نعم حكومي الهوى... ولكن؟
هكذا كان ردي عندما سئلت عن توجهي، إن كنت أميل إلى المعارضة أم إلى الحكومة؟
مشكلة عندما نكتب عن الفساد ونوجه النصيحة لأحبتنا من أصحاب القرار في الجهتين التشريعية والتنفيذية والرقابية، ويظن البعض أننا معارضون. وعندما نمتدح إجراءً معيناً تتخذه الحكومة يأتيك من يقول «ها بو عبدالله تغازل الحكومة»!
لم يتغير توجهي قيد أنملة، ومن يحكم على ظاهر الأمور لا يعنيني، ونحن هنا نستشهد بوقائع وأحداث وأخبار تتناقلها وسائل الإعلام ومن ثم نطرح الرأي من نافذة محايدة.
وفي هذه المقال، نستشهد بأقوال خالدة للإمام محمد بن إدريس الشافعي الذي اتصفت أقواله بحكم المذهب الشافعي وظلت راسخة في أذهان كل مؤمن بربه متسلحاً بالعلم والمعرفة والخبرة ومحيطاً سلوكه بإطار أخلاقي.
يقول الشافعي «ولا تعطين الرأي لمن لا يريده... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعة». ويعني الرأي هنا أنه يطرح موجهاً إلى من يهمه أمر إدارة مؤسساتنا وصلاح أوضاعنا. والقصد انني حكومي الهوى، أعني اننا وإن انتقدنا، نبقى محبين للحكومة ولا نقبل إيقاع الضرر عليها، والرأي يبقى مهماً جداً في إدارة شؤون المؤسسات. ونظن أن على الجميع أن يأخذوا الرأي من صديق صدوق تأسياً بقول الشافعي «سلام على الدنيا إذا لم يكن بها... صديق صدوق الوعد منصفا».
الإنصاف مطلوب في الحكم على ما يطرح ولا يجوز منطقياً وشرعيا أن نحكم على قول فيه مدح أو انتقاد مشروع لنصنف الأفراد بين حكومي ومعارض... ومن قال إن لدينا معارضة من الأساس!
لا تردد قول البعض «شنسوي... الدعوى خربانة كلها فساد بفساد». لا يجوز هذا القول «نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا»، فنحن شركاء بالحالة أيا كان مستواها.
لا أعلم السبب في كتابة هذا المقال، الا انني رأيته مستحقا بعد ما عشنا أجواء رمضان المباركة، وموعد نشره يصادف ثالث أيام العيد.
أحيانا نحتاج أن نكشف ما بداخلنا ولا يجب أن نتحسس من كل انطباع يصل إلينا أو قول مرسل حول ما نكتبه، فلن ترضى الجموع عنا مهما بلغنا من الحذر في انتقاء العبارات، والمكاشفة مطلوبة في العلاج بما فيه طريقة انتقادنا لبعضنا البعض.
قد تستمر الحالة «الفوضوية» التي تطرقت لها في مقال نشر قبل سنوات عدة، لكن حالة اليأس لا يجب بأي حال من الأحوال أن تهيمن علينا... فأنا وأنتم نشكل النسيج الاجتماعي ومنه يبدأ الإصلاح وعبره توجه الرسائل من باب النصيحة.
وأخيرا وليس آخراً? تذكر قول الشافعي... «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها... فرجت وكنت أظنها لا تفرج». فضع مخافة الله نصب عينيك وتوكل على الله و كرر على الدوام: «أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد»... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi