طال الزمن مستخدمةً ما لها من علاقات مميزة مع دول الخليج أجمع. وثانياً لحيادية الكويت الدائمة وخبراتها السابقة في حل مشاكل أدت إلى قيام دول ووحدت أخرى، وحالت دون نشوء حروب أهلية، ما جعلنا نأمل أن يكلل الله هذه الجهود بالنجاح، ونصل إلى حل يرضي جميع الأطراف المتخاصمة، لأن الأزمة اليوم في البيت الخليجي وبين الأشقاء.