تقرير لـ «الراي» في 20 مايو توقّعها بعد عيد الفطر
بدء معركة عرسال بـ «عملية استباقية» للجيش اللبناني... إحباط مخطط إرهابي كبير و5 انتحاريين فجّروا أنفسهم

انتشار للجيش اللبناني على مدخل بلدة عرسال في البقاع (رويترز)

جثث الانتحاريين




بدأتْ طلائع المعركة المتوقَّعة في جرود عرسال، أمس، مع العملية الأمنية السبّاقة التي نفّذها الجيش اللبناني في عدد من مخيمات النازخين السوريين في البلدة وتخللها تفجير 5 انتحاريين أنفسهم ما أدى الى جرْح 7 عسكريين، في موازاة توقيف نحو 350 سورياً بينهم مطلوبون كبار.
واكتسبتْ عملية الجيش اللبناني أهمية بالغة لارتباطها بمسألتين: أوّلهما ما رافقها من كشف معلومات (لتلفزيون إل بي سي) عن أنها أحبطت مخططاً لعمليات إرهابية كان سينفّذها الانتحاريون من زحلة (في البقاع) إلى العاصمة بيروت، والثانية أنها تشكّل عملياً «صفارة انطلاق» المعركة الحاسمة لإنهاء وجود «داعش» و«جبهة النصرة» وسواهما من مجموعات سوريّة مسلّحة من آخر بقعة على الحدود السورية مع لبنان، أي جرود عرسال التي تقابِلها جرود القلمون على المقلب السوري.
وكانت «الراي» كشفتْ في تقرير لها نُشر في عددها في 20 مايو الماضي أن معركة جرود عرسال ستنطلق بعد عيد الفطر، وهو ما مهّدت له سلسلة تطوّراتٍ في الفترة الأخيرة أبرزها تَعثُّر المفاوضات التي كانت تدور بين «حزب الله» وبين «النصرة» و«سرايا أهل الشام» (بقايا من الجيش السوري الحر) لانسحاب هؤلاء إلى العمق السوري وتالياً نزْع فتيل المواجهة التي حتّمها قرار حاسم من النظام السوري والحزب بتطهير الجيوب المتبقية في جرد القلمون، وتحديداً في قارة والجراجير القريبتين من النبك (السورية)، إضافة إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من عرسال من المجموعات المسلّحة.
ورغم أن إنهاء ملف عرسال التي تُعتبر أكبر بلدة لبنانية (نحو 5 في المئة من مساحة لبنان) وبمثابة «جزيرة سنية» في محيط شيعي يتم إعطاؤه عنواناً لبنانياً لجهة القضاء الكامل على الخطر الإرهابي الذي تمثّله هذه المجموعات، إلا أن أوساطاً متابعة ترى أن بُعده السوري هو الأهمّ وقد ارتبطت به البلدة التي لطالما ناصرتْ الثورة السورية انطلاقاً من موقعها الجغرافي الذي وضعها على تماس مع الصراع السوري عبر جرودها، التي تمتدّ على مساحة نحو 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق إلى محافظة حمص، واحتضانها نحو مئة ألف نازح سوري يشكّلون 3 أضعاف عدد سكنها.
وفي رأي هذه الأوساط أنه بعد الإعلان عن اتفاق مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، فإن اكتمال سيطرة الجيش السوري و«حزب الله» على الحدود المشتركة مع لبنان من الشمال الشرقي إلى المصنع بقي دونه قفْل ثغرة عرسال ومحيطها في المقلب السوري بما يتيح لنظام الرئيس بشار الأسد «ضمان»مَناطق سيطرته المتواصلة ميدانياً من البحر الأبيض المتوسط إلى القنيطرة مروراً بالقلمون.
ومع بدء معركة عرسال، قبل نحو شهر من الذكرى الثالثة للمواجهات الدامية التي وقعت فيها (2 اغسطس 2014) بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش» و«النصرة»، تتّجه الأنظار إلى التشظيات التي يمكن ان تطال الواقع اللبناني نظراً إلى الحساسية المذهبية التي سيكتسبها أي تظهيرٍ للمعركة على أنها لتحقيق أهداف «حزب الله»، رغم أن تصدُّر الجيش اللبناني المشهد الميداني من شأنه التقليل من وطأة مثل هذا البُعد، وسط رصْدٍ لكيفية إدارة المعركة بين الأطراف الرئيسية على الأرض على مقلبي الحدود، أي الجيش السوري والجيش اللبناني و«حزب الله».
وكان فجر أمس شهد العملية المباغتة التي نفّذها الجيش وذلك في ضوء ما تكشّف في أعقاب توقيف الإرهابي السوري أحمد خالد دياب الملقب بـ «أبو السيك» في محلة راس السرج في عرسال، علماً أنه من المشاركين في معركة عرسال 2014 وأشارت تقارير الى انه قاتِل المقدّم نور الدين الجمل الذي سقط في هذه المعركة.
وذكرتْ معلومات أن توقيف دياب كشف خيوط مخطّط تفجيري كان معدّاً داخل عرسال، وأن عمليات إرهابية كانت تُحضَّر في مناطق عدة من زحلة إلى بيروت. وتبعاً لهذه المعطيات بدأ فوج المجوقل في الجيش اللبناني ضربته الاستباقية وباشر عملية تفتيش في مخيم النور شرق عرسال (محسوب على النصرة) ومخيم القارية (محسوب على داعش) وصولاً الى مخيم طفيل، وسط معلومات عن أن غالبية موقوفي مخيم القارية هم من إرهابيي «داعش»، ومن بينهم مسؤولون كبار في التنظيم المذكور.
وحسب بيان قيادة الجيش، فإنه أثناء «تفتيش مخيم النور أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة. وفي وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها».
وأشار البيان الى انه «خلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة».
وبعد معلومات عن انه خلال عمليات الدهم قُتلت طفلة سورية، أشار بيان آخر للجيش الى انها قضت نتيجة تفجير أحد الانتحاريين نفسه وسط أفراد عائلة نازحة، في حين كشفت معلومات أن بين الذين فجّروا أنفسهم أحد مسؤولي «النصرة» أبو عائشة، والقاضي الشرعي لـ«النصرة» أبو عبادة الشرعي.
وأثارت البلبلة التقارير التي تحدّثت عن أن الإرهابيين كانوا يعدّون العدّة لتنفيذ هجوم بعبوة «كيماوية» في موازة العثور على مخبأ لتصنيع العبوات الناسفة، قبل ان يفيد مصدر أمني «ان المعلومات التي تتناقلها وسائل إعلام عن عبوة كيماوية في عرسال ليست سوى مواد لتصنيع العبوات المتفجرة وهي بالطبع مواد كيماوية (نيترات وغيره) فاقتضى التوضيح لعدم إثارة المخاوف».
واكتسبتْ عملية الجيش اللبناني أهمية بالغة لارتباطها بمسألتين: أوّلهما ما رافقها من كشف معلومات (لتلفزيون إل بي سي) عن أنها أحبطت مخططاً لعمليات إرهابية كان سينفّذها الانتحاريون من زحلة (في البقاع) إلى العاصمة بيروت، والثانية أنها تشكّل عملياً «صفارة انطلاق» المعركة الحاسمة لإنهاء وجود «داعش» و«جبهة النصرة» وسواهما من مجموعات سوريّة مسلّحة من آخر بقعة على الحدود السورية مع لبنان، أي جرود عرسال التي تقابِلها جرود القلمون على المقلب السوري.
وكانت «الراي» كشفتْ في تقرير لها نُشر في عددها في 20 مايو الماضي أن معركة جرود عرسال ستنطلق بعد عيد الفطر، وهو ما مهّدت له سلسلة تطوّراتٍ في الفترة الأخيرة أبرزها تَعثُّر المفاوضات التي كانت تدور بين «حزب الله» وبين «النصرة» و«سرايا أهل الشام» (بقايا من الجيش السوري الحر) لانسحاب هؤلاء إلى العمق السوري وتالياً نزْع فتيل المواجهة التي حتّمها قرار حاسم من النظام السوري والحزب بتطهير الجيوب المتبقية في جرد القلمون، وتحديداً في قارة والجراجير القريبتين من النبك (السورية)، إضافة إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من عرسال من المجموعات المسلّحة.
ورغم أن إنهاء ملف عرسال التي تُعتبر أكبر بلدة لبنانية (نحو 5 في المئة من مساحة لبنان) وبمثابة «جزيرة سنية» في محيط شيعي يتم إعطاؤه عنواناً لبنانياً لجهة القضاء الكامل على الخطر الإرهابي الذي تمثّله هذه المجموعات، إلا أن أوساطاً متابعة ترى أن بُعده السوري هو الأهمّ وقد ارتبطت به البلدة التي لطالما ناصرتْ الثورة السورية انطلاقاً من موقعها الجغرافي الذي وضعها على تماس مع الصراع السوري عبر جرودها، التي تمتدّ على مساحة نحو 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق إلى محافظة حمص، واحتضانها نحو مئة ألف نازح سوري يشكّلون 3 أضعاف عدد سكنها.
وفي رأي هذه الأوساط أنه بعد الإعلان عن اتفاق مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، فإن اكتمال سيطرة الجيش السوري و«حزب الله» على الحدود المشتركة مع لبنان من الشمال الشرقي إلى المصنع بقي دونه قفْل ثغرة عرسال ومحيطها في المقلب السوري بما يتيح لنظام الرئيس بشار الأسد «ضمان»مَناطق سيطرته المتواصلة ميدانياً من البحر الأبيض المتوسط إلى القنيطرة مروراً بالقلمون.
ومع بدء معركة عرسال، قبل نحو شهر من الذكرى الثالثة للمواجهات الدامية التي وقعت فيها (2 اغسطس 2014) بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش» و«النصرة»، تتّجه الأنظار إلى التشظيات التي يمكن ان تطال الواقع اللبناني نظراً إلى الحساسية المذهبية التي سيكتسبها أي تظهيرٍ للمعركة على أنها لتحقيق أهداف «حزب الله»، رغم أن تصدُّر الجيش اللبناني المشهد الميداني من شأنه التقليل من وطأة مثل هذا البُعد، وسط رصْدٍ لكيفية إدارة المعركة بين الأطراف الرئيسية على الأرض على مقلبي الحدود، أي الجيش السوري والجيش اللبناني و«حزب الله».
وكان فجر أمس شهد العملية المباغتة التي نفّذها الجيش وذلك في ضوء ما تكشّف في أعقاب توقيف الإرهابي السوري أحمد خالد دياب الملقب بـ «أبو السيك» في محلة راس السرج في عرسال، علماً أنه من المشاركين في معركة عرسال 2014 وأشارت تقارير الى انه قاتِل المقدّم نور الدين الجمل الذي سقط في هذه المعركة.
وذكرتْ معلومات أن توقيف دياب كشف خيوط مخطّط تفجيري كان معدّاً داخل عرسال، وأن عمليات إرهابية كانت تُحضَّر في مناطق عدة من زحلة إلى بيروت. وتبعاً لهذه المعطيات بدأ فوج المجوقل في الجيش اللبناني ضربته الاستباقية وباشر عملية تفتيش في مخيم النور شرق عرسال (محسوب على النصرة) ومخيم القارية (محسوب على داعش) وصولاً الى مخيم طفيل، وسط معلومات عن أن غالبية موقوفي مخيم القارية هم من إرهابيي «داعش»، ومن بينهم مسؤولون كبار في التنظيم المذكور.
وحسب بيان قيادة الجيش، فإنه أثناء «تفتيش مخيم النور أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة. وفي وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها».
وأشار البيان الى انه «خلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة».
وبعد معلومات عن انه خلال عمليات الدهم قُتلت طفلة سورية، أشار بيان آخر للجيش الى انها قضت نتيجة تفجير أحد الانتحاريين نفسه وسط أفراد عائلة نازحة، في حين كشفت معلومات أن بين الذين فجّروا أنفسهم أحد مسؤولي «النصرة» أبو عائشة، والقاضي الشرعي لـ«النصرة» أبو عبادة الشرعي.
وأثارت البلبلة التقارير التي تحدّثت عن أن الإرهابيين كانوا يعدّون العدّة لتنفيذ هجوم بعبوة «كيماوية» في موازة العثور على مخبأ لتصنيع العبوات الناسفة، قبل ان يفيد مصدر أمني «ان المعلومات التي تتناقلها وسائل إعلام عن عبوة كيماوية في عرسال ليست سوى مواد لتصنيع العبوات المتفجرة وهي بالطبع مواد كيماوية (نيترات وغيره) فاقتضى التوضيح لعدم إثارة المخاوف».